لم تكن قصة هروب قيادات الجماعة الإسلامية والإخوان، إلا حلقة من عدة حلقات مستمرة، عبر تاريخ هذه التنظيمات، كانت تؤكد في كل مرة كيف كان يضحي القيادات بالأفراد ويهربون، ويتركونهم بعد أن يكونوا قد ورطوهم في مواجهات عنيفة مع الدولة. أول قصة في رحلة الهروب الكبير هي لعاصم عبد الماجد القيادي في الجماعة الإسلامية، الذي أشبع الناس تهديداً ووعيدًا حتى هرب، وظهر أخيراً على قناة الجزيرة القطرية. وقد كشفت مصادر أمنية، أن عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية كان قد أجرى عدة اتصالات مع عناصر من الأجهزة الأمنية القطرية التي أبلغته أن حكومة دولة قطر ترحب باستضافته في الدوحة حال تمكنه من مغادرة مصر، وقبيل ساعات من فض اعتصام رابعة العدوية، علم عاصم عبدالماجد من بعض المتواجدين فى أماكن الاعتصام أن قوات الأمن ستبدأ الفض فجر ذلك اليوم، وكان يقيم مع كل من عصام العريان ومحمد البلتاجى فى عقار مملوك لحازم فاروق عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة. على الفور هرب عبدالماجد إلى محافظة المنيا ومنها إلى أسيوط، وتمكن بمساعدة أحد ضباط الجوازات ووساطة بعض أعضاء الجماعة الإسلامية هناك من استخراج جواز سفر مزور، وقام بحلق لحيته وسافر إلى الأراضي السعودية على قوائم العمرة، واتجه بعدها إلى العاصمة القطريةالدوحة. وكان قد سبق عاصم هروب أسامة رشدي، عضو لجنة حقوق الإنسان والقيادي في الجماعة، وسمير العركي، وممدوح علي يوسف، وإسلام الغمري، قيادات الجناح العسكري السابق للتنظيم، وكانت وجهتهم كلهم إلى تركيا، التي حط إليها أيضاً طارق الزمر، بعد هروبه إلى لبنان. أما قيادات الإخوان، فقد هرب عدد كبير من قياداتهم الحركية والتنفيذية الوسيطة، الأكثر تأثيراً في نشاط الجماعة على الأرض، إلى بلدان عربية وغربية عدة، وعلى رأسهم نائبا المرشد، الدكتور محمود عزت، وجمعة أمين، الذي كان قد سافر قبل الإطاحة بمحمد مرسي بأيام قليلة، للعلاج في لندن، لكنه لم يعد من هناك. ومن بين القيادات الإخوانية الكبيرة الهاربة في الخارج أيضاً، أمين عام الجماعة الدكتور محمود حسين، وهو في اسطنبول التركية على الأرجح، إلى جانب المتحدث الرسمي السابق للإخوان، الدكتور محمود غزلان. كوادر الإخوان الوسيطة الهاربة، اتجهت إلى لندن وبرلين، وباريس التي يتمنى بعض الإخوان في التنظيم الدولي أن تتحول لمقر لحكومة منفى مناوئة للسلطة بالقاهرة، إضافة لتوجه آخرين صوب بعض دول البلقان، مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو، وتركيا، التي يقصدها الأعضاء المسيسون، ممن يعملون على طرح الجماعة سياسياً في الخارج من جديد. بينما أصبحت بيروت مقصد إعلاميي الجماعة، للاشتغال في عدد من القنوات الناطقة باسم الجماعة، والتي يبث بعضها من هناك. مثل قنوات أحرار 25، ورابعة تي في. كما مثلت الدوحةالقطرية، مكاناً مهماً لقيادات الجماعة الهاربة، التي تركت باقي الأفراد في كابوس كبير.