قام مهرجان مراكش الدولي للفيلم فى دورته ال13 بتكريم المخرج الأرجنتيني فرناندو سولاناس؛ نظرًا لمسيرته الفنية الطويلة التي قدم خلالها سينما ملتزمة بالقضايا الاجتماعية والسياسية النبيلة. ووصف المخرج نور الدين الخماري، الذي سلم سولاناس نجمة المهرجان، هذا السنيمائي الكبير بأنه "فنان حر لم يقدم تنازلات" بل قدم شهادته كفنان مواطن على واقع مجتمعه، وكان بحق "لسان الضعفاء" في بلاده. أما فرناندو سولاناس فلم يخف، في كلمته القوية، إعجابه بالمدينة "الساحرة والأسطورية"، مراكش، التي يزورها لأول مرة، وقد كشفت له "عظمة ثقافة هذا البلد". وقال سولاناس، ذو التكوين الموسيقي والتشكيلي والأدبي، إن السينما هي "نقطة التقاء جميع اللغات الجمالية.. بل هي اللغة الوحيدة القادرة على تخليد المشاعر". وثمن فرناندو سولاناس دور المهرجانات، من حجم مهرجان مراكش، في التقريب بين الثقافات، خصوصا في زمن طغيان الصناعة الإعلامية ومنطق التنميط الهوليودي. وقد سخر سولاناس، سواء في أعماله الوثائقية أو الروائية، لمناهضة عصر الديكتاتورية الحاكمة في بلاده منذ أواخر عقد الستينيات من القرن الماضي، والدفاع عن كرامة شعبه وحقوقه الاقتصادية والاجتماعية، بدءا من فيلمه الوثائقي الشهير "ساعة الأفران". وحظي الفيلم عند عرضه بإشادة كبرى ليس فقط من أجل حريته الشكلية، ولكن أيضا لأثره الاجتماعي والسياسي البالغ، وأعلن به فرناندو سولاناس ولادة سينما ملتزمة ومتأصلة بعمق، تغذيها في نفس الوقت، المخيلة التاريخية والمعاصرة لبلده الأرجنتين، وآماله وخيبات أمله الشخصية. وتواصلت أعمال سولاناس، الذي تعرض لمحاولة اختطاف وتهديدات بالقتل، فكان من بينها فيلم "أبناء فييرو"، وهو ملحمة شاعرية أنجزها في عام 1972، وهاجر إلى باريس ثم عاد إلى بلاده سنة 1985، حيث أخرج فيلم "نفي كارديل"، الذي نال عنه الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان البندقية السينمائي لسنة 1985 قبل أن يوقع على فيلم "الجنوب" الذي حصل على جائزة أفضل إخراج في مهرجان كان لسنة 1988، وحظي المخرج الأرجنتيني في مهرجان برلين لسنة 2004، بجائزة الدب الذهبي الفخري عن مجمل أعماله. وكان ابن فرناندو، خوان سولاناس - الذي أخرج "رجل بدون رأس" و"شمال شرق" قد شارك السنة الماضية في عضوية لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.