واصل الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، دفاعه عن النهج الأزهري الأشعري في مواجهة حملات التشويه التي يتعرض لها، مؤكدًا أن الأزهر الشريف على مدار تاريخه اعتمد على منهجية منضبطة. وشدد على أن تجربة الأزهر تجربة مؤسسة على التعايش وهذا ما جعل الدول الغربية تتجه إلى الأزهر لاعتدال منهجه وانضباطه؛ لأنه في ظل الأزهر وجد التعايش الحقيقي، لافتًا إلى تلقى شيخ الأزهر العديد من العروض من الخارج لتعليم وتدريب الناس هناك لما يتمتع به الأزهر من تاريخ حافل ولما له من رصيد كبير في نفوس الناس هناك. وقال علام في حديثه الأسبوعي أمس الأول، إن الدين الإسلامي لم يعرف صدام الحضارات، إنما أسس للتعايش بين الحضارات، فالنبي صلى الله عليه وسلم أسس لذلك وحس أصحابه على ذلك، نافيًا أن يكون هناك تصادم بين الإسلام وأي نوع من الحضارات، وأن المسلمين انتشروا في كل بقاع الأرض ولم يُكرهوا أحدًا على الدخول في الإسلام. وحذّر المفتي من تصدر غير المتخصصين للفتوي، مؤكدًا أنه لا يجوز لمن لم يتأهل للإفتاء أن يفتى الناس، لأن الفتوى تحتاج إلى علم ورصيد من الخبرات والتدريب على الإفتاء. وتابع: لا بد من الاهتمام بالجانب الأخلاقي الخاص بتهذيب النفوس باعتباره مكونًا أساسيًّا من المنهجية الأزهرية المنضبطة التي لم تقصِ أحدًا ولم تكفر أحدًا. وأوضح مفتى الجمهورية أن المذهب الأشعري مذهب الأزهر لا يكفر أحدًا ينطق بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، مؤكدًا أن هذا المنهج لا يوافق منهج الإرهابيين الذين يكفرون الناس، وبالتالي فالمنهجية القائمة على المذهب الأشعري تساهم في استقرار المجتمعات، ولا يجعلها تتفق مع فكرهم في التكفير والقتل. وقال مفتى الجمهورية إن كون الإرهابيين لا يُكَفرون لأنهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله لا يعفهم من العقاب بالقانون لأنهم يخالفون القانون وعقابهم له شرعية قانونية، فلا بد من توقيع العقوبة على كل مخالف وفقًا للقانون، لذلك فالجيش المصري لديه شرعية قانونية في حربه ضد الإرهابيين لأنهم خارجون عن القانون. وقال مفتى الجمهورية إن الغرب استشعروا خطر الإرهاب بعد انضمام الشباب الأوروبي لداعش لذلك تواصلوا مع المؤسسات الدينية في مصر لحل الأمر، وأيقنوا احتياج القائمين على أمر الدعوة في الغرب لمناهج منضبطة للتعايش مع المجتمع في الغرب. وحول بناء الكنائس، شدد على أن الكنائس في مصر بنيت في عصر المسلمين، كما أكد ذلك الفقيه المصري الليث بن سعد والقاضي عبدالله بن لهيعة.