تناول كبار كتاب المقالات بالصحف الصادرة اليوم الأحد، عددا من الموضوعات زيارة بابا الفاتيكان التي اختتمت أمس بالقاهرة ، ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخير بالشباب في الإسماعيلية. ففي صحيفة الأخبار مقال للكاتب الصحفي محمد بركات بعنوان " دعوة للسلام والمحبة ومواجهة الإرهاب والتطرف " قال الكاتب أنه في مشهد تاريخي غير مسبوق علي كل المستويات الإقليمية والدولية، بعثت مصر بالأمس بالعديد من رسائل السلام والمحبة والتآخي الإنساني لكل شعوب ودول العالم، تدعوهم فيها للوقوف معا بكل الصدق والإخلاص في مواجهة تيار العنف والكراهية الذي يجتاح العالم الآن، وتؤكد في رسائلها علي ضرورة عمل كل البشر معا بكل العزم والإصرار علي مقاومة الإرهاب الأسود، واستئصال جذوره من العالم، بعد أن بات يهدد البشرية كلها دون استثناء. وأضاف الكاتب أنه في موقف إنساني لم يشهد العالم مثيلا له من قبل، وقفت مصر مهد الحضارة والتنوير ومنارة التوحيد وموئل الانبياء والرسل، مادة يدها للعالم كله داعية للسلام ونبذ العنف، من أرض الكنانة أرض السلام. ولأول مرة علي امتداد التاريخ الإنساني ومبعث الأنبياء والرسل والديانات الهادية للبشر، تتوحد مواقف وجهود رموز الديانتين الأكبر والأوسع انتشارا في العالم، »الإسلام والمسيحية»، للدعوة للسلام والمحبة ووقف العنف والإرهاب. وتابع الكاتب قائلا " وفي ذلك رأينا قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يقفون معا ويناشدون العالم كله من أرض الكنانة أرض السلام مصر، بالوقوف صفا واحدا في مواجهة العنف والإرهاب ونشر السلام في الأرض ورفض التعصب والتطرف الديني، والعمل بكل المحبة علي نشر التسامح وقبول الآخر واحترامه". وقال الكاتب "إذا ما تابعنا مردود الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان قداسة البابا فرانسيس لمصر، من خلال ما ورد عنها في إعلام وصحافة العالم أجمع، لوجدنا تركيزا كبيرا علي أنها خطوة بالغة الأهمية والدلالة الإنسانية والروحية، تؤكد مدي تقدير وحب قداسة البابا لمصر وشعبها ودورهم الكبير في احتضان ونشر رسائل الهداية للبشر أجمعين، وهو ما عبر البابا عنه بقوله إن مصر تعني الكثير للبشرية وهي »أم الدنيا» وأرض السلام. وفي صحيفة الأهرام مقال للكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة بعنوان "السيسى وحديث المصارحة والإصلاح " قال فيه إنه يعتقد أن مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جلسة مواجهة ارتفاع الأسعار بالمؤتمر الدورى الثالث للشباب يوم الاربعاء الماضي، كانت هى الأهم والأبرز فى المؤتمر لأنها كانت نابعة من القلب وتحدث فيها الرئيس بصراحته المعهودة، وبتلقائية حول الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر مطالباً الشعب بضرورة الصبر، والتحمل لمدة عام آخر، مشيرا إلى أن تأخير الإصلاح يعنى استحالة تحقيقه، لأن الأزمة جاءت نتيجة تراكم المشكلات خلال العقود الطويلة الماضية، وبالتحديد منذ عام 1967 حينما توقفت حركة التقدم. وأشار الكاتب إلى أنه دائما ما يكون حديث المصارحة مؤلما لكنه الألم الذى يأتى بالأمل فلا إصلاح حقيقيا دون مصارحة والرئيس عبدالفتاح السيسى جاء بعد فترة طويلة من تراكم المشكلات خاصة بعد ثورة 25 يناير التى أتت على الأخضر واليابس، وأدت إلى توقف عجلة الإنتاج، وهروب الاستثمارات، وانتشار حالة الفوضى والانفلات الأمني، وازدياد حدة المظاهرات والإضرابات،. ولأن الاقتصاد المصرى «هش» و «ضعيف» فلم يتحمل ذلك، وهذه المشكلة التى يتخبط فيها الاقتصاد المصرى منذ عام 1967، وبعد أن كانت هناك نهضة صناعية وزراعية، توقفت حركة النمو، وتم توجيه الاقتصاد بكامله نحو الاستعداد للحرب حتى تحقق النصر فى أكتوبر 1973، وقام الرئيس السادات بمحاولة إنقاذ سريعة للاقتصاد المصرى لكنها كانت تتسم بالعجلة والاندفاع فتحولت مصر إلى سوق للنفايات، وتم فتح أبواب الاستيراد على مصراعيها، «سداح مداح»، وهكذا حتى جاء الرئيس الاسبق مبارك فقام بخطوات إصلاح اقتصادى ملموسة لكنها ظلت محدودة، وظل الاقتصاد المصرى اقتصادا «ريعيا» أى اقتصاد قائم على الخدمات والاستثمار العقارى والسياحة، وهذه النوعية من الاقتصاديات، لا تصمد للازمات، وتنهار بسرعة أمام أول «خبطة» وهو ما حدث عقب ثورة 25 يناير التى قامت من أجل الإصلاح إلا أنها انحرفت عن مسارها، وانهار معها الاقتصاد المصرى بسرعة البرق، وتبخر الاحتياطي، النقدي، وأصيب الاقتصاد المصرى بالشلل التام، وأصبحت مصر تعيش على المعونات والإعانات حتى أصبحنا ننتظر شحنات النفط والغاز كى نطمئن على عدم انقطاع التيار الكهربائي. وأضاف " ظل هذا الأمر حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وكان لابد من مواجهة تلك التراكمات من المشاكل قبل أن يصبح حلها مستحيلا، فكان قرار الإصلاح الاقتصادى الذى لا مفر منه". واستطرد الكاتب قائلا " لقد أثبت الشعب المصرى خلال الفترة الماضية انه شعب واع بدليل أنه تحمل كل تبعات الإصلاح الاقتصادى من زيادة هائلة فى الأسعار، ولم يلتفت إلى هؤلاء الذين يريدون «جر» مصر إلى الخراب والتدمير كما حدث فى سوريا وليبيا واليمن والصومال والعراق" ، واجتازت مصر أصعب مرحلتين الأولى أنها تجاوزت التآمر والفتن وأفلتت من مصير التخريب والتقسيم بعد نجاح ثورة 30 يونيو، ثم جاءت المرحلة الثانية، وتحملت صدمة الإصلاح الاقتصادى لتبقى مصر حرة عزيزة بعيداً عن الإعانات والمعونات من الدول الصديقة والشقيقة". واختتم الكاتب مقاله بالقول " من المهم استكمال تلك المشروعات وغيرها من المشروعات الإنتاجية فمن العار أن نظل نستورد أكثر من 80%من احتياجاتنا من الخارج، ولابد أن تتغير تلك النسبة إلى العكس بحيث لا يزيد الاستيراد على 20% على الأكثر، وفى مقابلها نقوم بتصدير نسبة أعلى تغطى تكلفة الاستيراد وتزيد، فهذه هى مقومات الاقتصاديات الناجحة، ودون ذلك فإننا نظل «نلف وندور» حول أنفسنا فى الفراغ دون تقدم". وفي نفس السياق ، جاء مقال للكاتب الصحفي عبد الناصر عبدالله بصحيفة الجمهورية ، وتحت عنوان " مؤتمر الشباب.. ومستقبل مصر" قال الكاتب "إن حاضر كل أمة من الأمم ومستقبلها دائماً وأبداً ما يرتبط بشبابها لأنهم الفئة التي يوضع عليها آمال كبار من أجل النهوض بالأوطان لذا فهم الركيزة التي تقوم عليها التنمية في بلداننا لأنهم يملكون من الفكر والنشاط الذهني والجسمي ما يجعلهم في طليعة الفئات التي تنتظر منهم دولهم الكثير.. والكثير جداً.. وأضاف الكاتب " إنه من هنا لم يكن مستغرباً أن تولي قيادات الدولة وخاصة مؤسسة الرئاسة المصرية الشباب المصري كل رعايتها ودعمها بل الأكثر من ذلك كله هو ما نشاهد من مظاهر تنم بحق عن العناية الفائقة التي ينالها الشباب المصري علي كافة المستويات وفي كل المحافظات شرقاً أو غرباً. شمالاً أو جنوباً الكل يعامل بنفس المعاملة فمعاملة الشباب القاطن في العاصمة مثلها مثل معاملة الشباب الذين يقيمون في أقاصي الصعيد أو في محافظات الحدود.. الكل أمام قيادات الدولة سواء بسواء لا فرق بين أحد أو آخر". وتابع الكاتب قائلا " عموماً سيظل شبابنا هم مقلات العيون الذين لم ولن يدخلوا دائرة النسيان فكفي عهوداً ظل فيها شباب مصر وقلبها النابض في طي النسيان.. عهود تصدر المشهد فيها "عواجيز الفرح" حتي صار المشهد المصري من سيء إلي أسوأ.. إلي أن أذن الله لهذا البلد الطيب أن يقوم رجال مخلصون يثق بهم كل طوائف فحملوا علي عاتقهم إيقاظ الشعور الوطني وبالتالي بدأت البلاد بهم وبشبابها في النهوض من سباتها التي ظلت فيه بفعل فاعل.. ولكن نحمد الله أن الأمر لم يدم طويلاً وعادت مصر بقوة تقود وتوجه وتنشيء الصروح الكبيرة والمشروعات العملاقة.. ليصبح معها الغد القريب مليئاً بكل ما يتمناه كل مصري لبلاده.. رخاء اقتصادي تفوق علمي في شتي المجالات جيش قوي مسلح بأهل العلم والمعرفة ريادة إقليمية ودولية.. وهكذا ستكون مصر.