تقارير الجهات الإحصائية تتجاهل رصد إصابات العمالة غير المنتظمة 1.4 مليار جنيه خسائر الدولة نتيجة حوادث العمال تحتفل مصر كل عام بعيد العمال فى الأول من مايو.. وتقتصر الاحتفالات علي الخطب والتأكيد على حقوق العمال، وتوزيع الأوسمة على قيادات الحركة النقابية، لكن هذه الاحتفالات تقتصر فقط على 11 مليون عامل من بين 25 مليون عامل، هم حجم القوى العاملة، بحسب تقارير وزارة القوى العاملة والجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فيما ينتظر 14 مليون عامل، وهم العمالة غير المنتظمة القرار كل عام للحصول على حقوقهم فى التأمينات الاجتماعية والرعاية الصحية، بعدما تناست الدولة هؤلاء العمال لسنوات طويلة، فلم تسجل منهم سوى 500 ألف عامل فقط. فقضية العمالة غير المُنتظمة، واحدة من أكثر الملفات جدلًا وتشابكًا، خاصة فى ضوء الوضع الاقتصادى «المُحبط» الذى أجبر كثيرين من أرباب العمل على التخلى عن العمال، مما هدد بتشريد عائلات وأسر كاملة. فضلًا عن الفصل التعسفى الذى يتعرض له العمال من وقت لآخر، بسبب عدم تطبيق القانون. العمالة غير المُنتظمة على فوهة بندقية، تنتظر من يطلقها فى أى لحظة بخاصة مع وصول مستويات التضخم إلى ما يقارب ال 32%، وزيادة معدلات الفقر إلى ما يتجاوز نصف عدد السكان المصريين، بحسب تأكيدات البنك الدولى. القضية تتوه حقوقهم بين أروقة ومكاتب الوزارة، فلا وجود لمظلة التأمين الاجتماعى أو الصحى لمجمل هؤلاء العمال. فضلًا عن غياب منظومة تفعيل القوانين لحمايتهم، إذ رغم نص قانون العمل المصرى على حقوق العامل وحقه فى الحصول على تأمينات اجتماعية وصحية، إلا أن غالبيتها لا ينفذ على أرض الواقع. هؤلاء ممن لا يحصلون على عقود تثبت حقوقهم أو تأمينات ضد مخاطر أعمالهم التى غالبًا ما تكون خطرة، إما بسبب ضعف المنظومة التشريعية أو عدم وجود جهات رقابية تقوم بالتفتيش على أرباب العمل. «البوابة» تضع القضية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى فى احتفالات عيد العمال، لتحقيق حلم العمالة غير المنتظمة فى حياة مستقرة، مما يحقق التنمية لمصر. كثيرًا ما يتعرض العاملون غير المُنتظمين لحوادث متكررة تُنتج عنها إصابات قد تودى بحياة الكثيرين، أو قد تتسبب فى عجزهم عن العمل، فيتحولون إلى «عالة» قعيدى الفراش، دون أن يجدوا من يعولهم. كما أن اللافت للنظر عدم وجود حصر لإصابات العمل التى تتعرض لها «العمالة غير المنتظمة». ورغم كم إصابات العمالة غير المنتظمة، وحجم ما ينتج عنها من ضحايا، إلا أنها لا تُسجل أو تُدون، فقد سجل آخر تقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بخصوص الحوادث والإصابات التى يتعرض لها العمال، أن معدلات الإصابات العمالية بالآلاف فى القطاعات الخاصة والحكومية وما دونها بخاصة فى الأعمال اليدوية.