أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضرورة طرح مقترحات لتطوير الأداء الحكومي والنشاط وكل مناحي العمل الوطني، بشكل يكون قابلًا للتنفيذ على أرض الواقع، حتى لا تكون مقترحات خيالية رغم بريقها وما تحمله من أفكار بناءة وطموحة، وحتى لا تصطدم مع البيروقراطية العريقة، فيُصبح مصيرها النسيان. جاء ذلك في جلسة "محاكاة مراحل الاقتصاد المصري" التي عقدت اليوم الخميس، في إطار المؤتمر الدوري للشباب بحضور "السيسي" ورئيس الحكومة، وعدد من الوزراء. واقترح الرئيس - في مداخلة خلال الجلسة - تشكيل مجموعة عمل من الشباب الذين تحدثوا اليوم في الجلسة وطرحوا مقترحات لتطوير أداء الدولة المصرية، على أن تكون بمثابة مجموعة تحفيز ومتابعة لأداء الوزرات المختلفة، ووضع أفكارهم حيّز التنفيذ، بدلًا من التحدث من خلال دراسات نظرية وأوراق بحث معروفة لعدد كبير من الخبراء والمثقفين. وقال: إن هذه المجموعة لا تعني ازدواج في المهام ولكنها بمثابة عامل تحفيز ودفع ومتابعة من الشباب الذي يمتلك الخبرة والعلم لوضع أفكاره في التطوير في حيّز التنفيذ. ودعا السيسي، مجموعة الشباب التي تحدثت اليوم، وتضم مهارات وخبرات في مختلف المجالات الهندسية والمعمارية والأكاديمية والاقتصادية، وهم حاصلون على دراسات عليا في تخصصاتهم، وبعضهم أسس شركات خاصة بهم، إلى القدوم والمشاركة في كل مؤتمرات الشباب الدورية وإعلام جميع المصريين بما نفذوه من مقترحاتهم الرامية إلى التطوير والتحديث من خلال مختلف الوزارات والأجهزة الحكومية، وبما نفذوه من أفكارهم على أرض الواقع، وذلك لتحويل الكلام إلى فعل. وأوضح أن بعض الوزراء كانوا يتحدثون بحماس عن برامجهم للتطوير وحل العراقيل وتجاوز المصاعب، لكنهم بعد أن تولوا مناصبهم ودخلوا إلى أرض الواقع، تاهوا وغرقوا في بحر المشكلات المعقدة والمتراكمة، وقال الرئيس: لا أريدكم أن تغرقوا مثلهم، ولكن تنفذوا ما ترونه من أفكار طموحة، وأكد استعداده للتواصل معهم والاستماع إلى ما حققوه من عمل. وأشاد بالمستوى الراقي للشباب الدارس في البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة وقال إن بعضهم من حملة الماجستير والدكتوراه، ورحب بالدفعة الثالثة من البرنامج التي تضم 500 دارس، باعتبارهم سيشاركون مستقبلا في برامج تطوير وتحديث المجتمع المصري. وقال في مداخلة خلال حوار مع مجموعة من الشباب: أشكركم جدًا على المجهود الرائع الذى بذلتموه، ووجّه لهم سؤالًا: "هل تقبلوا أن تكونوا بمثابة مجموعة "تحفيز ومتابعة" على مستوى الدولة ككل، تقوم بتقييم جميع ما طرحتموه اليوم، على أن تعرضوا علينا خلال مؤتمر الشباب الشهر المقبل ما وصلتم إليه مع الحكومة في كل المواضيع المختلفة، بما في ذلك طرح ما بدا لكم من مشكلات خلال قيامكم بهذه المهمة". وأضاف خلال حواره مع عدد من الشباب الأكاديميين والعاملين بالقطاع الخاص بالجلسة الثالثة: "أنتم تتحدثون عن ضرورة تحويل الكلام النظري إلى عملي، بالإضافة إلى حل لمشكلة البيروقراطية من خلال المديريات فى المحافظات المختلفة." وقال: إنه يستعين بوزراء ومسئولين لكنهم عندما ينخرطوا بالعمل على أرض الواقع داخل وزاراتهم، يجدوا أنفسهم وقد "غطسوا" انغمسوا في معوقات مثل الروتين والقوانين والثقافة والأداء الفردي واللامبالاة، وخاطب الشباب الأكاديميين: "هل تقبلوا بهذه المهمة حتى (تغطسوا) معهم وتنجحوا في الخروج من ذلك بعدة حلول، ولستم بمفردكم فمعكم أشخاص للمساعدة، فلدينا شباب رائع في البرنامج الرئاسي الأول والثاني، في مرحلة الماجستير والدكتوراه، حيث يكون ذلك جزء من تأهيلهم فى مصر، والجزء الأخر خارج مصر، حيث يمكن أن يكونوا بمثابة عامل مساعد، فهؤلاء المتدربين يعملون بالقطاع الحكومي والمحافظات ". واستطرد قائلًا: "إن عمل مجموعة التحفيز والمتابعة للواقع المصري، سيتم الإطلاع على ما توصلت إليه وما تطرحه من حلول للمشكلات، وذلك خلال المؤتمرات الوطنية الدورية للشباب، حيث يتم عرضها على الشعب المصري الذى يرغب في الاطمئنان على المستقبل، وليس عرضها علي بصفتي الرئيس، ليكون عامل طمأنة للشعب بالنسبة لفرص الغد الأفضل، وسوف تتضمن فقرات المؤتمر القادمة عرضا لما أنجزتموه من نجاحات مع الحكومة، وكذلك ما وجدتموه من إخفاقات مع الحكومة أيضا، ليكون ذلك نوعا من التواصل المفيد". وأضاف: "تحدثتم عن الجمارك والضرائب وميكنتها والفواتير، حتى الآن لم يتم طرح فكرة عن كيفية تحقيق ذلك على أرض الواقع". واختتم مداخلته قائلًا: "معكم كل الصلاحيات لتحادثوني هاتفيًا وطلب مقابلتي شخصيًا، وبدوري سأوافق وسأحاول التسهيل عليكم، وذلك يشرفني، وإذا كانت لديكم الرغبة فى تشكيل مجموعة فرعية صغيرة من تلك المجموعة تستطيع القيام بهذا الدور، بحيث يكون لكم أذرع داخل الدولة، وعلى العموم فإن الرقابة الإدارية لها كيان ولها رئيس أثق به، وأحترمه كما أحترمكم جميعا".