في أول محاولة حقيقية لمسرحة المناهج التعليمية بشكل احترافي، حول الكاتب والمخرج محمد الهادي بعض المواد الدراسية إلى نصوص مسرحية بأسلوب يجمع بين الصنعة الفنية والنظريات التربوية، مستندًا إلى دراسته للتربية قبل إلتحاقه بالمعهد العالي للسينما كنوع من مساعدة وتشجيع التلاميذ على استذكار وفهم دروسهم بعيدًا عن طرق التعليم التقليدية القائمة على التلقين والحفظ، حيث يقوم التلاميذ بتمثيلها طبقًا للمعايير الفنية المُتعارف عليها. وهو ما يعد تجربة تستحق الإلتفات إليها من قِبل جميع المؤسسات التعليمية خاصة في مراحل التعليم الإلزامي، وقد أورد الهادي في حديثه مع "راديو البوابة" أنه لولا الدعم الذي وجده من إدارة مدرسة "المنار" الحديثة للغات على المستويين المادي والمعنوي لما إستطاع تطبيق هذه التجربة بالشكل الأمثل. وتمكن لاحقًا من تكوين فريق مسرحي يرى أنهم يستطيعون مجابهة فرق المحترفين، خاصة بعدما قدموا على خشبة مسرح سيد درويش العرض المسرحي "البترول طلع في بيتنا" بحرفية عالية والذي كان بمثابة نقطة انطلاق لهم نحو عالم الاحتراف حيث توالت العروض الفنية على بعض أبطال هذا العمل. ويدين الهادي بالفضل لله ثم لرئيس قسم اللغة العربية بالمدرسة، مُعتبره شريكه الحقيقي في طرح هذه المُبادرة على إدارة المدرسة التي استقبلتها على الفور بالترحاب البالغ إيمانًا منها بأهمية الفن ودور الأنشطة الطلابية داخل العملية التعليمية، لتصبح بذلك أول مدرسة يقوم فيها فنان أكاديمي متخصص بهذه التجربة. ومن الجدير بالذكر أن هذه المحاولة ليست الأولى من نوعها، لكنها الأكثر احترافية، حيث هناك محاولات عديدة سابقة لمسرحة المناهج.