نعى عدد كبير من النقاد، المؤرخ والناقد السينمائي الكبير "سمير فريد"، على صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث اعتبروه واحدًا من أهم الذين أتاحوا الفرصة لهم للعمل في المجال السينمائي. وقال الناقد السينمائي "محمود عبد الشكور": "مدين لك أنا وجيلي بالكثير.. مع السلامة يا أستاذ". وأضاف فى منشور آخر: "أكثر ما استفدته من معرفتي بسمير فريد ومن قراءة أعماله هو أن النقد ليس وظيفة، ولكنه طريقة تفكير تتيح لك ان تحلل وتتأمل وتصنع موقفا ووجهة نظر، وهو ثمرة جهد شاق ومستمر فى الثقافة العامة والمتخصصة، وفى التفاعل مع الناس. النقد موقف من الحياة، ورؤية أعمق للذات والعالم، قبل ان يكون موقفا من الأفلام أو الأعمال الأدبية.. لم يكن ناقد أفلام وكفى.. كان مؤسسة ثقافية بأكملها". أما عن الناقد السينمائى طارق الشناوى: "صديق عزيز وناقد كبير اختلفنا كثيرا ولكن ظلت مشاعرنا الإنسانية دافئة أتحدث عن الأستاذ سمير فريد". كما قال الناقد السينمائى أمير العمرى: "لا أصدق أن يرحل واحد من أعز الأصدقاء وأكثرهم تأثيرا في مسار جيلنا؛ لا أصدق أن يرحل هكذا ببساطة". أما عن الناقدة ماجدة خير الله قالت: "خسرنا الناقد السينمائي الكبير سمير فريد الله يرحمه". كما قال الناقد السينمائى أحمد شوقى: "قبل مهرجان برلين الماضي تلقيت دعوة لحضور حفل حصول الأستاذ سمير فريد على كاميرا برليناله التكريمية عن مسيرته الفريدة.. توقعت أن يكون الحفل عامًا والدعوة لمجرد التذكير، ثم اكتشفت أنها حفل غذاء خاص جدًا على شرفه، وأنه قد طُلب منه اختيار ستة أشخاص فقط يدعوهم للحضور، وأنني لسبب ما كنت أحد هؤلاء الستة. لازلت حتى لحظتنا هذه لا أستوعب اختياره لي رغم امتلاء أروقة المهرجان بأصدقاء عمر يعرف بعضهم قبل أن أولد. لازلت لا أستوعب قدر الكياسة والاحترام والتهذيب والتقدير الذي كان يعاملني ويعامل غيري به. "إزيك يا ناقد" كانت تحيته التي يلقيها بابتسامة وثقة وشعور بالتقدير للكلمة التي وهبها عمره. عندما حضرت مهرجان برلين لأول مرة فاجئني الرجل الذي عرفت منه مكان مثل برلين وكان، برسالة قبل المهرجان نصها "أهلًا بك في نادي برلين". وعندما حضرت كان للمرة الأولى أخذني من يدي ليريني المركز الصحفي ويدخلني شرفة قصر المهرجان التي كان يدخن فيها سيجارته اللعينة، كل هذا وأنا الطفل الذي قدمه رامي عبد الرازق إليه قبل سنوات خمس لا أكثر. لكنه كان رجل يعلم أن من قيمته الشاهقة أن يعامل الآخرين باحترام، ألا يستعلي عليهم، أن يمنحهم ما لديه بلا حدود فهذه كانت كل حياته. خمس سنوات فقط تملأ رأسي بمئات الأفكار والذكريات والأفعال التي تستحق الإجلال والتقدير للأبد. خمس سنوات يسبقها عقدين من المتابعة والحب والافتتان بهذا الرجل الأنيق شكلًا ومضمونًا وتأثيرًا. خمس سنوات انتهت بهذه الابتسامة الأخيرة التي اقتصنتها على طاولة تكريمه في برلين. برلين الذي سيقام العام المقبل للمرة الأولى من أربعين سنة دون سمير فريد، وقبله كان الذي سيكون بعد 51 سنة متواصلة بلا سمير فريد. الثقافة والتاريخ والسينما والفنون والإنسانية ستنام الليلة ينقصها أستاذ نبيل ومعلم حقيقي.. وداعًا يا أستاذنا". من ناحيته، قال الناقد المسرحي محمد الروبي: "لم يختلف شخص مع سمير فريد كما أختلفت أنا معه.. واحتملنى هو كما يحتمل الأخ الأكبر نزق أخيه الأصغر.. اختلافى معه فى بعض الأراء لم يؤثر يوما على حبي واحترامي وتقديرى له.. رحمك الله يا سمير.. بكيت كما لم أبك أحدًا منذ رحيل أبي... سامحنى.. ولا تنسنى حتى ألقاك".