استدعى السلطان "قابوس بن سعيد" سلطان عُمان، الصحفية الأمريكية "جوديت ميلر"، قبل عامين، ليعلن أنه "من الممكن إيجاد حل للصراع الأمريكي مع إيران، وهذا هو أنسب وقت، وأنا أعلم أن الإيرانيين مهتمون". وأعربت ميلر عن دهشتها لتصميم السلطان على حل المسألة الإيرانية، ووصفته بأنه سياسي محنك وهادئ. وقالت الكاتبة "سمدار بيري" بصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن واشنطن فهمت الإشارة التي أرسل بها قابوس، وأرسلت سراً مبعوثين لمسقط لبحث الأمر، وصاغ أمريكيون وإيرانيون شروطا وبدأت المشاورات الأمريكية – الإيرانية سرا في مارس الماضي، ولم يكن الرئيس السابق أحمدي نجاد على علم بتلك المشاورات السرية، وكذلك كان الأمر في واشنطن، حيث كانت هذه المشاورات السرية قاصرة على مجموعة ضيقة جدا من أصحاب القرار، حيث كانت سياسة واشنطن، إذا لم تتبلور تلك الاتصالات عن شكل للاتفاق فستدفن المغامرة برمتها، أما السلطان قابوس فقد طلب الحفاظ على السرية الكاملة. وقالت بيري إن الأحداث تطورت سريعا، حيث تم إرسال "ويليام بيرنس" نائب وزير الخارجية، و"جاك سيلفان" مستشار نائب الرئيس، ليتدارسا مع وفد ايراني إمكانية عقد مفاوضات علنية حول تعليق البرنامج الذري، وطالبت واشنطن بخطوات بناء ثقة، وكان الإيرانيون على استعداد كامل للتعاون. بعد شهرين من تلك المحادثات السرية، هبطت طائرة عسكرية في عُمان، ونجحوا في الإبقاء على الحوار سريا، والعمل على التمهيد للطريق إلى جنيف، رغم إعلان "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكي عن الزيارة . ومع انتخابات الرئاسة في إيران، يونيو الماضي، كان موعد ذهاب "أحمدي نجاد" ومجيء "حسن روحاني"، الإصلاحي القادر على أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات الإيرانية الدولية بإسقاط العقوبات. أرسل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" برسالة إلى مكتب الرئاسة الإيراني "حسن روحاني"، أغسطس الماضي، ولكن عندما ضغط الأمريكيون لعقد لقاء تاريخي، أو حتى مصافحة في أروقة الأممالمتحدة، أعلن الإيرانيون أن ذلك لن يكون. وكشفت بيري، أنه تمت خمسة لقاءات عمل سرية في الطريق إلى جنيف، وتساءلت بيري "فمتى عرفوا عندنا بالقناة السرية؟"، وأوضحت أن المقربين من أوباما، سربوا أن أوباما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" نهاية سبتمبر، لكنه لم يوضح له الصورة كاملة، لكن إسرائيل علمت بطرقها، أكثر من ذلك بقليل، واستشاطت غضبا، وتلقى الوفد الإسرائيلي، أمرا بمغادرة القاعة وقت خطبة روحاني، في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ووصف نتنياهو الغاضب الإيرانيين بأنهم "ذئب في جلد نعجة"، وأكد أن إسرائيل لن تنخدع بملابس التنكر الإيرانية الجديدة. وقالت بيري إنه في خضم الأحداث نسى العمانيونوالإيرانيون أنه قبل عشرين سنة، وبعد أوسلو، أقيمت مفوضية إسرائيلية في مسقط، كما أنشأت عُمان مكتب مصالح في تل أبيب، ثم أغلقته سريعا بعد نشوب المعارك في غزة، فسدت العلاقات، فشعر العمانيون بالإهانة، واستخفت إسرائيل بهم، فمن يحسب لهم حسابا؟ ومن كان يحلم أنهم سيلتفون علينا؟.