زينب أباظة: جدى كان يسألنى عن نجوم جيلى وخاصة مايكل جاكسون أمى لم تنتحر.. وتوفيت بهبوط فى الدورة الدموية تحل ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فى 13 مارس الجارى.. نقترب من سيرته الذاتية.. بصحبة حفيدته الأولى زينب أباظة التى عاصرته لفترة طويلة من حياتها.. لتشاركنا قصة الجد محمد عبدالوهاب كما لم نعرفه من قبل. تزوج موسيقار الأجيال ثلاث مرات، الأولى فى بداية مشواره الفنى من السيدة زبيدة الحكيم، والتى كانت تكبره بربع قرن.. وتم الطلاق بعدها بعشر سنوات، والثانية السيدة «إقبال نصار» والتى أنجبت له أبناءه الخمسة.. أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة، واستمر زواجهما سبعة عشر عامًا لينتهى مشواره مع الحياة مع زوجته الثالثة والأخيرة نهلة القدسى دون أن ينجب منها. فى البداية، قالت زينب أباظة أنا دلوعة جدو الوحيدة.. كنت خلالها طفلته المدللة وصديقته المقربة من ابنته البكرية والأقرب لقلبه «عائشة» أو «إش إش» كما كان يلقبها. تتذكر «زينب» وفاة والدتها.. فتقول بحزن: أمى توفيت بعد جدى بأحد عشر يوما فقط.. أصيبت بهبوط فى الدورة الدموية.. وهى تتلقى العزاء.. البيت كان يضج بالمعزين طوآل هذه الأيام من ملوك وأمراء وسفراء.. وفجأة بينما كانت تستعد لاستقبال المعزين، توفيت فى غضون العشر دقائق فقط دون أى مقدمات.. كانت حزينة لوفاة جدى، فهى ابنته الأولى وأول فرحته.. وللأسف بعض الجرائد الصفراء أشاعت وقتها أنها ماتت منتحرة حزنا على والدها، وهو ما لم يحدث لأنها توفيت إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية. وعن قصة تعارف الموسيقار محمد عبدالوهاب ب «عائشة»، قالت جدتى جمالها كان مبهر، وهى من طنطا وكانت تهتم بالرسم والموسيقى.. وكانت مطلقة ولديها ولد من زيجتها السابقة، لكن كانت صغيرة فى السن.. وعند ما رآها جدى فى إحدى الحفلات الخاصة، لفتت انتباهه وانبهر بجمالها.. وسأل عنها..وبالفعل ذهب لأهلها مباشرة ليخطبها. وتتذكر«زينب» جدها، وتقول كنت دائما أعود من مدرسة الليسيه لبيت جدى، كان جدى حريصا على الحديث معى يوميا فى أمور المدرسة، وكان حريصا على سؤالى عن مطربين هذا الوقت، وخاصة الأجانب منهم، ويطلب منى أن أحكى له ما يحدث على الساحة الغنائية وتحديدا لمايكل جاكسون، لأنه كان ظاهرة قوية فى وقتها، وهو ما فسر لى بعد ذلك سر تسميته بموسيقار الأجيال لأنه كان يجيد التواصل مع مختلف الأجيال والموسيقى من كل مكان. وتضيف البعض كان يتهمه باقتباس بعض الألحان العالمية.. والحقيقة أنه لم ينكر أبدا، وكان دائم التصريح عن أن كثيرا من أغنياته بها أجزاء مستوحاة من سيمفونيات عالمية مثل لحن أغنية «أحب عيشة الحرية» و«طول عمرى عايش لوحدى» مأخوذين من السيمفونية الخامسة لبتهوفن المعروفة باسم «القدر» وموسيقى «النيل نجاشى والنهر الخالد» من إحدى افتتاحيات تشايكوفسكى. وأغنية «كان عهدى وعهدك فى الهوى» مقتبسة من أوبرا عايدة لفردى، ولكن هذا لم ينكره لأنه دليل على أنه كان جسر بين الثقافة العربية الموسيقية والغربية.. فهو فنان عبقرى، وكان ذكى يعرف متطلبات كل عصر. وأضافت كانت علاقة موسيقار الأجيال، بالرؤساء والملوك طيبة.. لكنه لم يحسب على نظام أو رئيس بعينه، فكل أعماله الوطنية كانت تقدم لبلده، حتى الأعمال التى كانت موجهة لحكام بعينهم مثل أغنية «ياللى بدعتوا الفنون» كانت موجهة فى الأساس للملك فاروق، وكذلك عند ما تم تكليفه من قبل الرئيس الراحل أنور السادات، لإعادة تلحين نشيد بلادى بلادى لسيد درويش أو نشيد وطنى الأكبر فى عصر الرئيس جمال عبدالناصر جميعها كانت لخدمة الوطن وفقط من خلال فنه وإحساسه. وقالت جميع أبناء عبدالوهاب، يمتلكون الحس الموسيقى.. وأنا لدى موهبة فى الغناء وكثيرا ما أغنى فى تجمعاتنا العائلية.. ولكن احتراما لرغبة جدى فى عدم احتراف أى منا الغناء أو الدخول فى الوسط الفنى بشكل عام جعلتنا ملتزمين بها، لأنه كان يرى أنه وسط شاق عانى منه الكثير فى حياته، مفضلا أن نبقى بعيدا عنه حتى لا نتعرض للحروب التى خاضها رغم اختلاف العصر. وحول تكريم الدولة لموسيقار الأجيال، قالت الدولة كرمت جدى، ويكفينا متحفه فى معهد الموسيقى العربية برمسيس، الذى يحتوى على غالبية متعلقاته بالإضافة إلى الحفل السنوى الذى ترعاه دار الأوبرا فى ذكرى ميلاده من كل عام.. فهو سيبقى خالدا فى تاريخ الموسيقى المصرية.