جنود مصر البواسل الذين يحاربون الإرهاب اليوم، هم نبت طيب من سلالة خير أجناد الأرض التى ينتمى لها بامتياز فارس الشهداء عبدالمنعم رياض.. تحية لروحه وتحية لكل شهيد فى يوم الشهيد، الذى أختير تخليدًا لذكرى استشهاده فى مثل هذا اليوم من عام 1969. كان البطل يقف، فى ذلك اليوم، على مسافة لا تزيد على 250 مترا من نيران العدو، كان يعلم أن للفردوس أبوابا وقد اختار باب الشهداء، فإذا بغيابه حضور يزداد توهجا مع الأيام والسنين، وشيعه الملايين من أبناء الشعب المصرى يتقدمهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. «أنا لست أقل من أى جندى يدافع عن الجبهة، ولا بد أن أكون بينهم فى كل لحظة من لحظات البطولة»، هكذا قال رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق عبدالمنعم رياض، عندما قرر أن يشارك جنوده إحدى خطط تدمير خط برليف. وارتبط فارس الشهداء بالقضية الفلسطينية منذ بداياتها، وحصل على وسام «الجدارة الذهبي» لقدراته العسكرية المتميزة فى حرب 1948، فيما ظلت القضية فى قلبه وعقله حتى لحظة الشهادة فى ذروة حرب الاستنزاف. عبدالمنعم رياض، ابن قرية سبرباي، التابعة لمدينة طنطا بمحافظة الغربية، ولد فى أكتوبر 1919، لأب عقيد فى الجيش المصري، وعندما حصل على الثانوية 1936 بمجموع كبير، دخل كلية الطب برغبة أهله، لكن سرعان ما تركها ليلتحق بالكلية الحربية التى تمناها دوما، كما جاء فى كتاب «من القادة العرب المعاصرين» الذى أصدرته إدارة التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة. وعُين عبدالمنعم رياض بعد تخرجه فى سلاح المدفعية، واشترك فى الحرب العالمية الثانية ضد القوات الإيطالية والألمانية، وخلال عامى 1947 – 1948 عمل فى إدارة العمليات بالقاهرة، وكان همزة الوصل بينها وبين قيادة الميدان فى فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبى لقدراته العسكرية التى ظهرت آنذاك.