قال الوزير الجزائري عبدالقادر مساهل، وزير الشئون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية: إن العالم العربي يجتاز مرحلة عصيبة تتميز برهانات كبرى ومخاطر جمة تهدد استقراره، حيث بات في ظل هذا الواقع المرير يعكس صورة قاتمة تتجلى في استمرار الازمات في كل من سوريا وليبيا واليمن، فضلا عن معاناة الشعب الفلسطيني وانسداد آفاق الحل من أجل استقلاله واسترجاع حقوقه الوطنية والمشروعة. ودعا وزير الشئون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري، رئيس الاجتماع الوزاري العربي اليوم، إلى ضرورة الإسراع بالقيام بإصلاحات عميقة وشاملة وتغييرات جادة فى منظومة العمل العربى المشترك لتحقيق التضامن والإصلاح والتنمية متعهدا بأن بلاده ستولى خلال ترؤسها الدورة ال147 لمجلس الجامعة العربية التى تمتد الى عام أهمية خاصة لمتابعة ملف إصلاح الجامعة العربية وتطوير آلياتها بمايضفى على العمل العربى المشترك المزيد من النجاعة والفعالية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اليوم عقب تسلمه رئاسة الدورة ال147 لمجلس الجامعة العربية التى عقدت اليوم على مستوى وزراء الخارجية بعد انتهاء الرئاسة التونسية للدورة السابقة من مجلس الجامعة، حيث تسلم الوزير الجزائري من وزير الخارجية التونسي خميس الجيهناوى، وذلك بمشاركة أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية ونائبه السفير أحمد بن حلى والأمين العام المساعد السفير حسام زكى. وأكد مساهل أن بلاده انطلاقا من ثوابتها ومبادئها ستعمل على التعاطي بموضوعية ومسئولية مع ما تشهده البلدان العربية الشقيقة من أزمات، وقال أنها تدعو في هذا السياق إلى رفض كافة أشكال التدخل الأجنبي مفضلة الحوار والحلول السياسية والتي تمثل الحل الأمثل لإنهاء الصراعات وتحقيق الاستقرار والمحافظة على وحدة الشعوب والتمسك بنسيجها المشترك وسلامة أراضيها، ولفت فى هذا السياق إلى أن الجزائر ستواصل عرض تجربتها فى المصالحة الوطنية كنموذج لإنهاء الصراعات الداخلية فى الدول العربية مع مراعاة جميع المتطلبات السياسية والاقتصادية والأمنية سعيا لتحقيق السلم والاستقرار فى الدول التى تحدث بها هذه الصراعات. وأوضح مساهل أن الجزائر تحرص مع دول الجوار على تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وتشجيها للحوار بمنأى عن التدخلات الأجنبية وتحت رعاية الأممالمتحدة التى طالبها بأن تفعل قراراتها ذات الصلة وفى مقدمتها القرار رقم 2229 حفاظا عل وحدة ليبيا وسيادة أراضيها وأمنها واستقرارها كاشفا فى هذا الصدد عن استعداد بلاده لاستضافة الاجتماع الحادى عشر لدول الجوار الليبيى لبذل المزيد من المساعى باتجاه الحل السياسى الشامل. ونبه مساهل إلى أن الوقت حان لتحقيق توافق سوري-سوري وانطلاق حوار شامل لكل الفرقاء للتوصل الى حل سياسى بما يضمن وحدة شعبها وسلامة ترابها الوطنى، وأكد مساهل وقوف الجزائر التام مع الشعب الفلسطينى من نضاله من أجل إقامة دولته المستقلة على حدود يونيو 1067 وعاصمتها القدس الشريف. داعيا إلى بذل المزيد من الجهود لاستئناف العملية السياسية في اليمن بما يحافظ على وحدته وسيادته وتطلعات شعبه.