يبدو أن للحذاء مكانته فى التاريخ، فمن قبقاب شجرة الدر زمن المماليك إلى ثورة المصريين بسبب دخول نابليون وعساكره الجامع الأزهر بأحذيتهم إبان الحملة الفرنسية إلى حذاء منتصر الزيدى الذى صوبه تجاه الرئيس الأمريكى جورج بوش، وحذاء خورتشوف الذى وضعه على مائدة الأممالمتحدة إلى ضرب كمال أحمد لتوفيق عكاشة فى البرلمان، وأخيرا سرقة حذاء وزير الأوقاف خلال افتتاحه المسجد الكبير بقرية سلمنت بمركز بلبيس بالشرقية أمس. وتستعرض "البوابة" أبرز قصص الأحذية التى أثارت جدلا فى جميع أنحاء العالم.. قبقاب شجرة الدر جاءت حادثة القباقيب بعد أن انقلب أيبك على شجرة الدر وانتشل منها حكم البلاد وتخلص من منافسيه فى الداخل ومناوئيه من الأيوبيين فى الخارج، وتمرس بإدارة شئون البلاد، وبدأ فى اتخاذ خطوات للزواج من ابنة "بدر الدين لؤلؤ" صاحب الموصل، فغضبت شجرة الدر لذلك وأسرعت فى تدبير مؤامرتها للتخلص من أيبك فأرسلت إليه تسترضيه وتتلطف معه وتطلب عفوه فانخدع لحيلتها واستجاب لدعوتها وذهب إلى القلعة حيث لقى حتفه هناك. أشاعت شجرة الدرّ أن المعزّ لدين الله أيبك قد مات فجأة بالليل ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك التى أمرت جواريها بقتلها بعد أيام قليلة، فقاموا بضربها بالقباقيب على رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة، ولم تدفن إلا بعد عدة أيام. وهكذا انتهت حياتها على هذا النحو بعد أن كانت ملء الأسماع والأبصار، وقد أثنى عليها المؤرخون المعاصرون لدولة المماليك، فيقول "ابن تغرى بردي" عنها: "وكانت خيّرة دَيِّنة، رئيسة عظيمة فى النفوس، ولها مآثر وأوقاف على وجوه البِرّ، معروفة بها". اتخذت سيرة شجرة الدر موضوعا لفيلم سينمائى كان من أوائل الأفلام السينمائية فى مصر، وقد اضطلعت فيه بدور شجرة الدر الممثلة السيدة آسيا، وعرض فى كثير من الأقطار العربية فى أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي.