"سنستخدم القوة عندما لا يجدى غيرها، وسننذر أهلها قبلها، وسنكون شرفاء ونتحمل النتائج"، تلك هي العبارة التي نطق بها حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، والتي رددها في رسالة مؤتمره الخامس، والذى تحل ذكراه اليوم الأحد، الموافق 12 فبراير، ويحتفل به الإخوان، لاستعادة أفكاره ونشر كل ما يتعلق بها على صفحاتهم ومواقعهم الرسمية، وهى تطالب أعضاءها بالتمسك بفكر المرشد العام لجماعة الإخوان. رسالة البنا التي تحل ذكرى اغتياله اليوم، كانت واضحة جلية تعتمد في نهجها على رفع السلاح في وجه أي معارض لجماعته بالداخل، وهو ما يؤكده الشعار الذى اختاره مرشدها كرمز للجماعة، والذى يحمل سيفين، الأول يوجه لمعارضيه في الداخل، والثاني يرفع في وجه معارضي الجماعة في الخارج، والباحث عن جذور إرهاب جماعة الإخوان المسلمين يجد منبعها مقولات "البنا"، التي كانت تصب في بئر عميقة ممتلئة بالعنف، كانت تتغذى عليه الجماعة، لتكفر وتواجه بالسلاح كل من يعترض طريقها. العنف في نهج" البنا" كان يظهر كثيرا في آرائه الدعوية ومقولاته التي كان دائم ترديدها، وأبرزها: "الإخوان المسلمون يعلمون أن أول مراتب القوة هي قوة العقيدة والإيمان، ثم تليها قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدها قوة الساعد والسلاح"، وأعتمد حسن البنا في حربه على معارضيه على تأسيس التنظيم الخاص والمعروف بالتنظيم السرى، وهو التنظيم العسكري الذى بدأ في انشائه، ليحارب به كل من خالفه الرأي، ورغم أن هذا التنظيم أنشا بشكل رسمي بعد الجماعة، إلا أنه كان المسئول الأول عن عمليات الاغتيال التي قام بها التنظيم، والذى نشأ في وجدان وفكر"البنا" ليكون تحت إشرافه المباشر، والذى كان يخضع لإشرافه المباشر، ولا يعرف أحدا عنه شيئا. ورغم كل التواريخ التي نشرت حول تأسيس هذا الجهاز السرى الخاص بالجهاد ضد الخصوم، إلا أن الترجيحات كانت تؤكد إنشاءه عام 1928. وقام صالح عشماوي مع حسن البنا بوضع النظام الخاص بهذا التنظيم وبرامجه، وتم اختيار الشخصيات المكونة له بعناية فائقة، حيث يعتمد على أربعة قادة يعاونهم أحد عشر شخصا هم أعضاء الهيئة التأسيسية للنظام الخاص، أبرز أعضاء الهيئة كلا من عبدالرحمن السندي، أحمد زكي، أحمد حسنين، أحمد عادل كمال، محمود الصباغ مصطفى مشهور، وأحمد الملط، وكانت البيعة لهذا التنظيم تتم في منزل أحد القادة على المصحف والمسدس. وبعد إنشاء التنظيم السرى بدأت جرائم الاغتيالات، وكان أولهم أحمد ماهر رئيس وزراء مصر في 24 فبراير 1945، أثناء توجهه لمجلس النواب لإلقاء بيان، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني، قام محمود العيسوي المحامي، وعضو التنظيم الخاص بإطلاق الرصاص عليه وقتله في الحال انتقاما من "ماهر" ظنًا أنه السبب في سقوط حسن البنا في انتخابات مجلس النواب عن الإسماعيلية، وعقب الحادث تم القبض على كل من حسن البنا، وأحمد السكرى، وعبد الحكيم عابدين، ولكن تم الإفراج عنهم بعد أن ادعى القاتل كذبًا انتماءه للحزب الوطني. محاولة تفجير فندق الملك من أبرز الجرائم التي ارتكبها التنظيم السرى لجماعة الإخوان، تفجير فندق الملك جورج الخامس بالإسماعيلية، والذى كان يقيم فيه بعض أفراد الجيش البريطاني، وقتها قررت جماعة الإخوان بالقيام بعملية يكون تأثيرها محدودًا للادعاء بالقيام بأعمال بطولية. حيث قامت مجموعة من أفراد الجماعة بوضع مواد متفجرة بجوار أحد حوائط الفندق، ولكن خشي بعض أفرادها من تأثيرها الكبيرًا على الموجودين من أفراد الجيش البريطاني فحاولت الانسحاب، فانفجرت القنبلة فيها، وأصيب من شظاياها عدة أشخاص. اغتيال القاضي أحمد الخازندار في يوم 23 مارس 1948، قام عضوا التنظيم الخاص عبد الحافظ (سكرتير حسن البنا)، ومحمود زينهم بإطلاق تسع رصاصات على رئيس محكمة استئناف القاهرة أحمد الخازندار أمام منزله في حلوان، بينما كان متجها إلى عمله، حيث كان القاضي الخازندار يقوم بفحص قضية تورط جماعة الإخوان في تفجير دار سينما مترو، ولتوقعهم أنه سيقوم بإدانة المتهمين في هذه القضية، لأن الخازندار كان قد سبق له الحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة على بعض شباب الإخوان في يوم 22 نوفمبر 1947، وأيضا لإرهاب القضاة من بعده متفجرات قضية السيارة الجيب كشفت تلك الحادثة عن وجود التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين، وهي الواقعة التي حدثت في 15 نوفمبر 1948، عندما اشتبه رجال الأمن في إحدى سيارات الجيب، ولم تكن تحمل أرقامًا وعندما أوقفوها تبين أن بها عددًا من أعضاء التنظيم الخاص، ومعهم بعض الأسلحة والمتفجرات وأوراق خاصة بالتنظيم السري للجماعة، كانوا ينقلونها من إحدى الشقق بحي المحمدي إلى شقة أحد الإخوان بالعباسية، وتم القبض على أعضاء التنظيم والسيارة والذين كان من بينهم مصطفى مشهور الذي أصبح المرشد الخامس للجماعة سنة 1996م اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي قام الطالب بكلية الطب البيطري عبد المجيد أحمد حسن في 28 ديسمبر عام 1948، والذي كان عضوًا بالتنظيم الخاص باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، وكان في نفس الوقت وزيرًا للداخلية أيضًا، وذلك عندما تنكر في زي ضابط بوليس برتبة ملازم اول ودخل إلى وزارة الداخلية، وعندما هم النقراشي بركوب الأسانسير، أطلق عليه عبد المجيد أحمد حسن ثلاث رصاصات في ظهره ليسقط قتيلًا. اغتيال الإمام يحيى حميد الدين حاكم اليمن في 27 من فبراير 1948، وقع انقلاب في اليمن، اغتيل فيه الإمام يحيى حميد الدين حاكم اليمن على يد المعارضة بزعامة عبد اللَّه الوزيري، وكان حسن وجماعته هم من خططوا لهذا الانقلاب، لتكون اليمن بداية دولة الخلافة المزعومة، وقد خطط البنا للانقلاب مع البدر حفيد الأمام يحيى، ولكن الانقلاب لم يدم أكثر من ستة وعشرين يومًا فقط، ولكنه كان بداية التوتر بين الملك فاروق وحكومته وبين حسن البنا وجماعته.