عن ترجمة الأدب اليونانى إلى العربية والتى شهدت نشاطًا كبيرًا مؤخرًا، دارت ندوة أمس الأحد للمائدة المستديرة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الحالية، وأدارها الدكتور المترجم خالد رؤوف، بحضور وليد عبد العزيز مدير المكتب الفنى للمركز القومى للترجمة، و"لامبيرنى كومينى" القنصل اليونانى فى مصر، و"ستافرولا" مدير مؤسسة الثقافة اليونانية. وأكدت "لامبيرينى كومينى" القنصل اليونانى فى مصر اندهاشها من كم الدول المشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ودور النشر، وعدد الزائرين الكبير، وأضافت: الترجمة فى حد ذاتها عمل صعب جدًا، وأى مترجم يواجه صعوبات، فما بالنا إن كانت بين لغتين بقوة العربية واليونانية، ورغم هذا، فإن الترجمة التى تمت فى السنوات الأخيرة تعتبرعددًا ليس قليلًا فى الترجمة من اليونانية إلى العربية. وتابعت "كومينى": لقد لفت نظرى عدد الكتب المترجمة من الكلاسيكيات اليونانية، كذلك هناك عدد كبير من الترجمات لعدد من الكتاب اليونانيين المعاصرين، ومن الطبيعى أن يكون أغلب الأعمال للكتاب اليونانيين المعروفين سواء أمهات الكتب أو كتاب العصر الحديث، لكن أنا أتمنى النظر بعين الاعتبار للكتاب الجدد فى اليونان، حتى يتم التعريف بهم، فهم أصحاب تجارب تستحق الترجمة أيضًا. وأضافت "كومينى" أما عن الترجمة من العربية إلى اليونانية، فهناك اهتمام كبير من جانبنا فى هذا الشأن، فقد ترجمت أغلب أعمال نجيب محفوظ إلى اليونانية، كذلك من الكتاب الشباب ترجمنا أعمالًا لكتاب شباب مثل علاء الأسوانى. فعلاقة مصر باليونان قديمة جدًا، ونحن بصدد توطيد هذه العلاقات على كل المستويات، وخاصة العلاقات الثقافية، فالدولتان تحملان ثقافتين من أكبر وأهم ثقافات العالم. ولا أحد ينكر أن الكتاب أو الفيلم، أحيانًا يفوق الدور الدبلوماسى فى توطيد أى علاقة بين بلدين، هذا على الرغم من أنى أمثل هنا اليونان دبلومسيًا، فالترجمة هى القادرة على إقامة حوار بين الشعوب، ونوهت لأن الترجمات المتوفرة الأن فى الجناح اليونانى فى المعرض، ليست هى فقط الترجمات المتواجدة على المشهد الثقافى المصرى اليونانى، ولكن هذا كل ما استطاعوا توفيره لأسباب تخص المساحة. أما " ستافرولا " مدير مؤسسة الثقافة اليونانية قالت: إن مشاركة اليونان فى هذا المعرض هى مشاركة ليست جديدة،فهذا يتم من أكثر من عشرين عامًا تقريبًا، وبالطبع هذه المشاركات لا تقتصر على وجود عدد من الكتب اليونانية فى المعرض، بل يتطرق يتطرق إلى إقامة عدد من الفعاليات الثقافية، مثل التى نحن بصددها الأن، وهى فرصة كبيرة لنؤكد فيها أن الترجمة بين مصر واليونان بدأت منذ الدكتور طه حسين، ووصلت حتى الدكتور رفعت السعيد، وإن كانت هناك فترات هدأت فيها جذوة الترجمة المتبادلة بين مصر واليونان فى بداية التسعينات، لكن بدأ النشاط يدب مرة أخرى من خلال جيل جديد من المترجمين. وقال وليد عبد العزيز مدير المكتب الفنى بالمركز القومى للترجمة: إن الترجمة من أهم جسور التعرف على الثقافات الأخرى، خاصة الثقافات العريقة مثل اليونانية، ولا أحد ينكر أن المكتبة العربية هى التى حافظت على أهم النصوص اليونانية فى العصور الوسطى.