استضاف معرض القاهرة الدولى للكتاب، مساء أمس، الشاعر البحرينى الكبير «قاسم حداد»، فى ندوة أقيمت على هامش المحور الرئيسى بقاعة «صلاح عبدالصبور»، وأدارها الإعلامى محمود شرف. بدأ «حداد» حديثه مستدلًا بعبارة الرسام الكبير «فان جوخ» الذى قال فيها: «نقضى الحياة نتمرن على استخدام الكلمات»، مضيفًا: «لذا فإننا كلما أمعنا فى التجربة والسن تبين لنا أن الطريق أطول مما اعتقدنا، وللأسف فأنا لا أجيد الحديث عن التجربة الشخصية، وكلما تعرضت لهذا الموقف أجدنى أفشل، فلا أعرف كيف يتحدث أحد عن تجربته، ولكن هذا لا يمنع من أن أشير لبعض المواقف التى كان لها تأثير فى تكوينى الشخصى والفكرى». وتابع: «أظن أن معظم أبناء جيلى دخل إلى الأدب والشعر من بوابة كبيرة، هى بوابة السياسة، فالستينيات كانت فترة مليئة بالنضال، وإذا فحصنا العديد من تجارب الشعراء والمبدعين فى ذلك الوقت سنجد أنهم انخرطوا مبكرًا فى النضال، والكتابة كانت وسيلتهم فى ذلك، وكانت سببًا مشروعًا، وسرعان ما اكتشفنا نحن أهمية التعبير الأدبى». وأوضح أنه لا بد أن تمنح الكتابة النص نوعا من أنواع الموسيقى، فالشاعر الجديد يأتى عاريا من جاهزية الأدوات فيصبح مسئولا أكثر من جيل الرواد، لأن تلك الحركة جلبت الموسيقى المتمثلة فى التفعيلة والبحور المتنوعة، مضيفًا: «على الجيل الجديد إعادة اكتشاف جماليات اللغة العربية الثرية التى من الخسارة الفادحة التفريط فيها بالنص الشعرى، وبإمكان الشاعر الجديد اقتراح أشكال جديدة من موسيقى خاصة نشعر بها وتتعمق فى بحور وكنوز اللغة العربية ويظهر ثرواتها». وأشار إلى أن كل أشكال التعبير متاحة وقادرة للتعبير عن نفسها، فالآن يوجد تنافس بين الشعر والرواية، فهناك من يكتب الرواية بلغة شعرية جميلة تضاهى القصائد، لافتًا إلى أنه يرفض مقولة إن «زمننا هو زمن الرواية»، معتبرًا ذلك ما هو إلا «طرقعات صحفية». ونوه إلى وجود أوهام، فالثقافة العربية تروج بسبب فقد الفلسفة العربية فى النقد، والجيل الحداثى الأول حصل على العديد من النقاد الذين استوعبوا جنونه وإبداعاته، بينما شعراء هذا العام مظلوم لخلو الساحة النقدية، مضيفا أنه يمكن لمحرر صحفى أن يكتب وجهة نظر خاطئة فى كتاب ما فيقرأه الجمهور ويأخذون رأيه وكأنه قوانين وتسود تلك الأفكار الخاطئة.