التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، صباح اليوم الخميس، في أول لقاء رسمي بزعيم دولة عربية وإسلامية، وذلك خلال إفطار الصلاة الوطني الذي يقام سنويًا، في فندق هيلتون في العاصمة الأمريكيةواشنطن. كان الملك عبدالله الذي وصل إلى واشنطن يوم الإثنين الماضي، وأجرى محادثات مع نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، ثم التقى بوزير الدفاع جيمس ماتيس في البنتاجون كما التقى مع وزير الأمن الداخلي. كما عقد، أمس الأربعاء، العاهل الأردني اجتماعين منفصلين مع قيادات مجلس النواب الأميركي، ورئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، تناول خلالهما تطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصا ما يتعلق بعملية السلام والأزمة السورية، وجهود محاربة الإرهاب، فضلا عن بحث العلاقات بين البلدين. واستعرض العاهل الأردني خلال اللقاءين رؤيته حيال قضايا المنطقة وأزماتها، حيث شدد على أهمية عدم اتخاذ سياسات تؤجج حالة الإحباط على الساحة الفلسطينية نتيجة توقف العملية السلمية. هذا، وتعرضت مباحثات العاهل الأردني مع الإدارة الأمريكية مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، طبقا لما وعد به الرئيس ترامب أثناء حملته الانتخابية، حيث أكد الملك عبدالله ضرورة تقييم العواقب وما قد يسببه ذلك من غضب على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وما يشكله ذلك من مخاطر على حل الدولتين وذريعة يستخدمها الإرهابيون لتعزيز مواقفهم. وقال: إن التحدي يكمن في تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات في محاربة الإرهاب، الذي لا يرتبط بجنسية محددة أو جهة خارجية، بل يأتي في كثير من الأحيان من الداخل، خصوصا اذا شعرت فئات أو أقليات بالعزلة والتهميش، مجددا جلالته التأكيد على أن المسلمين هم الضحية الأولى للإرهاب وما يقوم به الخوارج لا يمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال. وشدد العاهل الأردني على ضرورة التعاون لحل مشاكل المنطقة، خصوصا القضية الفلسطينية والأزمة السورية لإحباط المخططات الإرهابية الساعية إلى تصدير حربها ضد البشرية، وإظهارها على أنها حرب بين المسلمين والغرب. ودعا الملك عبدالله الثاني إلى عدم اتخاذ أي إجراءات قد يستغلها الإرهابيون لتكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم. وحول الأزمة السورية، أشار العاهل الأردني إلى أن وقف إطلاق النار في سوريا مثل ضرورة لضمان أمن وسلامة الشعب السوري وتمهيدا للعملية السياسية، ولذلك فإن الأردن يدعم الجهود المبذولة في لقاءات استانا ويرى أن الدور الروسي أساسي في ذلك، مؤكدا ضرورة التعاون بين الولاياتالمتحدة وروسيا والمجتمع الدولي لتحقيق تقدم في وقف إطلاق النار تمهيدا لإيجاد حل سياسي ضمن مسار جنيف. تجدر الإشارة إلى أن إفطار الصلاة هو حدث تقليدي سنوي بدأ عام 1953، ويجمع بين سياسيين من الحزبين الجمهوري والديموقراطي فضلا عن رجال دين وأعمال. وينتظر أن يلقي الرئيس خطابا على الحاضرين الذين عادة ما يتجاوز عددهم 3000 شخص ومن بينهم شخصيات مهمة مدعوة من نحو 100 بلد.