كاتبة إسرائيلية تحذر من نقل سفارة أمريكا إلى القدس «معاريف»: أخيرا لدينا صديق بالبيت الأبيض وجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، دعوة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لزيارة واشنطن الشهر المقبل، وذلك للاجتماع به، ولم يتحدد موعد الزيارة. وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أن هذه الدعوة وجهت خلال مكالمة هاتفية جرت بين «ترامب» و«نتنياهو»، وصفها الرئيس الأمريكى بأنها «ودية للغاية»، وأشار إلى أنه أكد خلالها لرئيس الحكومة أن «السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيتحقق عبر المفاوضات المباشرة فقط». وتزامنت المكالمة مع إعلان البيت الأبيض، عن بدء مناقشة المراحل الأولية لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأوضحت مصادر رفيعة فى الإدارة الأمريكية أن إعلان نقل السفارة لن يكون قريبا. من جانبه، قال «نتنياهو» فى تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام العبرية، أنه يثمن الصداقة العميقة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع إسرائيل، واستعداده لمحاربة الإسلام المتطرف بكل قوة. ووصفت مصادر مقربة من «نتنياهو» لصحيفة «معاريف» أن اللقاء سيكون حاسما، لأنه سيؤسس لاتفاق تنسيقى إستراتيجى بين الجانبين فى السنوات الأربع المقبلة، وهى مدة ولاية «ترامب» فى البيت الأبيض، حيث أكدوا أن الحديث يدور حول فرصة نادرة أمام إسرائيل، إذ أخيرا «بات يشغل منصب الرئيس فى البيت الأبيض صديق حقيقي». وكتب «زلمان شوفال»، السفير السابق لإسرائيل فى واشنطن مقالا فى جريدة «إسرائيل اليوم» قال فيه: «فى خطاب التنصيب غير المألوف الذى ألقاه دونالد ترامب يوم تنصيبه لم يُذكر الشرق الأوسط ولا إسرائيل، وعلى الرغم من ذلك ظهرت مسحة يهودية صهيونية فى الاحتفال، وهى مباركة الحاخام هايير رئيس معهد فيزنتال، عندما استشهد بجملة من التوراة وهى (إذا نسيتك أورشليم تنسانى يميني)». ورغم ذلك هناك مؤشرات على استمرار خط واشنطن التقليدى بما فى ذلك «حل الدولتين»، أكثر من إمكانية حدوث منعطف، وحتى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لم يحظَ بجواب موحد، وسيكون الرئيس «ترامب» نفسه، على ما يبدو، هو من سيكشف بعد لقائه مع رئيس الحكومة «نتنياهو» عن مخططاته فى هذا السياق، حينها فقط يمكن معرفة التوجه بصورة أوضح، ونصح «شوفال» الحكومة الإسرائيلية، بأنها يجب ألا تضع الإدارة الجديدة أمام مفاجآت وأفعال متسرعة يمكن أن تدفعها إلى ردود لا تناسبنا. وعلق المحلل الإسرائيلى «ناحوم برنياع» فى مقاله بجريدة «يديعوت احرونوت» قائلا إن رفض الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل هو فعل سخيف يعود إلى قرابة 70 سنة، مصدره قرار التقسيم من العام 1947 الذى رأى القدس مدينة دولية، مضيفا: «رؤساء الولاياتالمتحدة ورؤساء الدول العربية صعدوا إلى القدس، أما بالنسبة للاعتراف بسيادة إسرائيل فى القدس فلم يعترفوا». وأضاف: «رؤساء وزراء من اليسار ومن اليمين، امتنعوا عن الضغط على الأمريكيين للاعتراف بالقدس»، لافتا إلى أن «نتنياهو» لم يطرح مسألة نقل السفارة إلى القدس فى محادثاته مع إدارة «أوباما» ولا حتى مرة واحدة. وتساءل «برنياع»: «بأى قدس سيعترف ترامب، فإذا اعترف بسيادة إسرائيل فى القدس كلها، بما فى ذلك الحرم، فإنه سيثير على أمريكا كل العالم الإسلامي؛ واذا اعترف بغربى القدس فقط فإنه سيثير عليه اليمين الإسرائيلي، ولذلك يمكنه أن يعلن عن نقل السفارة إلى غربى القدس، ويترك مسألة شرقى القدس إلى المستقبل، رغم أن هذا يعد إشكالية من ناحية القانون الدولي»، وأضاف: «لا يوجد وقت أفضل من الأسبوع الأول لولاية رئيس جديد لإحداث تغيير.. العالم مستعد لأن يمتص فى هذا الأسبوع أكثر مما يمكنه أن يمتص بعد شهر أو سنة». وقالت الكاتبة الإسرائيلية «سمدار بيري» فى مقالها بجريدة «يديعوت أحرونوت»: «الجميع يعلم أنه لو تم نقل السفارة الأمريكية للقدس سيحدث انفجار فى أرجاء العالم العربى ، وستكون هذه هى اللحظة لاشتعال الشوارع وتنفيس الإحباطات».