سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسباب عزوف الإخوان عن المشاركة في ذكرى 25 يناير.. مواقع تواصلهم انقسمت على نفسها.. وإعلامهم يبكي "على اللبن المسكوب".. والقيادات مشغولة بالرد على الكونجرس الأمريكي
على غير المعتاد منذ 6 سنوات متعاقبة، اختفت تحريضات جماعة الإخوان، من الساحة الإعلامية والسياسية، فالست سنوات تنقسم بالنسبة ل"الإخوان" إلى نصفين الأول من عام 2011 إلى 2013م، وخلالهم بدأت في البحث عن مصالحها الشخصية وتحقيق مطامعها الخاصة فتركوا الجميع وبحثوا عن ما كان يحلم به حسن البنا نفسه، ألا وهو السيطرة على كرسي الحكم، فكانت الفرصة الأولى هي استغلال حالة الانفراط الأمني في الشوارع، وخلالها تم اقتحام السجون وإخراج قادتهم خلال الأيام الأولى وتهريب أعضاء التنظيمات الإرهابية خارج البلاد. فظلت الجماعة خلال عامين كاملين تلهث وراء السيطرة على الحكم، ولهذا استطاعت خلال الانتخابات الرئاسية الاستحواذ على (51%) من الأصوات، ونجحت في الوصول إلى الحكم ولكن لم تنجح في إخفاء نوياهم السيئة، وخلال الذكرى الثالثة للثورة كانت الجماعة في مهب الريح، فالجميع اتقف على أنها لم تعد لها وجود فكان من الطبيعي أن تختفي، امتلأت الميادين خلال هذا العام رافعة شعار "يسقط يسقط حكم المرشد". ومع مطلع عام 2014، بدأت الجماعة فصل جديد من الإرهاب والعنف ضد الدولة المصرية، من خلال تدشين جماعات وتنظيمات إرهابية لتمارس مهامها الأول والأخير "العداء للدولة" فخلال السنوات الماضية انتشرت العديد من التنظيمات أبرزهم "أجناد مصر والمقاومة الشعبية وحسم وكتائب حلوان"، ومع كل ذكرى في حالة استنفار تام ضد الدولة، فتطلق مظاهرة هنا وعملية هناك. ويبدو أن الفشل المتكرر لخمسة ذكريات متتالية لأجل "الاقتصاص" من الشعب المصري، حولت الذكرى السادسة بأكثرهم هدوءًا فلم يعد هناك أي دعوة تذكر على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى على القنوات الإخوانية التي تبث من تركيا، فالجميع اقتصر الذكرى بعرض الأحداث التي وقعت خلال أحداث الثورة، دون أن يسبق الإعداد لهذه الذكرى أي دعوة تذكر لمجموعات تقع تحت طيات الإخوان، فكان النتيجة الطبيعية خلال هذه اليوم أن شوارع تصبح أكثر هدوءًا وسكينة. أصحبت الساحة الوحيدة المتواجد عليها الإخوان هي مواقع التواصل الاجتماعي، فأطلق هاشتاج "يناير يجمعنا"، والذي يرجع إلى الكيان التي أطلق أيمن نور رئيس حزب غد الثورة والهارب خارج البلاد، أما ساحة "جبهة الشباب" على مواقع التواصل الاجتماعي أطلق هاشتاج "يناير البداية"، ولعل هذا الانقسام هو نتيجة طبيعية بعدما بعدما أعلنت "جبهة الشباب" في ديسمبر الماضي، إجراء الانتخابات الداخلية للجماعة في ديسمبر الماضي، والتي أفرزت مجموعة جديدة تدعى باسم "مجلس شوري الجماعة"، وفي المقابل أعلن جبهة "القيادات التاريخية" أنها مازالت تسيطر على الجماعة، وهذا أحد الأسباب التي أدت إلى اختفاء جماعة من الشارع المصري، وحسب خبراء فإن "أنصار" الجماعة الآن لم يكن لديهم الثقة في أحد. أما قنوات الإخوان التي تبث من تركيا "الشرق ومكملين ووطن والعربي"، والأخرى التي تبث من قطر "الجزيرة"، لم يصبح أمامها سوى عرض عدد من المظاهرات الفرعية التي دشتنها الجماعة في القرى والمحافظات البعيدة بزعم أن الجماعة موجودة فالشارع وهناك مظاهرات كثيرة الغرض منها "إسقاط النظام". ويفسر بعض المحللون أن اختفاء الجماعة يعود إلى انشغال الجماعة بالرد على إعلان مجلس النواب الأمريكي، والذي وافق فيه على مشروع قرار يدعو إلى تصنيف جماعة "الإخوان" منظَّمة إرهابية، حيث تقدم السيناتور الجمهوري تيد كروز، يناير الجاري مع عضو مجلس النواب ماريو دياز بلارت، إلى الكونجرس في دورته الجديدة مشروع قانون لتصنيف جماعة الإخوان "منظمة إرهابية"، مما دفع معظم قادتهم بالسفر إلى أمريكا للرد على هذا القانون وإفشال إقراره خلال الأيام المقبلة. وفي محاولة تفسير سبب اختفاء دعوات التظاهر من قبل جماعة الإخوان سواء في العاصمة أو المحافظات، قال طارق أبو السعد، الإخواني المنشق، إن جماعة الإخوان رأت في إطلاق أي دعوات للتظاهر سيكون مجازفة لها، خاصة إنها متأكدة إنها لن تجد من يستجيب لها، وأوضح أن الجماعة تأكدت من ذلك منذ فشل دعوات تظاهر 11 نوفمبر التي أعلنت جماعة الإخوان مشاركتها فيها. وتابع "رغم أن الجماعة رفعت وقتها شعارات تبدو إنها منطقية من ارتفاع في الأسعار واتجاه الحكومة نحو سياسات اقتصادية لا تضمن انخفاض أسعار المعيشة، إلا أن المواطن لم يستجب ما يعنى أن تكرار تجربة الدعوات مجددًا لن تلقى من يسمعها". ولفت إلى أن الجماعة قد تلجأ إلى العنف خلال الأسبوع الجاري، مشيرًا إلى أن اختفاء دعوات التظاهر سيقابلها ارتفاع في وتيرة العنف، مضيفًا: "طالما هناك لجان نوعية إخوانية فانتظروا عمليات تنال من أمن المؤسسات". واستبعد أن تكون الخلافات التي تشهدها الجماعة سبب في عدم الدعوة للتظاهر، مبررًا "الخلافات الداخلية للإخوان كانت قائمة في 11 نوفمبر ولم تحول دون الدعوة". من جانبه اتفق خالد رفعت، رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية، على أن الجماعة مازالت تعيش إخفاق 11 نوفمبر، مرجحًا أنها كانت من الممكن أن تشارك في تظاهرات لكن لو كان الداعي لها أطراف سياسية أخرى. وشدد على أن الجماعة لن تدعو لأي تظاهرات بعد الآن، لأنها تلمس تفكيك كتلتها الصلبة في الشارع ولم يعد لها حلفاء يستجيبون لأي دعوة. واستشهد بزمن كان الإخوان يدعون فيه للتظاهر ليستجيب لهم آلاف من عناصرهم، مشيرًا إلى أن هذا أمر لم يعد قائما.