تواصل اليوم الثلاثاء، الطرق الصوفية احتفالاتها، بالليلة الختامية لذكرى استقرار رأس الإمام الحسين بمصر، تجمع الآلاف من مريد وأحباب الحسين الذين يأتون كل عام فى نفس هذا الموعد من أجل تجديد النية والعهد الذى قطعه أحباب ومريدى الصوفية على أنفسهم من أنهم باعوا أرواحهم وأنفسهم لآل بيت النبى رضوان الله عليهم أجمعين، وعلى هذا يأتون كل عام للاحتفال بسبط النبى الكريم. وكان الاحتفال هذا العام قد اختلف تماما عن الاحتفالات التى تقيمها المشيخة العامة للطرق الصوفية ونقابة الأشراف، حيث لم يكن ياسين التهامى ونجله محمود هما المنشدين الوحيدين فى المولد، ونصبت أكثر من خيمة وسرادق ضم عدد آخر من المنشدين أمثال "طه السوهاجى " والطيب الأسيوطى" وغيرهم الكثيرون ممن أنشدوا فى حضرة مولانا الحسين. وشهدت احتفالات الحسين هذا العام لأول مرة وجود منشدات صوفيات جاءوا من أسوان وقنا لكى يعرضون بضاعتهم التى نادرًا ما نراها خلال الاحتفالات التى تقام بموالد الصالحين، ففى ساحة الشيخ إبراهيم الفشنى وجدت سيدة اسمها الشيخ إبتهال كانت تغنى لأم كلثوم وقصائد أخرى لمحيى الدين بن عربى وكلها فى مدح آل البيت والإمام الحسين. وكان غلاء الأسعار سببا رئيسا فى غضب مريدى الحسين، حيث إن الأسعار زادت هذا العام الى الضعفين، وخصوصا بعد الزيادة الملحوظة التى شهدتها الأسواق المصرية بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة مما جعل الحزن يكسوا وجوه الكثيرون من الأتباع والأحباب لمولانا الحسين. وبينما كان دراويش الحسين يتلون القصائد ويفتحون الكتب الصوفية التى تحوى أدعية لمشايخ الحضرة بمسجد الإمام الحسين، كان هناك دراويش آخرين يتراقصون على القصائد التى أنشدها عميد الإنشاد ياسين التهامي ونجله محمود، مما جعلهم ينامون فى الأرصفة والطرقات طربا وحبا وفرحا بمدح الإمام الحسين. وبالنسبة للطرق الصوفية كان الأمر مختلفا تماما، حيث أقامت كل طريقة صوفية خيمة كبيرة لها بجوار الإمام الحسين مع أن سيطرة الطريقة الجازولية على السرادق العام للمشيخة العامة للصوفية كان قد أغضب عدد كبير من مشايخ الطرق بسبب رفضها السماح لأى طريقة أخرى التواجد معها فى الليلة الختامية، إلا أنه تم تلاشى الأمر بعد تدخل شيخ مشايخ الطرق الصوفية.