يزداد الإقبال على الاشتراك في موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك" في شكل ملحوظ، و تتزايد أيضًا أعداد الحسابات المُزَيّفة عليه التي بلغت ما يزيد على 80 مليون حساب، ففي بيانات نشرها موقع "فيسبوك"، تبيّن أن العدد الإجمالي للحسابات فيه يلامس بليون حساب. وعلى غرار مجموعة من الدول العربيّة، يعاني المشاهير والشخصيات العامة في مصر من انتحال شخصياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي واختراق حساباتهم الشخصيّة أيضًا، وبثّ ادّعاءات منسوبة إليهم، ووصل الأمر إلى حدّ انتحال شخصية وزير الداخلية المصري أخيرًا على موقع "تويتر"، وبث تصريحات مُزَيّفة على حسابه في ذلك الموقع، وعمد شباب مصريّون يدرسون في كلية الحاسبات والمعلومات، إلى الدخول على عدد من المواقع الخاصة ببعض النجوم، وأرسلوا كمية كبيرة من الرسائل الإلكترونيّة عبرها، ما سبّب حالة من البلبلة والفوضى والتشويه. من ضحايا هذه المصائب، النجمة ليلى علوي والفنانان نور الشريف وعادل إمام وبعض السياسيين كحمدين صباحي. وصرح هؤلاء الشباب، بعدما وقعوا في يد الشرطة، بأنهم لم يكونوا يهدفون إلى التشويه بقدر ما كانوا يريدون أن يصنعوا شيئًا مختلفًا ويتلمسون نتائج ما صنعوه. ولأن الهدف كان مجرد التسليّة، أخلَت النيابة سبيلهم مقدّرة أيضًا، حداثة أعمارهم، ويتّخذ التزييف على المواقع الاجتماعيّة إما شكل اختراق هذه المواقع وبث تصريحات وأخبار كاذبة، أو إنشاء حسابات مُزَيّفة، وهو الشكل الأكثر سهولة. ولم تسلم القوات المسلحة المصرية من معاناة الشكل الأخير، بعد إنشائها موقعًا للتواصل الاجتماعي على "فيسبوك" بعد "ثورة 25 يناير"، وبعد أن ظهرت حسابات مُزيّفة باسم القوات المُسلّحة، أصدر عدد من مسئوليها تصريحات تلفت إلى ضرورة عدم الانخداع بالحسابات المُزيّفّة، والرجوع إلى الحساب الأصلي للقوات المُسلّحة لمعرفة مواقفها فعليًّا، وقبل وفاة البابا شنودة الثالث، رأس الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، أُنشئ موقع مزيّف على "فيسبوك" نَسَبَ نفسه إلى عضو مجلس الشعب السابقة جورجيت قلليني، وأعلن وفاة البابا قبل حدوثها فعليًّا، وسارعت النائبة قلليني إلى نفي الخبر مُشيرة إلى عدم وجود حساب لها على "فايسبوك" أصلاً، وتعطي هذه الحادثة مدخلًا للقول بأن الأشخاص الذين لا حساب لهم على "فيسبوك" هم أكثر عرضة لانتحال شخصياتهم عليه. ووقع في هذا الفخ الفنان محمد صبحي أثناء حملة "تمرد" التي استهدفت عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وحينها، ظهر حساب زائف على مواقع التواصل الاجتماعي، نسب إلى الفنان صبحي معارضته للحملة، على رغم أنه لم ينشئ حسابًا على تلك المواقع. ويزيد سوء تبعات تزييف الحسابات على المواقع الاجتماعيّة، السرعة في استخدام ميزة "مشاركة" ("شيير" Share) التي يقبل عليها مرتادو المواقع الاجتماعية من دون التحقّق من صحة المعلومات، وفي هذا السياق، عملت مجموعة من الشباب على إنشاء صفحة على "فيسبوك" حملت عنوان "فَكّر قبل ما تشارك" لمقاومة ال "شيير" العشوائي الذي كثيرًا ما يضم أوهامًا ومغالطات، وما زال مسلسل الانتحال الإلكتروني مستمرًا.