أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، اليوم السبت، أن تنظيم داعش الإرهابي فشِل في تثبيت موطئ قدمٍ له في الصومال. وأوضح المرصد، في تقريرٍ جديد تحت عنوان "تنظيم داعش في الصومال.. الواقع والتحديات"، أن التنظيم يعيش مرحلة عصيبة، وأن مستقبل بقائه في الصومال ليس سهلًا، فحركة شباب المجاهدين، المُوالية لتنظيم القاعدة، ترصد أتباعه وتطاردهم في جميع أنحاء الصومال، ما يجعله يفتقد حظوظ البقاء، في ظل العداوة الشديدة بين التنظيمين، والتي بدأها داعش من خلال محاولاته إغراء عناصر القاعدة في كل مكان للانضمام إليه. ولفت المرصد إلى أن أنظار داعش اتجهت إلى الصومال في ظل تصاعد وتيرة الانشقاقات الداخلية بحركة الشباب المجاهدين، ما أدَّى إلى تآكل دور حركة الشباب وتراجعها وفقدانها السيطرة على كثير من نفوذها السياسي والاجتماعي بعد تحرير الجيش الصومالي معظم المناطق التي تسيطر عليها. وأوضح أن تنظيم داعش بالصومال في بداية ظهوره هاجم حركة شباب المجاهدين، ووصفها بأنها خرجت عن الطريق القويم ونسيت الهدف الأساسي في إقامة شرع الله، ودعا داعش المقاتلين إلى ترك حركة الشباب وإعلان البيعة للخليفة المزعوم "أبو بكر البغدادي"، مؤكدًا أن حركة الشباب أصبحت سجنًا نفسيًّا وجسديًّا للمجاهدين في شرق أفريقيا، زاعمًا أن إعلان البيعة لتنظيم داعش فرصة كبيرة للمجاهدين في شرق أفريقيا لرفع راية الجهاد ضد أعداء الله. وذكر مرصد دار الإفتاء أن الصراع بين تنظيمي داعش والقاعدة اشتد حول كسب الولاءات وقيادة مسيرة الجهاد العالمي، لذلك لم تتوانَ حركة الشباب المجاهدين لحظة عن إطلاق وعيدٍ قاسٍ لمن يعلن ولاءه للتنظيم أو حتى يُبدي تعاطفه معه، وهو الوعيد الذي تمثَّل في تنفيذ عمليات إعدام ميدانية وهجمات ضد العناصر التي بايعت تنظيم داعش. وأشار المرصد إلى أن حركة الشباب الصومالية تتمتع بنفوذ واسع يمكِّنها من أن تقوِّض جهود تنظيم داعش لبسط سيطرته على القرن الأفريقي، ما يجعل تلك المناطق خالصة للحركة التي تشهد هي الأخرى تراجعًا أمام النفوذ العسكري الحكومي في الفترة الأخيرة. وأضاف المرصد أن في ظل الهزائم المتلاحقة التي تضرب تنظيم داعش في العراق وسوريا وليبيا، يواجه فرعه في الصومال تحديات كبيرة في التمويل وشح الموارد المالية، ما يعود بالسلب على مستقبل التنظيم في الصومال.