تنشر «البوابة» رواية - تحت الطبع - للكاتب مصطفى بيومى، تحمل عنوان «أكاذيب صغيرة» وهى عبارة عن مذكرات راقصة معتزلة اعتمد فيها «بيومى» على طريقة جديدة فى الكتابة حيث ينشر نص الكلام كما جاء على لسان بطلته التى أشار إليها باسم «ليلى رمزى» ثم يعيد صياغته أدبيًا مرة أخرى من خلال كاتب محترف. حكاية ليلى رمزي مع الصحافة من لسان ليلى والله يا مختار حكايتى مع الصحافة والإعلام دى حكاية طويلة تتغنى ع الربابة.. الجرايد هى السبب إنى بقيت رقاصة وممثلة قد الدنيا.. قولتلى إزاى.. لما كنت موظفة فى وزارة الصحة.. من غير شغلة ولا مشغلة.. ماكنش فيه حاجة أضيع بيها وقتى غير قراية الجرايد والمجلات.. كان ساعتها مصر فيها تلات جرايد وخمس ست مجلات.. فيه ناس من الموظفين معايا كانوا غاويين الأهرام.. وناس تانية بتحب الأخبار والجمهورية.. وواحد ولا اتنين ما يقروش غير روزاليوسف وصباح الخير.. أنا عن نفسى كان يوماتى أقرا الأخبار.. جرنان حلو ودمه خفيف.. يوم كده قاعدة أقلب فيه لقيت إعلان.. طالبين وجوه جديدة تمثل وكاتبين العنوان.. رحت قدمت وربنا كرمنى.. يعنى تقدر تقول الجرانين صاحبة فضل عليا.. تصدق بالله يا أستاذ؟.. قول لا إله إلا الله.. أول صورة اتنشرت لى فى الجرنان كنت ها أطير من الفرح.. وأبويا الله يرحمه برضه كان فرحان.. بس خفت أوريها لأمى.. ما كنتش تعرف إنى بأرقص فى الهرم.. لا.. ما كانش جرنان مصرى.. دى مجلة فى لبنان.. مش فاكرة الشبكة ولا الموعد.. كانت صورة كبيرة ببدلة الرقص.. وتحتيها كلمتين حلوين كده.. عرفت من رياض إن هو اللى نشر الصورة وإن الصحفى صاحبه وبينهم شغل.. الكلام ده فات عليه أكتر من أربعين سنة.. فى السنين دى عرفت صحفيين بعدد شعر راسى.. فيهم وفيهم.. بس معظمهم بصراحة ناس كويسين وطيبين.. يعنى هم كدابين شوية.. ويعملوا م الحبة قبة.. وياما نشروا عنى كلام فاضى وما حصلش.. جواز وحب وطلاق وإشاعات.. عقود أفلام عمرى ما سمعت عنها.. أهو كلام والسلام.. لما عملت أول فيلم اتنشر عنى كتير من فلوس الدعاية.. أفتح الجرنان ألاقى حديث مع واحد عمرى ما شفته.. وبيقول على لسانى كلام ما أعرفش جابه منين.. لكن فيه واحد غريب كده كتب يشتمنى.. فى الجمهورية أظن ولا المسا مش فاكرة.. ييجى نص صفحة مليانة شتيمة.. كلام مجعلص كده عن أفلام المقاولات وزمن الرقاصات وحاجات كده يعنى.. وقال إيه يا سيدى.. بيحذر من الخراب اللى ها يدمر السيما.. خراب إيه الشر بره وبعيد؟.. الله يسامحه بقى.. أهو كلام ابن عم حديت.. لا يودى ولا يجيب.. أنا عارفة يا سى الأستاذ مختار إنك صحفى قد الدنيا.. اوعى تزعل منى ولا تاخد على خاطرك.. انت ابن كار وعارف إن ليك زمايل ولاد ستين فى سبعين.. وطبعًا صوابعك مش زى بعضها.. تصدق؟.. كان فيهم اللى بيريل على عشوة ولا قزازة ويسكى.. وفيهم اللى يميل عليك ويطلب مية جنيه سلف. طبعًا السلف تلف والرد خسارة.. حسب الهدية بقى يكتب.. يوووه.. ياما فى الجراب يا حاوى.. ياما شفت أشكال.. بس ربنا أمر بالستر.. طب ورحمة أبويا يا شيخ.. وحياة العيش والملح اللى بينا.. مرة واحد فيهم قالى كده على عينك يا تاجر.. بالمفتشر.. إنه عايز ينام معايا ويطلعنى السما.. الأكادة يا أخى كان عارف إنى متجوزة وماليش فى سكة الحرام.. يومها قلت له طلعت روحك يا ابن الكلب يا واطى.. وميلت أرفع عليه الجزمة أم كعب.. جرى زى العيال.. وبعد يومين تلاتة لقيته بيردحلى فى الجرنان بتاعه.. وقال إنى بأعمل أفلام هابطة زى أفلام البورنو.. سألت أولاد الحلال وعرفت إن البورنو دى زى ما أنت عارف طبعًا.. أفلام قلة أدب يعنى.. مع إن الفيلم اللى عليه الكلام ما كانش كده خالص.. الكداب ابن الكدابين عمل فيها شيخ الإسلام.. ولو نمت معاه فى الحرام كان قال إنى رابعة العدوية.. يا سيدى.. ربك ع المفترى.. سيب الملك للمالك.. كل شغلانة فيها الحلو والردى.. اللى بيدور على أكل عيشه واللى يحلم بالبقلاوة.. هى الدنيا كده.. أوعى تفتكر إنى ما عرفتش غير الصحفيين بتوع الفن بس.. لا.. عرفت كتير قوى غيرهم.. الشيخ عبدالله كان ليه أصحاب صحفيين كتير قوى.. بيزوروه ويحكوا معاه.. أولاد ناس بصحيح ومؤدبين.. والحاج صلاح عرام كان يعرف كتير قوى من بتوع الجرانين.. بيقولى إنهم شغالين عنده وبيدفعلهم مرتبات شهرى.. ياما كتبوا إنه راجل وطنى وبيبنى الاقتصاد وحاجات من دى.. لكن أول ما طب ولبس قضايا قلبوا عليه وطلعوا فيه القطط الفطسانة.. قالوا إنه حرامى ونصاب وبتاع التلات ورقات.. تعرف إن الحاج كلم واحد منهم فطلعنى فى التليفزيون.. دى كانت أول مرة.. سنة خمسة وتمانين ولا ستة وتمانين.. الراجل ده كان صحفى ومذيع مع بعض.. ويلعب بالبيضة والحجر.. طلعت فى البرنامج بتاعه نص ساعة.. حسيت بعديها إن مصر كلها عارفانى.. لما اخترعوا الدش بقى والقنوات كترت وبقت زى الرز.. كنت بأطلع كتير قوى.. بس الدنيا حظوظ بقى.. يعنى ربنا ما كرمنيش زى فيفى عبده ولوسى ودينا.. لا.. على قدى كده.. كل واحد بياخد نصيبه يا مختار يا حبيبى.. وعلى رأى الأغنية اللى أبويا كان بيدندن بيها دايمًا.. لما يزود فى الشرب.. نصيبك فى الحياة لازم يصيبك.. أنا بقالى ييجى عشر سنين بعيدة عن الدنيا دى.. لا جرايد ولا تليفزيون.. لما عملت أول عمرة ورجعت.. لقيت واحد صحفى مشهور.. وبيعمل برامج فى التليفزيون برضه.. نشر لى صورتين كبار فى الجرنان بتاعه.. جنب بعض.. واحدة ببدلة الرقص وتانية بلبس الإحرام.. كتب تحتيهم كلمة واحدة بالبنط العريض.. عجبى.. قصده إيه يعني؟.. يا أخى ربك رب قلوب.. أستغفر الله العظيم.. هو يعنى كان دخل جوايا وقرا اللى فى ضميرى.. أعوذ بالله يا أخى.. والله دى عالم زبالة فعلا.. زبالة بجد.