أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، خلال خطبة الجمعة، تحت عنوان "يد واحدة ضد الإرهاب"، إنه من المعلوم والمسلم به والمتفق عليه ولا يختلف عليه عاقل، إن الأديان جاءت لصالح الإنسان ولخدمته وجاءت للتعايش بسلام وأمان بين سكان كوكب الأرض. وأضاف إنه جاء من أهم مقاصدها حفظ النفس البشرية التى هى محور عمارة الأرض وأى تصادم فى هذه المعانى السامية والفضائل والمعايير المتق عليها عالميًا فهو نتيجة تدخل أيد البشر أو فهم البشر الخاطىء أو دعاة الشر الباطلة لنشر الخراب والدمار فى الأرض. وأشار الى أن العوامل المشتركة التى تتفق فيها الإنسانية كثيرة ولا تحصى فهم يعيشون على كوكب الارض وتحت سمائه فى عالم واحد اصبح قرية واحدة صغيرة بفضل ثورة العلم والاتصالات التى صنعها الانسان واستفاد منها اخيه الانسان، وأكد ان اختلاف العقائد بين البشر للتعارف وللتعايش وللتكامل ولتبادل المعلومات ولتبادل المنافع والمصالح وليس للعداء والكراهية والبغضاء والطائفية والعنصرية والمذهبية والقتال والمذابح والدماء والخراب والتفاخر. وأوضح ان اغلب سكان العالم اليوم يعيش فى سلام وفى اوطان متعددة الاديان والثقافات والافكار والاعراق واختلافات الجزور واللسان والالوان والانواع ويعيشون فى وطن واحد إلا منطقة المسلمين الشرق الاوسط الذى ضربها الارهاب من اركانها الاربعة حتى اضحت شلالات من الدماء وملايين من اليتامى والارامل والثكالى ونقضى طوال الاوقات فى تشييع الجنازات وليس فى البناء والانتاج وتحولت البلاد والمدن العامرة الى خراب ودمار تنعق فيها الغربان وهاجر من بقى حيا من أهلها إلى كل مكان لأن هناك جماعات للشر زرعت فقه التكفير والتفجير والكراهية والعنصرية وشحنت شباب مغيب بعد ان سرقت عقولهم وزرعت فيهم الشر بخزعبلات الجهاد والحور العين والخلافة الموعودة. واضاف ان ماخلفته جماعات الاسلام السياسي من كراهية وعنصرية وبغضاء بين اهل الوطن الواحد فى كل مجتمع تنمو فيه هو الذى نحصده الآن نبت لنا نبت خبيث سرطانى يحمل فى عقله فقه الكراهية والتكفير لكل ماهو مختلف معه فى الدين او المذهب او السياسة وهذا بسبب مرض إبليس الكبر والاستعلاء لدرجة إنه يقتل شريكه فى الوطن الواحد بدم بارد بخيانة ونذالة وغدر بسبب شحن العقول بخرافات التشدد وكراهية الاخر وتكفيره. وأشار إلى أن ما حدث من قيام أحد الأبالسة بتفجير نفسه فى داخل كنيسة البطرسية دار عبادة يذكر فيها اسم الله هو نموذج لهذا الفكر الارهابى المغيب مع أن من رزقه الله عقلا وانسانية يدرك ان قدسية المسجد وقدسية الكنيسة ومعابد اليهود قدسية واحدة يذكر فيهم اسم الله كثير بنص القران. وتابع قائلا: "عيب اننا فى القرن ال21 ونقول للناس الدين بيأمرنا بحسن علاقة المسيحى او اليهودى او اى مختلف معك فى الدين السماوى او الارضى هذه بديهية لا تحتاج توصية يفعلها الانسان بفطرته السليمة التى خلق عليها حتى عباد البقر يفعلونها لأنه ليس وكيلا عن الاله فى الارض فاختلاف العقائد الحساب عليها يوم القيامة". وأضاف: "إن رصاصه في صدر بغداد يبقى نزيفها يسيل بشوارع القاهرة وأن دانة فوق دمشق تهدم حيا هنا في شبرا العتيقة من حصوننا، وأن بقاء الإرهاب يهدد أمن ووحدة بلاد الشام والعراق يحمل نفس سطور الأجندة التي تهدد أمن ووحدة الشعب المصري في واديه الممتد بحضن التاريخ والجغرافيا نقلا عن المحترم المستنير على عويس فالارهاب الذى يضرب فى بغداد وسوريا وليبيا واليمن وسيناء والقاهرة هم شبكة واحدة نفس الفكر الغبي السرطانى الذى حول المنطقة الى خراب". وتابع: "ما يثير العجب والاستغراب ان جماعات المغيبين يعتبرون السفاحين القتلة مصاصين الدماء شهداء مثل عادل حبارة الذى اخذ جزاء مافعل بينما المسالمين الذين يؤدون عباداتهم فى محارب العبادة وقتلوا بدم بارد يهرفون ويقولون ليسوا شهداء، رغم إنهم فى اعلى درجات الشهادة واللهم اسكنهم فسيح جناتك وارزق اهلهم الصبر واشفى المصاب والعن القتلة المجرمين فى جهنم". مواجهة فكر "شيخ منصر" الإرهابيين وأكمل: "علينا أن نعرف ان المشكلة ليست فقط فى من فجر نفسه بل الاجرم منه هو من غيب عقله واقنعه بحل ذلك هذا هو رأس الأفعى والذى فجر نفسه مغيب، لابد من البحث عن فكر شيخ المنصر الذى اقنعه وتفكيكه ونشر فقه المودة والمحبة والسلام".