ندد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا بالحملة "القواتية المستقبلية" على المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، معلنًا الترحيب به في بيروت وكل لبنان في أي وقت يريد. وقال "شاتيلا" في بيان له اليوم: من موقع العلاقة الطيبة التي تربطنا مع سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، علمنا أن هدف زيارة سماحته الى لبنان كان تهنئة فخامة الرئيس ميشال عون بانتخابه رئيسًا للجمهورية، ومن الطبيعي أن تكون لسماحته زيارات أخرى الى لبنان لاحقًا إن شاء الله. إننا نستغرب بشدّة الهجوم الساحق من دوائر "القوات المستقبلية" على هذه الزيارة، وكيل الإتهامات والهجوم على مرجعية إسلامية وحدوية متميزة، فالشيخ الدكتور حسون هو من العلماء الأفاضل الملتزم دينيًا، والمدافع عن الإسلام وحضارته العظيمة، ومعروف بحرصه الكبير على العيش المشترك والتزامه المطلق بقضية فلسطين. وأضاف "شاتيلا": إن سماحته هو داعية معروف بتقواه، يرفض التقاتل الأهلي والظلم، ويعترض بشدة على التطرف المدمّر لصورة المسلمين وللأوطان، وهو أشرف على بناء عشرات المراكز الاسلامية في سورية، وعزّز دور العلماء، ونشر الثقافة الاسلامية الحضارية السمحاء. ومن الطبيعي كمواطن ومسلم أن يدافع عن وحدة سوريا وعروبتها واستقلالها وحق شعبها في التطور، ويعارض مشروع الاوسط الكبير الصهيوني الأمريكي دفاعًا عن وطنه وعن الأمة العربية والعالم الإسلامي. وأوضح "شاتيلا" أن المتطرفين قتلوا نجل الشيخ حسون دون ذنب ارتكبه، فكان شهيدًا أسف لاستشهاده كل الأحرار وتضامنوا معه. وقد وقف المفتي الشيخ حسون حينها معلنًا مسامحة القتلة، ومطالبًا إياهم بالعودة الى صحيح الدين ونبذ العنف والتزام قواعد الإسلام الحضاري الأصيل، إنه يدعو دائمًا للعدالة ويرفض الظلم ويدافع عن الحق، فكيف تسمح هذه الفئات الضالة لنفسها بمهاجمته وكيل الاتهامات الملفقة ضده؟ إن قوى التطرف لا مصلحة لها في وحدة الكلمة بين المسلمين، ولا مصلحة لها في الدفاع عن الوحدات الوطنية، ولا مصلحة لها في مواجهة المستعمرين، وهذا هو التفسير الطبيعي للحملة الشرسة على مفتي سوريا العام. وأكد "شاتيلا" أن على المعنيين بالأمر أن يتذكروا أنه حينما كانت هناك مشكلة حول انتخاب مفتٍ للجمهورية اللبنانية، وكادت تحدث صراعات ومداخلات خطيرة بين المسلمين، تدخلنا لرأب الصدع، وقمنا بتحييد من ينبغي تحييده في المشكلة من أجل الاتفاق على مفت جديد بالتوافق، وحينما تواصلت مع سماحة المفتي الدكتور حسّون، رحّب بمبادرتنا الوفاقية، وساندنا يومها في مساعينا لحل المشكلة، مباركًا اختيار سماحة المفتي الدكتور عبد اللطيف دريان. وفي ختام بيانه قال "شاتيلا": إننا باسم أحرار المسلمين، ومن موقع التيار الوطني العروبي المستقل، نتوجّه بالتحية والتقدير لسماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، ونقول له أهلًا بك في بيروت وكل لبنان في أي وقت تريد، فبيوتنا ومكاتبنا مفتوحة لكم ولكل مسلم وحدوي حرّ شريف يدافع عن دينه ووطنه وعروبته.