الأقصر تنتفض لحادث تفجير الكاتدرائية.. "بدر": قادرون على اقتلاع جذور الإرهاب.. الأوقاف:"دماؤهم لن تضيع هدرًا".. ونظير: "مش هنبطل نروح كنائس"..وبولا: "مصابنا واحد"

سادت حالة من الاستياء والحزن الشديد بين الأوساط القبطية والإسلامية على حد سواء إثر وقوع انفجار ضخم بالكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مما أسفر عن مصرع أكثر من 20 قتيلا وإصابة نحو 35 مواطنًا.
دفتر التعازي
بداية أدان محمد بدر، محافظ الأقصر، اليوم الأحد ببالغ الحزن والأسي، وقوع انفجار في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مما أسفر عن وقوع وفيات ومصابين متقدمًا بخالص العزاء لأسرهم وللشعب المصري، وداعيًا الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويلهم أهلهم الصبر والسلوان.
وأضاف بدر، في تصريح خاص، أن تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة ستزيد من إصرار الدولة المصرية على اقتلاع الإرهاب من جذوره، مُشيرًا إلى أن الشعب المصري يدعم مؤسسات الدولة دعمًا كاملا في حربها ضد التطرف والإرهاب مشددا على أن الحوادث الإرهابية لم ولن توقف عجلة التنمية والارتقاء بالاقتصاد المصري.
وأكد "بدر"، أن مصر قادرة على محاربة وردع الإرهاب وأن الشعب لن يخضع لمثل تلك العمليات، مشيرًا إلى أن الوحدة الوطنية متأصلة على مدار التاريخ في قلوب وحياة أبناء الأمة الوحدة وعلينا أن نتكاتف جميعا وتتضافر جهود أبناء الوطن لمجابهة أي مخاطر تهدد حياة أبناءنا في المرحلة المقبلة.
كما أدان الشيخ محمد صالح عبد الرحمن، وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر العملية الإجرامية التي وقعت اليوم بكاتدرائية العباسية موجها خالص التعازي لأهالي الضحايا قائلا "عزاؤنا فيهم أن دمائهم لن تضيع هدرا وأن الجاني سينال عقابه في الدنيا قبل الآخرة".
وأضاف عبد الرحمن، في تصريح خاص، أن كل تلك المحاولات الدنيئة والتي تكشف عن جبن فاعلها لن تزيد الشعب المصري إلا اتحادا وتكاتفا وحسما في مواجهة الإرهاب بكل صوره وأشكاله مؤكدا أن الشعب المصري واعٍ وسيتجاوز هذه الأزمات والمؤامرات التي تحاك من أجل الإيقاع به مشددا على أن هذا البلد سيظل آمنا بإذن الله تعالى بفضل الله عز وجل وعونه وبفضل القيادة الحكيمة وقواتنا المسلحة الباسلة وأبطالنا من رجال الأمن مؤكدا أن المسلمين والأقباط إخوة في الإنسانية والوطنية مؤكدا أن كل تلك المحاولات الخسيسة التي تستهدف النيل من وحدة الشعب المصري لن تنجح ولن تزيدنا إلا قوة وإصرارا في مواجهة التطرف.
وأكد الشيخ إسلام محمد الأزهري المنسق العام والمتحدث الإعلامي باسم مديرية الأوقاف بالأقصر، الحادث الإرهابي مؤكدا "أن دماء المصريين جميعا غالية" لافتا إلى أن تلك الجرائم ترتكب ضد المصريين جميعا دون تفرقة، مشيرا إلى أن الإرهابيين رسالتهم واضحة المعالم من أجل زعزعة الأمن ومحاولة زرع بذور الفتن مشددا على أن كافة الأئمة والدعاة سيبذلون أقصى جهدهم ولو تطلب الأمر أن يقدموا أرواحهم فداء للوطن من أجل أن يعيش الشعب المصري في أمن وأمان.
وعبر طه بخيت، وكيل وزارة التربية والتعليم بالأقصر عن إدانته للحادث الإرهابي الجبان، مؤكدا أن هذا التفجير هو حادث إرهابي جبان ينم عن سلوك متطرف ويحدث من أفراد يتسمون بالجبن ولن يؤثر على وحدة الشعب المصري الأصيل من كافة الأديان ولن يزدهم إلا تماسكا ووحدة.
تعازي قبطية
فيما أدان القس أرمانيوس فريد، راعي كاتدرائية السيدة العذراء مريم بالأقصر تلك العمليات الإرهابية التي تتم في حق الشعب المصري وآخرها التفجير الإرهابي الذي استهدف الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مشيرا إلى أن هذه العملية تمت داخل الكنيسة بعدما كانت تتم في الماضي بالخارج، مؤكدًا أنه لا يوجد أي مبدأ ديني يبيح القتل متسائلا: "هل الله يأمرنا بأعمال مثل هذه؟".
وقدم أرمانيوس، التعزية للشعب المصري والكنيسة والبابا تواضروس الثاني وكل عائلات الضحايا موضحًا أن الحادث قد يكون رد فعل على الحكم بإعدام عادل حبارة.
وقال إميل نظير منسق ائتلاف أقباط مصر بالأقصر: "مازال الإرهاب الغاشم يطل بوجهه القبيح والمقصود منه سقوط دولة مصر وليس الأقباط بعينهم وتوصيل رسالة للخارج أن مصر مازالت منهارة في ظل القيادة الحالية ولكننا نبعث لهم برسالة أن مصر لن تسقط أبدا والشعب المصري سيقف لهم بالمرصاد مشيرا إلى اغلب المتقدمين للتبرع بالدم بالمستشفيات التي يوجد بها الضحايا من إخوتنا المسلمين وهو أبلغ رد على هؤلاء المجرمين.
وأضاف نظير في تصريح خالص ل"البوابة نيوز"، ونعزي أسر الضحايا وندعو الله أن يقوي الجميع للعمل من اجل مصرنا العزيزة بقيادة الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي وجميع مؤسسات الدولة التي تعمل علي وحدة هذا الشعب العظيم ويقوي الرئيس السيسي على ما ابتلاه الله من مواطنين – وهم ليسوا بمواطنين - وأنما هم مغيبين يعكفون ليل نهار على انهيار الدولة مؤكدا "أننا كمسيحيين مش هنبطل صلاة ومش هنبطل نروح كنائس مهما فجرتوا ودمرتوا".
وقالت شيري ميشيل، ناشطة قبطية، "في كل مره نكسب شهداء ونكون مشاركين في التغيير بالدم مؤكدة أن حادث كنيسة القديسين يتكرر مره أخرى في موعد مقارب لنفس الموعد في تفجير كبير للكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية بالعباسية
وكل هذه الأحداث لا تزيدنا إلا صلابة وقوة وإيمان عظيم وثبات أعظم ونشكر الله على قوة الاحتمال ربنا يعزينا ويصبر أهالي الشهداء".
فيما أكد بولا أسعد أحد أبناء الكنيسة الأرثوذكيسية بالأقصر، أن "مصابنا واحد" وربنا يعزي أهالي الضحايا ويشفي المصابين، مشيرا إلى أنه قد يتم خلال الفترة المقبلة إصدار قرار بفتح الإيبراشيات داخل كل محافظة لتلقي واجب العزاء في ضحايا التفجير الغاشم لافتا إلى أن الحديث سابقا لأوانه حول إلغاء احتفالات أعياد الميلاد من عدمه".
أحزاب سياسية ومؤسسات تشارك بالعزاء
كما أدان محمد العشاوي المستشار القانوني لحزب التجمع بالأقصر، الحادث الإرهابي الجبان، الذى استهدف المصليين والمتواجدين داخل الكنيسة البطرسية بالعباسية، معلنا عن تضامن الحزب الكامل مع قوات الجيش والشرطة وجميع مؤسسات الدولة في القضاء على هذا الإرهاب الغاشم، معربًا عن خالص التعازي للشعب المصري وأسر الشهداء، داعيًا الله -عز وجل- أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
وطالب العشاوي الجهات الأمنية بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم لمحاكمات عسكرية حتى ينالوا الجزاء العادل لفعلهم الإجرامي الخسيس الذي استهدف المواطنين الأبرياء مؤكدًا أن الإرهاب لا دين له.
كما استنكر حزب النور بالأقصر، في بيان له، الحادث مؤكدا عن أنه ينم عن إرهاب أسود يهدف تحطيم أركان الدولة المصرية، متوجها بالعزاء لكل أسر الضحايا والمصابين والتأكيد على أن هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد الشعب المصري إلا إصرارا على استكمال مسيرة البناء والتقدم مهما كان الثمن، واختتم البيان "حفظ الله مصر وأهلها من كل مكروه وسوء".
فيما استنكر أشرف الهلالي رئيس مجلس أمناء ميدان الجنوب للتنمية والإعلام بالأقصر، الحادث قائلا "أن ما حدث لابد وأن يكون له حساب لكل مقصر من الجهات الأمنية وخصوصا بعد إعلان الجماعات الإرهابية استهداف أي شيء من أجل زعزعة استقرار البلد".
وطالب الهلالي، بضرورة تغيير المنظومة الأمنية بشكل كامل من أجل مواكبة الأدوات المتطورة التي تستخدمها يد الإرهاب مؤكدا ثقته في وحده الصف المصري بكل طوائفه ضد الإرهاب الغاشم الذي لا ينظر إلى خانة الديانة بل ينظر إلى خانة الجنسية مختتما بقوله "عاشت مصر وحفظ الله شعبها".
من جانبها عززت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الأقصر من تواجدها بمحيط الكنائس بمراكز المحافظة، ودفعت بسيارات المفرقعات، فضلًا عن توسيع دائرة الاشتباه وذلك بعد الحادث الإرهابي الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، صباح اليوم.
وكانت الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، قد شهدت صباح اليوم، انفجارا ضخما أثناء إقامة "قداس الأحد"، نتيجة زرع قنبلة داخلها، تم تفجيرها عن بعد، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 25 شخصا وإصابة 31 آخرين تم نقلهم إلى مستشفيات عين شمس ودار الشفاء والدمرداش لتلقى العلاج.