ذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، حول إدراكها بشكل جيد التهديد الذي تشكله إيران وتأكيدها في الوقت نفسه أن الاتفاق النووي مع النظام الإيراني يعد "أمرًا حيويًّا"، تأتي لتتعارض مع تعهُّد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإلغائه. وأشارت الصحيفة، في تقريرٍ بثّته على موقعها الإلكتروني، إلى أنها، خلال كلمة لها أمام الزعماء بقمة مجلس التعاون الخليجي الذي اجتمع بكامل هيئته في البحرين، صباح اليوم الأربعاء، شددت ماي على أن الاتفاق النووي يسمح لبريطانيا بالتواصل والانخراط مع إيران بخصوص "الأعمال العدوانية" التي تقوم بها في المنطقة. ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال حملة الانتخابات الرئاسية وصف ترامب الاتفاق ب"الكارثي"، متعهدًا بإلغاء الاتفاق المثير للجدل؛ للحد من الجهود الإيرانية الرامية لتصنيع أسلحة نووية. غير أن رئيسة الوزراء البريطانية قالت في كلمتها: "بينما نتناول التهديدات الجديدة بالنسبة لأمننا، يتعين علينا أيضًا الاستمرار في مواجهة الأطراف الفاعلة الرسمية التي تغذِّي عدم الاستقرار في المنطقة". وأضافت: "لذلك أود طمأنتكم من حيث الوعي الكامل لديَّ بمدى التهديد الذي تشكله إيران للخليج والشرق الأوسط الأوسع نطاقًا، وبأن بريطانيا ملتزمة تمامًا بشراكتنا الاستراتيجية مع الخليج والعمل معكم من أجل مجابهة التهديد". وتابعت قائلة: "لقد حصلنا على اتفاق قضى على إمكانية امتلاك إيران لأسلحة نووية لمدة عشر سنوات. وأدى الاتفاق إلى التخلص من 13 ألف جهاز طرد مركزي، إضافة إلى بنية تحتية مرتبطة والقضاء على مخزونها من اليورانيوم المخصَّب بنسبة 20%. وكان ذلك مهمًّا بشكل حيوي وضروري لأجل الاستقرار الإقليمي؛ لكن يتعين علينا أيضًا العمل معًا لدفع إيران وإبعادها عن الأعمال العدوانية في المنطقة، سواء بلبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا أو الخليج نفسه". وأثارت ماي قضية النشاط العدواني لإيران في المنطقة، بما في ذلك إرسال مقاتلين من بينهم فيلق القدس من الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا. كما اتهمت ماي الإيرانيين أيضًا بتوفير الدعم للحوثيين في اليمن. يُذكر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني صرّح، أمس الثلاثاء، بأنه لن يسمح للرئيس الأمريكي المنتخب بتمزيق الاتفاق النووي العالمي. كانت رئيسة الوزراء قد كشفت للصحفيين خلال رحلتها إلى البحرين أنها ترى دونالد ترامب يسهل التحدث معه بشكل كبير كشخص، مشيرة إلى أن الملياردير الجمهوري ملتزم بالعلاقة الخاصة بين الولاياتالمتحدةوبريطانيا. وأضافت ماي: "ما وجدته هو أن دونالد ترامب شخص يثمِّن بشكل كبير العلاقة التي تربطه ببريطانيا"، موضحة: "عندما تحدثنا كان عمق علاقتنا الخاصة من بين الأشياء المهمة التي تحدثنا بشأنها، وكذلك حقيقة أن كلا منا يريد تأمين الاحتفاظ بذلك بشكل واضح؛ لكننا نبني على ذلك أيضًا من أجل المستقبل".