تشهد العلاقات "الإماراتية-المصرية" طفرة على مستوى التعامل بين البلدين عقب ثورة 30 يونيو المجيدة التى تخلص بها الشعب المصرى من جماعة الإخوان الإرهابية، وتعتبر العلاقات بين البلدين نموذجًا يُحتذى فى العلاقات العربية-العربية، سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتى البلدين وكبار المسئولين فيها. ويرجع تاريخ العلاقات المصرية-الإماراتية إلى ما قبل عام 1971 الذى شهد التئام شمل الإمارات السبع فى دولة واحدة هى دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة سمو الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، والتى دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذى قامت به دولة الإمارات، وتُعد مصر من بين أولى الدول التى اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليًا إقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب. وقد أدى ازدياد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين وتوثق عراها من يوم إلى آخر، إلى ازدياد التعاون بينهما فى جميع المجالات وخاصة المجالات الاقتصادية، الأمر الذى أدى إلى ازدياد حجم الاستثمارات الإماراتية بحيث أصبحت الإمارات من كبرى الدول المستثمرة فى مصر. وفى عام 2008 تم التوقيع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، على مذكرتى تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتى خارجية البلدين، وتنص مذكرة المشاورات السياسية على أن يقوم الطرفان بعقد محادثات ومشاورات ثنائية بطريقة منتظمة لمناقشة جميع أوجه علاقتهما الثنائية وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تنص مذكرة التفاهم بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول المسبقة لحاملى جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، يسمح كلا الطرفين لرعايا الطرف الآخر الحاملين جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة الدخول إلى أراضيهما والخروج منهما والمرور عبرهما بدون تأشيرة دخول، وبدون رسوم والبقاء فى أراضى الطرف الآخر لمدة أقصاها 90 يوما. وعقب ثورة 30 يونيو شهدت العلاقات تطورًا جديدًا، حيث قامت دولة الإمارات بتقديم الدعم الكامل لثورة 30 يونيو داخليًا وخارجيًا، وقامت بتقديم عدد من المشاريع التنموية بالقرى الفقيرة وقدمت الإمارات 200 مليون دولار لدعم المشروعات الصغيرة، وعلى الصعيد الخارجية لعبت الإمارات دور بارزًا فى تحسن صورة مصر خارجيًا بعد أن شوهتها جماعة الإخوان الإرهابية.