أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، تطلع بلاده إلى مزيد من التنسيق والتشاور مع نيوزيلاندا حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصالح البلدين. جاء ذلك خلال المباحثات التي عقدها الملك عبدالله الثاني، مع الحاكم العام لنيوزيلاندا باتسي ريدي، اليوم الإثنين في العاصمة ويلينجتون، والتي ركزت على تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، فضلا عن مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط. كما تناولت المباحثات، حسبما أفاد بيان صدر اليوم عن الديوان الملكي الهاشمي، سبل توطيد التعاون بين الأردن ونيوزيلندا في مجالات الطاقة البديلة والمتجددة والزراعة والتعليم والتدريب المهني والتقني وصناعة الأفلام، إضافة الى تبادل الخبرات في مجال الدفاع المدني. وركزت المباحثات على أهمية تبادل الزيارات بين القطاع الخاص لاستكشاف الفرص الاستثمارية في البلدين، فيما جرى استعراض ما تتمتع بها المملكة من مميزات استثمارية على مستوى المنطقة، وإمكانية الاستفادة منها من قبل المستثمرين النيوزيلانديين في مختلف القطاعات. وتم خلال المباحثات، الإشادة بمستوى التنسيق بين البلدين خلال عضويتهما غير الدائمة في مجلس الأمن، حول القضايا الدولية، وفي مقدمتها الأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط. وتناولت المباحثات، التطورات التي تشهدها الأزمة السورية، والجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي لها، يضمن وقف الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري، فيما أشار الملك عبدالله الثاني، إلى الأعباء المتزايدة التي تسببت بها الأزمة السورية على دول الجوار، وفي مقدمتها الأردن، الذي يستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين. وتطرقت المباحثات إلى مخاطر الإرهاب وعصاباته على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وأكد العاهل الأردني أهمية التصدي لهذا الخطر، ضمن استراتيجية شمولية بأبعادها الأمنية والفكرية. كما جرى بحث الجهود المبذولة لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا الى حل الدولتين. بدورها، قدرت الحاكم العام لنيوزيلاندا، ما يبذله الأردن من جهود لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط، مؤكدة تطلع بلادها لتعزيز العلاقات مع الأردن في مختلف المجالات. وأشادت بما حققه الأردن من إنجازات، خاصة ما يرتبط بإجراء الانتخابات النيابية في ظل ظروف إقليمية شديدة التعقيد. ولفتت إلى أهمية الدور الأردني في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، وتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم، مشددة على ضرورة دعم المجتمع الدولي لهذا الدور المهم. وأكد الملك عبدالله الثاني أن تحقيق السلام والأمن والازدهار يتطلب النظر بأهمية لكل منطقة وإقليم في العالم، مشيرا إلى أن التحديات مشتركة مما يستلزم العمل المشترك لتعزيز الأمن وتطبيق القانون، من خلال الحلول الدبلوماسية الفعالة، وجهود حفظ السلام، والتنمية الشاملة، وغيرها الكثير من المجالات. من جانبها، رحبت الحاكم العام لنيوزيلاندا بزيارة العاهل الأردني إلى نيوزيلاندا، معبرة عن أملها في أن تسهم الزيارة في توسيع مجالات التعاون المشترك. وأكدت باتسي ريدي حرص نيوزيلاندا على مواصلة الحوار مع الأردن حول القضايا الاقليمية والثنائية، إضافة إلى التحديات العالمية؛ التي من بينها محاربة الإرهاب، وخاصة داعش.. مشيرة إلى أن بلادها ساهمت في التحالف الدولي لمحاربة داعش من خلال مهمات تدريبية غير قتالية، تضم حوالي 143 من الطواقم تم نشرها في العراق. وأعربت عن تطلعها لاستمرار التواصل وتطوير علاقات قوية مع الأردن على جميع المستويات، في عديد من المجالات المتنوعة.