سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قناة الجزيرة نافذة الإرهابيين على المنطقة والعالم.. تقوم على الترويج لسياسات الدوحة العدائية.. "فوربس": معظم الأمريكيين لا يفضلون الحصول على الأخبار من شبكة تملكها حكومة تدعم التطرف
لا يغرك الصوت الرخيم الذي تستعين به في أغلب تقاريرها الإخبارية، ولا المقدمات النارية التي تبدو في ظاهرها منحازة للشعوب، كل ذلك يتحول إلى كارثة عندما يكون في خدمة المتطرفين، خاصة إذا ما كنت تعيش في منطقة آفتها الأولى هي التطرف، إنها قناة الجزيرة القطرية، نافذة الإرهابيين التي فُتحت على منطقتنا في 1996. بدأت الجزيرة كوسيلة استحدثتها الدولة القطرية بالتزامن مع محاولات الدوحة في البحث عن دور سياسي خارجي، فلجأت الفضائية القطرية إلى الترويج للسياسات الخاجية للدوحة، العيب ليس في ذلك خاصة إذا ما اعتبرت أن ترويج أي دولة لسياساتها حق لها، لكن العيب هو في طبيعة تلك السياسات التي أثبت الوقت تورطها في دعم الإرهابيين وحماية وجودهم. وبما أن سياسات قطر ثبت قربها للمتطرفين الإسلاميين منذ نهاية التسعينيات، كانت "الجزيرة" بالتبعية داعمة لهذه السياسات بل ومروجة للإرهابيين كدعاة دين يتعرضون للظلم. وتعتبر أول محطات الجزيرة مع الإرهاب هو تغطيتها لأحداث 11 سبتمبر التي أعقبت إطلاق القناة ب5 سنوات؛ إذ تمكنت القناة من إجراء لقاءات مع تلك العناصر القاعدية المتورطة في أحداث البرجين، كما فتحت القناة شاشاتها للإسلاميين العرب المتطرفين الهاربين من بلدانهم وعاشوا في الغرب، هذه الرموز التي قامت "الجزيرة" على تلميعها تحولوا بعد ذلك ببضعة أعوام إلى قيادات في تنظيم "القاعدة" الإرهابي. وكان من أبرز هؤلاء أبو حمزة المصري الذي سجلت "الجزيرة" معه في مظاهرة تزعمها أمام السفارة المصرية في لندن، وقدمته الجزيرة وقتها كمعارض مصري يعيش في الخارج. كما كانت الجزيرة تحصل على المقاطع التسجيلية لزعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن بشكل حصري ما كان يطرح السؤال حول سبب اختصاص "القاعدة" الجزيرة بمقاطع فيديو مثل هذه يحتاج العالم كله لمطالعتها وتحديدًا الغرب الذي اعتبر الطرف الأكثر استهدافًا من قبل تنظيم "بن لادن". دعم الحركات المتطرفة استمر مع القناة بعد غزو العراق وتغذيتها للفتنة المذهبية (سُنَّة وشيعة) في الساحة العراقية، عندما انحازت لصف السنة وقامت على إعداد تقارير تكرس هذه الثنائية. ومع دخول المنطقة في خلافات القاعدة والتنظيم الإرهابي الجديد المنافس لها "داعش"، كانت "الجزيرة" تتبنى مواقف المسلحين المتطرفين القريبين من "القاعدة"، مثل دعمها مثلا لجبهة النصرة، ورفقائها من متطرفي المشهد السوري. ولم تتورع القناة في تسميتهم بالثوار، تمامًا كما تسمى الإخوان في مصر وتقف في صفهم، ولا تكتفي بذلك بل تقوم على الترويج لأفكارهم وتفتح شاشاتها أمام فتاويهم. أما على مستوى الجزيرة الناطقة بالإنجليزية نشرت دورية كولومبيا للصحافة تقرير عن تجربة الجزيرة الإنجليزية، مشيرة إلى المشكلات التي تواجه شبكة قنوات الجزيرة. وقد حقق التقرير نسبة مشاهدة عالية لدى الجمهور في أمريكا الشمالية. وفي مقال للكاتب ديل باس بمجلة فوربس الأمريكية تناول التحليل الذي قدمته دورية كولومبيا، وأشار الكاتب إلى أن معظم الأمريكيين لا يفضلون الحصول على الأخبار من شبكة تملكها حكومة إحدي دول الشرق الأوسط المعروفة بدعمها للإرهابيين في ظل تهديد هؤلاء للولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضي منذ أحداث 11 سبتمبر. أشار المقال أيضًا إلى ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال على لسان الجنرال الأمريكي المتقاعد جاك كين، ودانييل بلتيكا الباحث بمؤسسة أمريكان انتربرايز حول قيام قطر بتمويل وتسليح جماعات إرهابية مثل داعش وحماس. وحصلت الجزيرة على شبكتها في أمريكا الشمالية بعد شراء حصة السياسي الأمريكي المعروف آل جور، والذي يقوم بمقاضاة الجزيرة الآن لعدم سدادها كافة الأموال المستحقة في عملية البيع. وتعاني الجزيرة أمريكا من نسبة مشاهدة منخفضة جدًا تصل إلى 17 ألف متفرج فقط في وقت الذروة مقارنة ب 453 ألفًا لشبكة سي إن إن، ومليون متفرج لشبكة فوكس الإخبارية، ويرجع ذلك إلى اعتماد الجزيرة على أسلوب الصحافة القديم الذي لا يروق لأغلب الأمريكيين، بالإضافة إلى أسباب أخرى ترجع إلى ضعف موارد الجزيرة ومحدودية انتشارها وعدم توفر إرسالها بجودة عالية حتى الآن.