وصلت قوات جهاز مكافحة الإرهاب، التابعة للجيش العراقي، إلى مشارف نهر دجلة في الساحل الأيسر للمدينة، متمكنًا من تحرير سبعة أحياء من "داعش"، وذلك في إطار العمليات العسكرية لتحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، وثمّنت قيادة العمليات المشتركة دور الأهالي في التعاون مع قوات الجيش وإمدادهم بالمعلومات اللازمة عن تحركات التنظيم الإرهابي. وكشف اللواء طالب شغاتي، قائد العمليات المشتركة، أن إرهابيي "داعش" وأبرز قياداتهم ينتقلون حاليًا من الساحل الأيسر للموصل إلى الأيمن، بعد إغلاق المدينة تمامًا، مبينًا أن القوات الأمنية ستُكمل تحرير الساحل الأيسر بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة. وشدد "شغاتي" على الدور الحيوي الذي يقوم به أهالي الموصل بدعم القوات الأمنية وتزويدها بالمعلومات الدقيقة عن أماكن تواجد مسلحي داعش وأبرز معاقلهم والعبوات التي يزرعونها. وكان اللواء نجم الجبوري، قائد عمليات الموصل، قد أعلن، أمس الجمعة، عن فتح قنوات مع الأهالي مما يسهل عمل القوات، قائلًا: "هناك تواصل مع الأهالي في مدينة الموصل، وأن هناك قنوات بدأت بالنضوج، وأن هذه العملية مهمة للغاية بالنسبة للقوات العسكرية في تقدمها". وأضاف "الجبوري": الأهالي أخبرونا أن وضع مسلحي داعش مرتبك، وقابليتهم على القتال بدأت تضعف وتهِنُ.. وإرادتهم منهارة للغاية. وأوضح أن المشكلة الأساسية في الموصل هي الكثافة السكانية العالية للمدينة، حيث تفرض هذه المسألة على القطعات العسكرية والقوات المتحالفة معها السير ببطء وحذر شديدين، وهذه الكثافة تمنع استخدام الأسلحة الثقيلة والمساندة والاعتماد في ذلك حصرًا على طائرات التحالف والقوة الجوية العراقية. وأكد "الجبوري" أن التعليمات طبقًا للقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، هي عدم استخدام الأسلحة الثقيلة مثل المدفعية، وأن يتم الاقتصار على أسلحة متقدمة تكنولوجيا وعالية الدقة؛ تجنبًا لوقوع ضحايا من المدنيين الأبرياء. وكشف "الجبوري" عن بدء هروب عناصر تنظيم "داعش" من المدينة، خاصة أنه يدرك أن الحصار سيطبق عليه وأن المنفذ الوحيد سيُسدُّ في وجهه بشكل كامل، موضحًا أن هناك مناطق تتسلل منها عناصر داعش، خصوصًا تلك التي بين مطار تلعفر (الواقعة تحت سيطرة الحشد الشعبي)، والمناطق الواقعة تحت سيطرة البيشمركة الكردية، أي من تلعفر حتى مناطق سنجار وزمار، وبعد أيام ستغلق هذه المنطقة بشكل كامل.