على بعد أمتار قليلة من إحدى قاعات محكمة الأسرة بمدينة نصر تجلس سيدة جميلة ترتدى ملابس أنيقة ويبدو على ملامحها الجميلة الحزن والأسى. مأساة جديدة من مآسى محاكم الأسرة بطلتها هذه السيدة الثلاثينية.. غلبنى فضولى لمعرفة سبب وجودها فى محكمة الأسرة.. اقتربت منها لمعرفة سبب وجودها.. فى البداية كانت السيدة متحفظة فى كلامها ولكنها بعد ذلك انهمرت فى البكاء وسردت لنا تفاصيل قصتها. بصوت منكسر يملؤه البكاء بدأت الدكتورة "نادية" سرد قصتها ل"البوابة نيوز" وقالت تزوجت من زوجى "علي. أ" زواجا تقليديا منذ ثلاث سنوات وأنا فى سن الثلاثة والثلاثين من عمري.. فأنا رفضت الكثير ممن تقدمون لى وكنت أهتم جدا بعملي.. وطوال سنوات عمرى الماضية كنت لا أهتم بالزواج كثيرا.. فأنا طبيبة علاج طبيعى ولى عيادتى الخاصة.. ولكنى عندما دخلت فى مرحلة الثلاثين صممت والدتى على الزواج وبالفعل وافقت على زوجى "علي"، فهو محاسب بإحدى الشركات الخاصة وحالته المادية مستقرة. واستطردت الزوجة: وتعرفت على زوجى عن طريق أحد أقاربى وتزوجته زواجا تقليديا.. ولكنى وجدت فيه مواصفات الشاب المحترم حسن الخلق.. وبالفعل تمت خطبتنا واستمرت خطبتنا لمدة سنة ولكن بسبب انشغالى فى العمل لم أستطع التعرف على شخصيته الحقيقة جيدا فأنا أعمل فى مستشفى حكومى صباحا وأعمل مساء فى عيادتى الخاصه. تسكت نادية برهة من الوقت ثم تستكمل حديثها قائلة ولكن الغريب فى الأمر أنه لم يشك نهائيا من انشغالى الدائم عنه.. وهذا شيء كان يسعدنى جدا فى فترة الخطوبة وظننت أنه إنسان محترم ومتفهم لا يحب اختلاق المشاكل ومتفهم لطبيعة عملي. وفى هذه الفترة كانت والدتى وشقيقتى هما المسئولتان عن كل ما ينقصنى من جهازى ويقومان بتجهيز ترتيبات الفرح.. وبالفعل تم زواجنا بعد سنة من الخطوبة، أنا وعلى لم نتقابل فيها سويا سوى مرات معدودة ولم يحدث بيننا أى مشكلات.. ولكن بعد الزواج انقلب كل شيء رأسا على عقب. تثاقلت الكلمات على لسان الزوجة ثم أكملت.. اكتشفت أنه تزوجنى طمعا فى مالى ويستغلنى ماديا رغم أنه ميسور الحال ولا يحتاج إلى أموالي. فقد بدأت المشكلات معه بعد شهر العسل مباشرة وكان أول خلاف بيننا على مصروف المنزل فهو لم ينفق نهائيا على مصروفات المنزل وترك لى مسئولية الإنفاق على كل شيء حتى أبسط الأشياء لم ينفق عليها.. وعندما اعاتبه كان يقول لى هو: "إنتى مش بتشتغلى إصرفى إنتى مش كفاية إنى مش بشوفك فى البيت ووقتك كله للشغل". فقلت له إنت لم تعترض على عملى نهائيا من فترة الخطوبة.. إنت تزوجتنى وإنت تعلم طبيعة عملى تماما ولكن كان حديثى معه بلا جدوي. واستطردت الزوجة: لم يكتف الأمر على ذلك بل إنه كان يطلب مني الكثير من الهدايا الثمينة ساعات وملابس ماركات وطلب منى أن أشترى له هاتف "أيفون 6" وكنت أشترى له كل ما يطلبه.. ولكن فى المقابل كان لا يشترى لى أى شيء فى أى مناسبة ولا حتى وردة. حتى بعد أن رزقنى الله بمولود رفض الإنفاق عليه.. اسودت الحياة فى عينى بعد أن زادت الخلافات بيننا لأنى شعرت أن زوجى يستنزفنى ماديا، وحاولت كثيرا الإصلاح منه وطلبت منه أن يشاركنى فى الإنفاق على المنزل ولكن بلا جدوي، فطلبت منه الطلاق لكنه رفض، فلجأت إلى محكمة الأسرة ورفعت دعوى خلع ضده.