سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في العيد العالمي للطفولة.. نستعرض مسيرة أبرز روّاد أدب الأطفال.. أحمد شوقي وبوشكين أبرز من تبنوه.. سندريلا الغربية فتاة أحلام المصريين.. والخليفة المنصور بطل الحكايات في ألمانيا
منذ مطلع نوفمبر الجاري وتستعد المؤسسات الثقافية في مصر للاحتفال بأعياد الطفولة التي تحل ذكراها اليوم الأحد 20 نوفمبر، ويحتل الأدب وفنونه من قصة ورواية وشعر ومسرح نصيب الأسد في الاستحواذ على عقل ومخيلة الناشئة ممن عرفوا قواعد القراءة والكتابة وممن لم يعرفوها أيضًا فتتلى عليهم الأقاصيص شفاهية، منذ أن ترجم عبدالله بن المقفع مطلع العصر العباسي تحفته "كليلة ودمنة" ولحقت بها قصص الطيور والحيوانات في "الألف ليلة وليلة" وبدأت تنمية الطفل أدبيا تشغل بال المجتمعات في كل بقاع الأرض فكانت فرنساوإنجلترا وألمانيا رائدات في هذا المجال واشتعلت حركة الترجمة بين الدول وبعضها واتضح التبادل الثقافي بقوة في أدب الأطفال عن أي نوع آخر من الأدب وفي مصر دعا الشاعر أحمد شوقي في مقدمة ديوانه "الشوقيات" عام 1898م إلى قيام أدب الطفل مقرونًا بالحكايات والقصص الشعرية للأطفال، وأخرج أحمد شوقي نماذج لهذا الأدب متأثرًا بحكايات لافونتين إلا أن هذه النماذج حفلت بكثير من الجانب الرمزي، وتستعرض "البوابة" مسيرة أبرز رواد أدب الطفل على مستوى العالم. أحمد بك شوقي ونستعرض نموذجين من أشعار أمير الشعراء أحمد شوقي التي كتبها للأطفال، إذ يقول في أبيات كتبها على لسان طفل يعبر عن حبه لجدته: لي جدة ترأف بي أحن علي من أبي وكل شيء سرني تذهب فيه مذهبي إن غضب الأهل علي كلهم لم تغضب ويهدي للتلاميذ الصغار هذه الأبيات على لسان المدرسة التي تقول لهم: أنا المدرسة اجعلني كأم لا تمل عني ولا تفزع كمأخوذ من البيت إلى السجن كأنى وجه صياد وأنت الطير في الغصن ولا بد لك اليوم وإلا فغدا منى شارل بيرو وهو كاتب فرنسي ولد عام 1628 وتوفى عام 1703 يعتبر من الرواد الأوائل حاول أن يطوع الحكايات التقليدية للشعوب لتصبح ثروة لكل أطفال العالم فكتب حكايات شهيرة مثل سندريلا والجميلة النائمة الخالدتين ضمن كلاسيكيات أدب الأطفال العالمية. دانييل ديفو كثيرًا ما اعتبر دانييل ديفو المولود عام 1660 الكاتب القصصي الأول بشكل عام في إنجلترا، أما قصته المشهورة روبنسون كروزو، فتروي قصة إشراف أحد التجار الإنجليز على الغرق، ثم نجاته، وتمكن مقارنة كروزو بذلك "الإنسان الوحشي الطيب" الذي صوره روسو، وهو الإنسان الذي عاد مرة أخرى إلى الحياة الطبيعية، ورغم وفرة كتاباته الاقتصادية والاجتماعية، فإن ديفو -مثله مثل سويفت- لم يشتهر إلا بفضل قصة تقليدية مخصصة للأطفال، ولا شك أن الإثنين، كانا يريان في ذلك المصير ما يبعث على خيبة الأمل، إلا أن إرضاء الأطفال ليس بالأمر اليسير. جوناثان سويفت ذلك المؤلف الخصب الذي لم يسبق له مثيل أصله من دبلن في إيرلندا، لكنه ظل مقيمًا بصفة دائمة في إنجلترا يدافع عن قضية بلاده بلا هوادة، من أكثر كتبه شهرة كتاب رحلات جوليفر الذي ألفه عام 1725، ويتضمن مجموعة من قصص الرحلات، النوع الذي كان منتشرًا في تلك الأيام، وتكمن أهمية هذا الكتاب، في تنوع مشاهده وجوانبه: فهو مثالي للأطفال، كما أنه كتاب للعلوم الخيالية، وقصة مغامرات جريئة، حافلة بالأشباح والرموز، والهجاء الاجتماعي اللاذع الذي لا مثيل له. إرنست هوفمان كاتب ومؤلف موسيقي ألماني ولد عام 1776 من مؤلفاته للأطفال حكاية رجل الرمل. الأخوان جريم يعقوب جريم فقيه لغوي ألماني ولد عام 1785 مهتم بقضايا الفولكلور ومؤسس علم اللسانيات المقارن، جمع مع أخيه ويليام الحكايات الألمانية الفولكلورية القديمة وطبعاها في مجموعات تعرف الآن بحكايات الأخوان جريم، من أشهر حكاياتهما حكاية "عقلة الأصبع. ألكساندر بوشكين الشاعر الروسي الكبير الذي يعد مفخرة الآداب العالمية، ولد في موسكو عام 1799 وقضى كل طفولته فيها، وظل يزورها باستمرار بعد أن غدا شاعرًا مرموقًا كان أول من فتح باب الشعر القصصي الرائع في الأدب الروسي، ولعل هذا هو السبب الذي جعله الشاعر الأكثر شعبية في بلاده، كرس شيئًا من وقته لأدب الأطفال، وترك لهم تراثًا كبيرًا منه حكاية الأميرة الميتة والشجعان السبعة، حكاية الديك الذهبي، حكاية الكاهن وعامله البليد. هانز أندرسون كان هانز كريستيان أندرسن المولود عام 1805 رحالة دانماركيًا عظيمًا كتب في مجالات متعددة، وكتب للأطفال حكايات الجان، مجددًا في شكل فني معروف على نطاق العالم، حلم طوال حياته أن يصبح روائيًا شهيرًا، كتب لقصصه الخلود في ذاكرة الناس كبارًا وصغارًا نشر في حياته 106 قصص، أبرزها ملكة الثلج وملابس الإمبراطور الجديدة والبطة القبيحة. ويليام هاوف وهو روائي وشاعر ألماني ولد عام 1802 وعاش خمسة وعشرين عامًا فقط، لكنه مع ذلك ترك لنا شيئًا مهمًا في أدب الأطفال، من آثاره حكاية الخليفة المنصور. لويس كارول كاتب بريطاني ولد عام 1832 كتب أحد أهم الآثار الكلاسيكية في أدب الأطفال، "أليس في بلاد العجائب" مع ذلك فإن قلة هم الذين يعرفون أنها للويس كارول. سلمى لاجرلوف كانت الروائية السويدية سلمى لاغرلوف في مبدأ حياتها معلمة، وحازت على جائزة نوبل في الأدب عام 1909 كأول امرأة، وكانت شديدة التعلق بتاريخ بلدها، لذا فقد اجتهدت في إحياء الأساطير القديمة، من خلال قصصها للأطفال، مثل: "رحلة نيلز هولجرسون العجيبة" و"أسطورة جوستا برلينغ" اللتين تعتبران أروع ما كتبت في هذا الصدد. روديارد كيبلينج وهو شاعر بريطاني ذائع الصيت نال في عام 1907 جائزة نوبل في الأدب على مجموع أعماله، في العام 1894،1895 انتهى من وضع كتابيه المشهورين عن "الغابة"، وفي هذين الكتابين روى المغامرات العجيبة التي قام بها "موكلي" أو الطفل الذئب، الذي عاش بين الحيوانات المفترسة، كما لو كان يعيش في بيئته الطبيعية، كما أوضح أن سكان الغابة يحكمهم قانون أخلاقي صارم، ويعيشون فيها حياة لا تقل روعة عن عالم الإنسان، ترك كتابًا بعنوان "هكذا التاريخ" وهو عبارة عن مجموعة قصص لا يزال الأطفال يتعلمون منها حتى اليوم، كيف أصبح للنمر ثوبًا مخططًا، وكيف حصل الفيل على خرطومه. ديميتري ناجيشكين عمل الكاتب اللاتيفي ديميتري ناغيشكين المولود عام 1909 في طفولته في عدة مهن منها حمال، صياد سمك، ممثل كمبارس في المسرح، وصحفي، وكان يستطيع أن يخيط وأن يصلح الأحذية وأن يعد غداءً فاخرًا، ما أكسبه خبرات كثيرة نفعته حين انكب فيما بعد على الكتابة للأطفال.