وجّه العالم المصرى فيكتور رزق الله، عضو المجلس العلمى الاستشارى لرئيس الجمهورية، مساء أمس السبت، شباب مصر الى أهمية التعليم الصناعى، وإجادة اللغات الأجنبية والمهن، موضحًا أن المهن الفنية تعد أساس الاقتصاد فى الدول المتقدمة مثل ألمانيا، وشدد على ضرورة عدم الإحراج من أى مهنة واحترام كل المهن؛ وقال: كل منا يحتاج لكل المهن ودون إحداها نعانى، يجب أن ندرك أننا نكمل بعضنا الآخر. جاء ذلك خلال لقاء مفتوح عقده الليلة الماضية المجلس الأعلى للثقافة مع د. فيكتور رزق الله فى إطار مشروع "الملهم" الذى ينظمه المجلس بالتعاون مع مشروع "التحرير لاونج"- جوته. ونبّه العالم المصرى إلى ضرورة تعلم اللغة العربية والحفاظ عليها، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان قد صرح خلال أول لقاء جمعه بالمجلس الاستشارى، بأن الجميع سيعمل تحت مبدأ تحيا مصر، حيث طلب منا أن نقوم جميعًا بتقديم تقاريرنا مكتوبة باللغة العربية الفصحى. وتابع قائلًا: "ما أنصحكم به أيضًا أيها الشباب، هو الاهتمام بلغتكم العربية أولًا، ثم يتوجب عليكم دعم أنفسكم بلغتين أجنبيتين أو على الأقل لغة ونصف، أى إجادة إحدى اللغات الأجنبية بدرجة كبيرة، بالإضافة لتعلم لغة أجنبية أخرى حتى وإن كانت درجة إجادتها متوسطة، وهذا هو الحد الأدنى فيا حبذا لو استطعتم أن تتعلموا الكثير من اللغات، فتصبح كل لغة بمثابة نافذة تطل على ثقافة مختلفة". كما طالب الشباب بالجدية فى العمل والالتزام بالمواعيد والصدق والأمانة والإيمان والإرادة والنظام والقيم والأخلاق ومساعدة الآخرين، وشدد على وجوب المنافسات فى جميع المجالات باستمرار، وأشار إلى أن هناك حوالى مليون طالب يدخل الجامعة فى ألمانيا كل عام، ونتيجة لرسوب الكثير منهم أكثر من مرة، فيكمل منهم حوالى النصف فقط، فلا تخجلوا من مصر ومن التعليم بها، والمهم هو الإصرار على التعلم والنجاح. حضر اللقاء د. أمل الصبان الأمين العام للمجلس ومؤسسته منى شاهين مدير "التحرير لاونج" وأدارت اللقاء رشا عبدالمنعم منسق مشروع "الملهم"، بحضور أحمد الجيوشى نائب وزير التعليم، والقس أرميا مكرم نائبًا عن الأنبا أرميا رئيس المركز القبطى الأرثوذكسى بالكاتدرائية- العباسية، د. محمد المرى أستاذ علم النفس التربوى بجامعة الزقازيق، والعديد من الشخصيات العامة، كما شهد اللقاء حضور شبابى كثيف من مختلف الجامعات المصرية. وفى نهاية اللقاء قامت الصبان وشاهين بإهداء "رزق الله" درعي المجلس الأعلى للثقافة ومؤسسة التحرير لاونج، ووجهت شاهين الشكر للصبان على دعمها لمشروع الملهم والتحرير لاونج، مؤكدة أن رزق الله عاش تجربة طويلة فى ألمانيا وكانت العلاقة تفاعلية. يذكر أن العالم المصرى أ.د.فيكتور رزق الله من مواليد القاهرة عام 1933م، وقد اتجه لألمانيا بعد حصوله على درجة البكالوريوس فى الهندسة المدنية عام 1958م، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة "هانوفر" عام 1968م، إلى أن نال درجة الأستاذية بمجال "ميكانيكا التربة وهندسة الأساسات والموانئ" بجامعة "هانوفر" عام 1978م، وصار عميدًا لكلية الهندسة المدنية بالجامعة من عام 1981م، حتى عام 1982م، ثم تولى منصب نائب رئيس جامعة "هانوفر"، ولذلك لقبه الألمان بالفرعون المصرى؛ فهو أول أجنبى يحصل على منصب عميد كلية الهندسة بجامعة "هانوفر"، كما أصبح نقيبًا لمهندسى ألمانيا لدورتين متتاليين، وصمم أكبر ميناء للحاويات فى العالم، وصمم ونفذ أكبر عمق تحت الأرض لمترو الأنفاق بمدينة هانوفر، ليصبح الفرعون المصرى رزق الله أحد أكثر الألمان ذوي الأصول العربية إنجازًا، خلال 55 عامًا عاشها هناك رافعًا خلالها علم مصر عاليًا فى قلب أوروبا.