انتهت أزمة السحابة السوداء هذا العام بإنجاز كبير وغير مسبوق يحسب لوزارة البيئة، حيث استطاعت السيطرة على نوبات تلوث الهواء الحادة التى تأتي بأوقات معينة كل عام، يطلق عليها المواطنون اسم" موسم السحابة السوداء". وكان قد عقد الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، مؤتمرا صحفيًا موسعًا لعرض مؤشرات ونتائج التصدى للسحابة السوداء، لتوضيح جهود الوزارة بمختلف المحافظات والتى تتمثل فى إغلاق مكامير الفحم، ومصانع الطوب والصناعات الصغرى والمتوسطة الملوثة للبيئة. ومن جانبه قال الدكتور جمال الصعيدى، رئيس قطاع الفروع الإقليمية بوزارة البيئة: إن الوزارة حرصت هذا العام على إصدار تقرير إعلامى كل يوم لكافة وسائل الإعلام، لاطلاعهم على كميات جمع وتدوير قش الأرز وعدد المحاضر التى تحرر ضد المخالفين"، مؤكدًا أن هناك مستجدات كثيرة إيجابية استخدمتها البيئة هذا العام عن العام الماضى، تتمثل فى زيادة المعدات التى تختص بجمع وكبس قش الأرز، حيث تم شراء معدات بقيمة 35 مليون جنيه عبارة عن مكابس وجرارات ومفارم بالإضافة إلى رفع كفاءة المعدات القديمة لاتساع أكبر عدد من كميات المخلفات الزراعية، مشيرًا إلى أن كل هذه الترتيبات أسهمت بشده فى السيطرة على السحابة السوداء وتحجيم حرق مخلف قش الأرز هذا العام، والقضاء على سحابة 2016. وأكد رئيس الفروع الاقليمية بوزارة البيئة، أن نسبة تجميع قش الأرز على مستوى جميع محافظات الجمهورية وصلت بعام 2016 إلى 72.5٪، وكانت 2015 حوالى 31٪ "، كما وصلت عدد المحاضر عام 2016 إلى 12040 محضر ولكن بعام 2015 وصلت إلى 9633 بزيادة 25٪ لافتا إلى أن الأقمار الصناعية أسهمت بشده فى زيادة نسبة المحاضر. وأوضح الصعيدى، أنه قد ارتفع فحص عادم السيارات بالقاهرة ومختلف محافظات الجمهورية بعام 2016 إلى 58948، ولكن بعام 2015 وصلت النسبة إلى 43871، حيث زادت هذا العام بمقدار 34٪، مشيرًا إلى أن حالات التوعية البيئية بالمحافظات ومقدار استجابة الفلاحين والمزاعين لها إلى 526 بعام 2016، بينما وصلت بعام 2015 إلى 453، حيث زادت بنسبة 16٪، مؤكدًا أن نسبة تجميع قش الأرز المتفق عليها بمشروع المزارع الصغير، الذى يتم بالتعاون بين وزارتى البيئة والزراعة كل عام، زاد بنسبة ملحوظة عام 2016 عن الأعوام الماضية. وأشار رئيس قطاع الفروع الإقليمية بوزارة البيئة، إلى أنه تم زيادة عدد أطنان جمع قش الأرز بنسبة 35٪ بمشروع المزارع الصغير عن العام الماضى، موضحا أن العام الماضى، قد جمع حوالى 150 ألف طن وهذا العام تم جمع 250 ألف طن مخلف قش أرز، وذلك من خلال زيادة المتعهدين وكميات قش الأرز التى دخلت المواقع، مشيرًا إلى أن البيئة قامت بدعم مشروع المزارع الصغير بالمواد اللازمة لعملية التدوير من خلال تحويل قش الأرز إلى سماد، وتوفير مادة البلاستك واليوريا اللازمة لتصنيع الأعلاف، وتقديم الدعم الفنى بالتعاون مع المرشد الزراعى التابع لوزارة الزراعة، لافتًا إلى أن وزارة البيئة استهدفت زيادة مواقع جمع قش الأرز عن العام الماضى بمختلف محافظات الجمهورية خاصة المشهور منها بتوسع المساحات الزراعية بها"، مؤكدا أن نسبة التجميع بمحافظتى الدقهلية والشرقية عالية جدًا عن العام، مقارنة بالعام الماضي. ولفت الصعيدى، إلى أن عدد مواقع تجميع قش الأرز لعام 2016 بلغ حوالى 350 موقعًا، موضحًا أن العام الماضى لم يتعد عدد المواقع عن 230 موقعًا، مؤكدا أن هذا دليل أن النسبة زادت بمقدار 150٪، وأن أهم العوائق التى واجهت وزارة البيئة بمختلف الفروع الأقليمية تجاه التصدى للسحابة السوداء يتمثل فى قيام الفلاحين والمزارعين بإلقاء مخلفات قش الأرز على الجسور والترع والمصارف، وذلك حتى لا نصل لهم، ويصعب علينا تحرير أى مخالفة بيئية ضدهم". وأضاف رئيس قطاع الفروع الإقليمية بوزارة البيئة: أنه بالاستعانة بالمرشدين الزراعيين بمختلف الفروع الإقليمية حاولت البيئة التصدى لهذه الظاهرة، والسعي لإخماد حرائق قش الأرز الموجودة بالجسور دون تحرير أي من المحاضر، مؤكدا أن إلقاء المخلفات الزراعية على المناطق العامة يصعب على البيئة تحديد المخالف وتحرير المحاضر ضد المخالف، موضحا أنه بالتركيز على العنصر البشري، والتغييرات الاقتصادية والتى تتمثل فى شراء 225 معدة بإجمالى 1200 معدة لمواجهة حرائق المخلفات الزراعية وعلى راسها قش الأرز، وزيادة نسبة الجمع والكبس والتدوير بمختلف محافظات الجمهورية، وزيادة محاور التفتيش للسيطرة على الحرائق، أسهم بشدة فى مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة أو بما يسمى سحابة 2016. وكشف الصعيدى، أن السوق الغير رسمى الذى يعمل على جمع مخلفات قش الأرز هذا العام، قام بتجميع كميات كبيرة جدا، أكثر من وزارة البيئة، مؤكدًا أن القطاع الأهلي اعتبر قش الأرز كنوع من أنواع السلع الاقتصادية، وجعل المواطنين يقبلون عليه، وأوجد له سوق جديد للتجارة به، مؤكدا أن متعهدى جمع قش الأرز وغير المتعهدين وصلوا بالفعل إلى العديد من مختلف محافظات الجمهورية. وتابع رئيس قطاع الفروع الإقليمية: "أن عام 2016 شهد زيادة ملحوظة فى استخدام الأقمار الصناعية عن العام الماضى، وذلك للكشف عن مواقع الحرائق بصورة مكثفة"، مؤكدا ان ذلك انعكس على نسب الحرق، مؤكدًا انه تم تجميع حوالى 12 ألف محضر، والعام الماضى لم يتعد 10 آلاف محضر، وهذه الزيادة ترجع الى رصد الأقمار الصناعية. وشدد الصعيدى، على أن محافظة القليوبية غير مسموح لها بزراعة قش الأرز طبقا لقرار وزير الري، مشيرًا إلى أن كل ما تقوم به محافظة القليوبية من زراعة قش الأرز يتم بمخالفة، مؤكدًا أن وزارة البيئة انشأت اكثر من 8 مواقع جمع قش الأرز بمحافظة القليوبية رغم مخالفاتهم، ولكن للتصدى لأي محاولة حرق، مشيرًا إلى أن كمية جمع زراعة الأرز بالقليوبية أقل من 10 آلاف فدان. وواصل رئيس قطاع الفروع الإقليمية: أن وزارة البيئة تسعى إلى إنشاء مصنع لإنتاج اللب الورقى من مخلف قش الأرز بمشاركة إحدى المؤسسات بالدولة مع إحدى الشركات الصينية بمحافظة البحيرة، وذلك من ضمن الرؤية المستقبلية التى سوف تنتهجها وزارة البيئة للتصدى للسحابة السوداء بالسنوات القادمة، مشيرا إلى أن التكنولوجيا التى سيتم استخدامها ستكون متوافقة بيئيا ومطبقة لكافة الضوابط والالتزامات البيئية، مؤكدًا أن الرؤيا المستقبلية لدى وزارة البيئة تستهدف أيضا إنتاج الخشب الحبيبي بمحافظة كفر الشيخ، بالإضافة إلى التوسع فى أنشطة الوزارة لشمول أنشطة زراعية أخرى، والسيطرة على السحابة السوداء بمختلف الإشكال، مضيفًا أن إنشاء هذا المصنع لإنتاج الورق من قش الأرز سيتم باستخدام أحدث التكنولوچيات العالمية وعلى مساحة 128 فدانًا بالمنطقة الصناعية برشيد وباستثمار يقدر بحوالى مليار و250 مليون جنيه لإنتاج 300 ألف طن من لب الورق و100 ألف طن ورق سنويا بالاعتماد على الخامات المحلية.