تحتفي وزارة الآثار، غدًا الخميس، بمرور 114 عامًا على افتتاح الخديوي عباس حلمي الثاني المتحف المصري بالتحرير في نوفمبر 1902 أحد أشهر وأهم المتاحف الأثرية في العالم، والذي يحكي قصة الحضارة المصرية القديمة من خلال الكنوز الأثرية الفريدة المعروضة به. وقد أعلن وزير الآثار الدكتور خالد العناني أنه لأول مرة سيفتح المتحف المصري أبوابه ليلًا للزائرين يومي الأحد والخميس من كل أسبوع، وذلك بعد الانتهاء من أعمال تطوير الإضاءة الداخلية والخارجية، وذلك في إطار حرص الوزارة على تنشيط حركة الزيارة الوافدة لمختلف المتاحف والمواقع الأثرية، وتأكيدًا بأن مصر آمنة وعلى استعداد لاستقبال زوارها في أي وقت. وخلال هذا العام تودع مقتنيات الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، أهم ما يميز المتحف المصري بالتحرير، مكانها في المتحف حيث يتم نقلها حاليًا إلى المتحف المصري الكبير؛ لعرضها بقاعة مخصَّصة بالمتحف تبلغ مساحتها نحو 7500 متر مربع، عند الافتتاح الجزئي للمتحف المقرر العام المقبل. ويرجع تاريخ إنشاء المتحف المصري بالتحرير، مع الاهتمام العالمي الكبير الذي حظي به فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسي شامبليون، وكانت النواة الأولى للمتحف ببيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة "وسط القاهرة"، حيث أمر محمد علي باشا عام 1835 بتسجيل الآثار المصرية الثابتة، ونقل الآثار القيمة له وسمي متحف الأزبكية وأشرف عليه رفاعة الطهطاوي. وتم تعيين (مارييت) كأول مأمور لإشغال العاديات "رئيس مصلحة الآثار" في عام 1858، وقد وجد أنه لابد من وجود إدارة ومتحف للآثار، ولذلك قام باختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقل إليها الآثار التي عثر عليها أثناء حفائره (مثل آثار مقبرة إعح حتب)، وفي عام 1863 م أقر الخديوي إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية، لكن لم ينفذ المشروع وإنما اكتفي بإعطاء مارييت أرضًا أمام دار الأنتيكخانة في بولاق ليوسع متحفه. وقد حدث ارتفاع شديد في فيضان النيل عام 1878، ما سبَّب إغراق متحف بولاق وضياع بعض محتوياته، وفي عام 1881م أعيد افتتاح المتحف وفي العام نفسه تُوفي مارييت وخلفه (ماسبيرو) كمدير للآثار وللمتحف، وفي عام 1880 وعندما تزايدت مجموعات متحف بولاق تم نقلها إلي سراي الجيزة، وعندما جاء العالم (دي مورجان) كرئيس للمصلحة والمتحف قام بإعادة تنسيق هذه المجموعات في المتحف الجديد الذي عُرف باسم متحف الجيزة. وفي العام1897 وضع الخديوي عباس حلمى الثاني حجر الأساس للمتحف المصري الذى يقع فى الجانب الشمالي من ميدان التحرير وسط مدينة القاهرة، وكانت الأرض المُقام عليها المتحف في الأصل أرضًا زراعية، وفي عام 1902 اكتمل بناء متحف الآثار المصرية فنقلت إليه الآثار الفرعونية من سراي الجيزة. وقد تم اختيار تصميم المتحف من ضمن 73 تصميمًا تم تقديمها للمسئولين، بينما فاز تصميم المهندس الفرنسي "مارسيل دورنون" والذي شيده على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية، وتم الحفاظ على الطابع الفرعوني في التصميم الداخلي لقاعات المتحف، فمدخل القاعات يحاكي ضريح المعابد المصرية، والحجرات تحاكي معبد إدفو، أما واجهة المتحف فهي على الطراز الفرنسي بعقود دائرية، تزينها لوحات رخامية لأهم وأشهر علماء الآثار في العالم، وعلى جانبي باب الدخول الخشبي تمثالان كبيران من الحصى لسيدتين على الطراز الروماني، ولكن برءوس فرعونية. وقام الخديوي عباس حلمي الثاني بافتتاحه عام 1902، وقد سُجل مبنى المتحف المصري ضمن المباني التاريخية الممنوع هدمها، وقام "ماسبيرو" بنقل الآثار إلى المبنى الحالي للمتحف في ميدان التحرير، وكان من أكثر مساعديه نشاطًا في فترة عمله الثانية العالِم المصري أحمد باشا كمال الذي كان أول من تخصص في الآثار المصرية القديمة وعمل لسنوات طويلة بالمتحف، وكان محمود حمزة أول مدير مصري للمتحف الذي تم تعيينه عام 1950. ويتكون المتحف من طابقين خُصِّص الأرضي منهما للآثار الثقيلة (مثل التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية) أما العلوي فقد خُصِّص للآثار الخفيفة (مثل المخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية وآثار الحياة اليومية وصور المومياوات والمنحوتات غير المكتملة وتماثيل وأواني العصر اليوناني الروماني وآثار خاصة بمعتقدات الحياة الآخرى) وكذلك المجموعات الكاملة (مثل مجموعة توت عنخ آمون)، ويضم المتحف عددًا هائلًا من الآثار المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر الفرعوني، بالإضافة إلى بعض الآثار اليونانية والرومانية.