بدأت علاقة جماعة الإخوان "المحظورة" بروابط الأولتراس، عقب وصول الجماعة لسدة الحكم في مصر، بعد أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد في يونيو 2012، ومع فشل الرئيس المعزول "محمد مرسي" في إدارة شئون البلاد ونقضه للوعود التي عاهد الله والشعب على تحقيقها في أول خطاب له بميدان التحرير، وسط أهله وعشيرته الذين كان يحتمي بهم ويسلط ألسنتهم "البذيئة" ضد الوطنيين لتشويه صورتهم. خلال هذه الفترة، وبعد أن انفض الشعب وطفح كيله بالجماعة ورئيسها، حاولت قيادات مكتب الإرشاد البحث عن حزب أو تنظيم قوي، يمكن أن يساندهم ويقوي صفهم بعد أن تخلى عنهم الشعب وكشف نواياهم للسيطرة، و"التكويش" والأخونة لجميع مؤسسات الدولة، فوجدوا ضالتهم في الفصيل الأكثر تنظيما في هذه الفترة، والذي يمكنهم من خلاله الحشد والوقوف ضد إرادة الشعب، خصوصا أنهم يعرفون مطالبهم ورغباتهم المتعطشة للمال وهم شباب روابط الأولترس بمختلف انتماءاتهم الأهلاوية والزملكاوية، فخططوا لاختراقهم وجذبهم إلى صفوف الجماعة، للدفاع عن "الباطل" الذي كانت الجماعة تروج له على أنه الحق، بشعارات دينية متطرفة لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد، فحرّموا الخروج على الحاكم، وكمموا الأفواه إلا التي تخدم مصالحهم. ومع إغراءات المال والشهرة، اندفع عدد كبير من أفراد وقيادات أولتراس أهلاوي إلى أحضان الجماعة "الحاكمة" فأغدقوا عليهم العطاء، وسخروهم لتخريب المنشآت، ورغم العلاقة الوطيدة لبعض قيادات الجماعة بأحداث مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي، وإصابة المئات، والتي كان خيرت الشاطر نائب المرشد متورطًا فيها، ومعه محمد البلتاجي أحد قيادات الجماعة حسب أقوال عدد من الشهود في القضية، إلا أن الرئيس المعزول وأعوانه حاولوا تشويه صورة المؤسسة العسكرية خلال هذه الفترة والزج بها في القضية. وشهدت الشهور الأولى من حكم المعزول وجماعته اجتماعات سرية وعلنية بين عدد من القيادات البارزة في "المحظورة"، أمثال مهندس وممول الجماعة خيرت الشاطر ورجل الأعمال الإخواني حسن مالك، أحد أعضاء نادي الزمالك، والذي حاول في فترة من الفترات جس نبض عشاق القلعة البيضاء للترشح في الانتخابات، قبل أن يلاقي هجومًا ورفضًا شديدًا من أعضاء النادي، كما سخرت الجماعة فريقا من الشباب لاختراق روابط الوايت نايتس وأولتراس أهلاوي مثل سعد الشاطر العضو بالقلعة الحمراء، والذي دفع الغالي والنفيس للتقرب من الأولتراس، وشهد مقر النادي بمدينة نصر جلسات عديدة وطويلة، أغدق خلالها علي "كابوات" الرابطة للحصول على دعمهم، فحسب شهود عيان كانت جلسات نجل الشاطر في أهلي مدينة نصر بمنزلة فاتورة مفتوحة لأعضاء الأولتراس، قبل أن يعلم حسن حمدي بهذا المخطط ويحذر أفراد الرابطة من الوجود بمقر النادي، لأنه ليس تنظيما أو حزبا سياسيا. وخلال أحداث سير محاكمة المتهمين في مجزرة بورسعيد، واصلت الجماعة ألاعيبها واستغلت العلاقة المتوترة بين الأولتراس والداخلية، وخططوا معهم لعدة أعمال تخريبية في عدد من المؤسسات عن طريق الدفع بالبلطجية الذين أفرج عنهم المعزول خلال هذه الفترة. وباعتبار الأولتراس الأكثر تنظيمًا وحشدًا، استغلت الجماعة قياداتهم ودفعت لهم الأموال للحشد والدفاع عن مشروع الوهم "النهضة" الذي روجت له الجماعة قبل أن تظهر حقيقته للشعب، بأنه مشروع أشبه ب"الفنكوش" الذي ابتدعه الفنان عادل إمام في ثمانينيات القرن الماضي، ومع أن أفراد روابط الأولتراس لديهم عقلية القائد والالتزام بالتعليمات، انساق هؤلاء الشباب الذين لم يتعد عمرهم العشرين خلف "الكابوات" الذين كانوا يقبضون من الشاطر ومالك وأعوانهم، فاستخدموهم في أعمال العنف في هذه الفترة. عقب ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم الجماعة، وعزلت الرئيس مرسي بعد أن شهدت مصر من جنوبها إلى شمالها، مدا شعبيا لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية بخروج أكثر من 30 مليون مواطن في مدن وشوارع وقرى أرض الكنانة، رافضة حكم "المرشد" وجماعته، حاولت قيادات الجماعة عقب عزل رئيسهم، التقرب من الأولتراس أكثر للمشاركة معهم في المسيرات خلال اعتصامي رابعة العدوية والنهضة "المسلحين"، حيث شارك معهم عدد من رابطة الوايت نايتس المنتمية لنادي الزمالك، والمتمثلة في "حركة أحرار" التابعة لحازم صلاح أبو اسماعيل وقائدها سيد مشاغب، الذي يعد من مسجلي الخطر، وتم القبض عليه أكثر من مرة في السنوات الماضية، وكذلك أحمد بحر وأحمد شبرا اللذان كانا يقودان مسيرات الجماعة في ميدان سفنكس عقب عزل مرسي. وشهدت الفترة الأخيرة جلسات بين قيادات الجماعة الشباب بعد القبض على القيادة الكبرى خلال فض اعتصامي الجماعة "المحظورة" في أغسطس الماضي، وتم التنسيق على نزول الوايت نايتس في مسيرات "المحظورة" دعما للشرعية على حد قول أنصار المعزول. وحاول شباب الإخوان في الفترة الأخيرة كسب ود وعطف روابط الأولتراس في الوقت الحالي، برفع أعلام الروابط وترديد أغانيهم ومحاكاة هتافاتهم ومسيراتهم التي يتميز بها الأولتراس عن غيره من التنظيمات والجماعات، ولكن علاقة الود المتبادلة بين الطرفين لم تكن على ما يرام في الفترة الأخيرة، خصوصا جروب أولتراس أهلاوي، الذي بدأت تتضح لهم نوايا وترتيبات الجماعة للدفع بهم في الصفوف الأولى والدخول في صدام مع الجيش والشرطة. لتتضح حقيقة هذا الفصيل الذي لا تهمه سوى مصلحته الشخصية، ومن دونها كل شيء، حتى لو كان الوطن الذي نعيش فيه، ونأكل من خيراته ونفديه بالغالي والنفيس، وجاء قرار وزير الداخلية بالإفراج عن أفراد رابطة أولتراس أهلاوي المتهمين باقتحام مطار القاهرة، والتصالح معهم ليضع المسمار الأخير في نعش العلاقة بين الجماعة وأولتراس أهلاوي الأقوى تنظيمًا وتأثيرا في الشارع في الوقت الحالي. وقبل ساعات من إحياء ذكرى محمد محمود، يحاول الإخوان العودة من جديد لصفوف بعض الذين يدعون أنهم من الثوار والوطنيين، رغم أن الجميع يعرف حقيقتهم، في محاولة لإشاعة الفوضى في البلاد، حيث شهدت الفترة الأخيرة عددًا من الجلسات بين أفراد من حركة 6 إبريل وعددًا من قيادات الجماعة الهاربين، للتنسيق مع بعض قيادات الأولتراس للنزول في هذه الذكرى، والدخول في صدام مع الجيش والداخلية، لزعزعة استقرار وأمن البلد، بتمويل من قيادات الجماعة والتنظيم الدولي في الخارج.