ساعات قليلة تفصلنا عن الانتخابات الأمريكية، ولحظات ترقب وغموض قبل تحديد مصير أكبر دولة في العالم، تساؤلات وتكهنات حول من يقود البيت الأبيض!.. هل هي المرأة الحديدية المتمرسة في مجال السياسية أم ملياردير العقارات القادم من تليفزيون الواقع؟ وهل سترتفع إعلام الحمار الديموقراطي أم الفيل الجمهوري في شوارع أمريكا؟ ووفق استطلاع صحيفة واشنطن بوست وايه.بي.سي، أمس الأحد، فإن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون تتقدم بفارق خمس نقاط على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، حيث حصلت "كلينتون" على نسبة 48 % مقابل %43 لصالح ترامب. ويؤكد الاستطلاع أن 55% ممن يدعمون هيلاري، يقفون بجانبها لشخصها وليس من أجل دعم حزبها، بينما 43% فقط من ناخبي "ترامب" ذكروا أنهم يدعمونه، وجزء منهم يدعمونه نكاية في كلينتون وليسوا مقتنعون به. وتوّقعت مؤسسة "برنستون اليكشن" نجاح الديمقراطية هيلاري كلينتون بنسبة 99% أمام منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وقالت المؤسسة في تقرير لها، وتوقّعت حصول كلينتون على أصوات 312 صوتًا بالمجمع الانتخابي الذي له اليد العليا في تحديد هوية الرئيس الجديد. ويتطلب الفوز بالرئاسة الأمريكية كحد أدنى جمع أصوات 270 من أصل 538 ناخبًا كبيرًا يمثلون الولايات ال50 ومن بينها 12 ولايات مهمة جدا. بينما رأت صحيفة "يويورك تايمز" الأمريكية أن فرص فوز كلينتون بالانتخابات الرئاسية تبلغ 85%. وقالت الصحيفة إن السباق الرئاسي الحالي هو الأكثر غرابة في تاريخ الولاياتالمتحدة، تتجه "كلينتون" للبيت الأبيض بمنتهي الأريحية، فترامب ليس منافسا قويا. وتري الصحيفة أن معركة الانتخابات الرئاسية معركة وحشية لوثت صورة أمريكا في أعين شعبها وأعين العالم، بغض النظر عمن سيفوز فيها. فلوريدا...المعركة الكبرى هناك 15 ولاية ستحسم هذه الانتخابات منها أريزونا وكولورادو وجورجيا وأيوا ونيفادا وميتشيجان وفلوريدا، وستشهد ولايات أمريكية منافسة محمومة، يمكنها تحديد مصير أمريكا نظرًا للآلية التي تجري وفقها الانتخابات الأمريكية. وتأتي على رأس القائمة ولاية فلوريدا التي تعد صانعة للفوز ومحبطة أيضًا، ترفع مرشحين وأحيانا تقتلهم، مثلما حدث في المنافسة بين جورج بوش وآل جور في سنة 2000. وحسمت انتخابات عام 2000 في فلوريدا بعد إحالة خلاف بشأن الأصوات وإعادة فرز بطاقات الاقتراع إلى المحكمة الأميركية العليا، والتي أصدرت حكما لصالح الجمهوري جورج دبليو بوش، ضد منافسه الديمقراطي آل غور. والولايات التي تجري متابعتها عن كثب في الانتخابات الحالية هي أوهايا وبنسلفانيا وكارولاينا الشمالية تليها كولورادو ونيفادا وأريزونا ونيوهامشير وأيوا وتجري الانتخابات بالاقتراع العام غير المباشر وفق آلية خاصة، لا على المستوى الوطني، بل على مستوى الولايات ال50. وأظهر متوسط لنتائج استطلاعات الرأي في فلوريدا أجراه موقع "ريلكلير بوليتكس" تفوق كلينتون بفارق نقطة مئوية واحدة فقط عن منافسها، مما يشير إلى أن السباق محتدم في الولاية لاحتمال أن يغير الناخبون تأييدهم من مرشح لآخر. وفي مدينة بمبروك باينز بفلوريدا المهمة، أطلت كلينتون على مؤيديها الذين صمدوا في موقعهم المؤتمر الانتخابي المنعقد في مكان مكشوف رغم هطول الأمطار، وقالت: "أنا سعيدة لكوني هنا.. سواء كان الجو ممطرًا أو مشمسا، أنتم مستعدون". واختصرت المرشحة الديمقراطية كلمتها بعد أن تبللت ملابسها تحت المطر، وقالت: "لا اعتقد أنني بحاجة لأبلغكم بكل الأمور السيئة بشأن دونالد ترامب"، في استمرار لمهاجمة منافسها المتهم بإساءة معاملة النساء. وفيما يلي قائمة بالولايات الرئيسية وعدد ناخبيها الكبار ونتائج استطلاعات الرأي فيها في 4 نوفمبر وفق موقع "ريل كلير بوليتيكس" والفائز في الانتخابات السابقة فاز باراك أوباما في فلوريدا في عام 2008 و2012، والجمهوري جورج بوش في 2000 و2004، وكلينتون 47.4% وترامب 46.2% - أوهايو: تتزايد حدة السباق للبيت الأبيض استغلت المرشحة الديموقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون عددا من المشاهير لتزيد من فرص فوزها. وأقامت حملة كلينتون في مدينة «كليفلاند» بولاية «اوهايو» منذ يومين حفلا لنجم البوب الشهيرة جاي زي، وزوجته المغنية بيونسيه من أجل ضمان مزيد من الأصوات قبل إجراء الانتخابات الرئاسية غدا الثلاثاء. وتعتبر من الولايات المتأرجحة والتي عادة ما تحسم تلك الولايات لصالح أحد المرشحين، وفاز بها أوباما في 2008 و2012، والجمهوريون في 2000 و2004، وترامب بنسبة 46.3 وكلينتون %43%. و أشارت مديرة الإعلام والاتصال في الحزب الجمهوري، لولاية أوهايو، بريتاني وارنر، إلى أن الخارطة الانتخابية بدأت تظهر يوما بعد يوم، مبينة أن هناك تقاربا كبيرا جدا في ولاية أوهايو. يمثل البيض 80% من سكانها، لذا تصب الخريطة الديموغرافية في صالح ترامب. كارولينا الشمالية أعلن ترامب ثقته في الفوز ب"كارولينا الشمالية" وقال: "سنفوز بولاية كارولينا الشمالية ونستعيد البيت الأبيض". فاز بها أوباما في 2008 ومنافسه ميت رومني في 2012، وحصل ترامب على 46.8% وبينما حصلت كلينتون على 46%. وفيما يلي أبرز الولايات الحاسمة ونتائج الاستطلاعات لكل من المرشحين الرئاسيين وفقا ل "ريلكلير بوليتكس". بنسلفانيا: فاز فيها أوباما في 2008 و2012، وحصلت كلينتون 46.8% بينما حصل ترامب %43.8 وتألقت ترامب في بيروين بولاية بنسلفانيا في أول تجمع انتخابي تشارك فيه من دونه، لإقناع الناخبات بالتصويت له بعدما أثارت تصريحاته المثيرة للجدل حول النساء استياءهن، مؤكدا أن زوجها يحترم النساء ويوفر لهن نفس فرص الرجال. فرجينيا: تعد أيضا من الولايات المتأرجحة، فاز بها أوباما في 2008 و2012، وحصلت كلينتون على 46.6% وترامب %41.4 و على مدى الأشهر الماضية ظلت كلينتون تتقدم فيها بشكل مريح، وإن كانت استطلاعات الرأي الأخيرة قد أظهرت سباقا حاميا في الولاية. - جورجيا: فاز بها جون ماكين في 2008 وميت رومني في 2012، حصل ترامب %46، 3 بينما حصلت كلينتون 43، 5%، كان بيل كلينتون آخر ديمقراطي يفوز بجورجيا في عام 1992، تقدم ترامب على كلينتون فيها على مدى الأشهر الماضية، ولن تكون نتيجة الاصوات في صالح هيلاري. - ميشيجن: هي ولاية صناعية وجهت ضربة مفاجئة لكلينتون في السباق التمهيدي عندما اختارت منافسها بيرنى ساندرز، يمكن أن تمثل مفاجئة أخرى في الانتخابات العامة، لكنها ولاية مؤيدة للديموقراطيين، ولن تنصر "ترامب" على "كلينتون، فلم تدعم الولاية جمهوريا للرئاسة منذ عام 1988، فاز بها أوباما في 2008 و2012. كلينتون 46% وترامب %40.3 أريزونا: هي ولاية متأرجحة بين ترامب وكلينتون؛ لكنها ولاية حمراء بامتياز، تقف في صف الجمهوريين منذ عام 1952 ولم تصوّت حتى للرئيس لندون جونسون عندما حقق فوزًا كاسحًا في انتخابات العام 1964. لم تصوّت أيضا ل "بيل كلينتون" في المرة الأولى، وحقق المرشحون الجمهوريون جورج دبليو بوش وجون ماك كين وميت رومني نسبة أكبر من 50% في الولاية. فاز بها الجمهوريون في 2008 و2012، وحصل ترامب على 46.3% وكلينتون %42.3. كولورادو: من أكثر الولايات الرئيسية المتأرجحة، وصوتت للجمهوري جورج دبليو بوش عام 2004 بنسبة أكبر من البلاد كلها، وصوتت لأوباما في 2008 و2012، وحصلت كلينتون على 42.8%، بينما حصل ترامب على 40.2%. وكانت كلينتون متفوقة في أغلب استطلاعات الرأى في كولورداو في فترة الحملة الانتخابية. أيوا لديها 6 أصوات فقط في المجمع الانتخابي، فاز بها أوباما في 2008 و2012 وبوش في 2004، وحصل ترامب على 41.7% وكلينتون %40.3. ويمثل البيض في الولاية أكثر من 90% من السكان، غالبية سكانها من البيض مما يجعل لترامب شعبية فيها. نيوهامشير لديها أربعة أصوات فقط في المجمع الانتخابي، وتعد معقل للجمهوريين، فاز بها أوباما في 2008 و2012، وحصل ترامب على 43.5% بينما حصلت على كلينتون %42. نيفادا: لديها 6 أصوات في المجمع الانتخابي أيضا، تعد ولاية متأرجحة لكنها تميل نوعا ما ناحية الديموقراطيون، وفازوا بها في انتخابات 2008 و2012 والجمهوريون في 2000 و2004. وحصل ترامب على 46% وكلينتون 44%. يوتاه: هي ولاية حمراء لم تختار ديمقراطيا منذ عام 1964، وصوتت ضد دونالد ترامب، وأعطت المرشح الجمهوري تيد كروز المحافظ والمسيحي المتديّن 69% من الأصوات مقابل 14% فقط لترامب. ترامب الفوضوي يقول مراقبون دوليون إن الفوضى ستعم في أنحاء الولاياتالمتحدة عقب نتيجة الانتخابات الأمريكية، حيث هدد ملياردير العقارات برفضه لنتيجة الانتخابات، بينما أكد المراقبون أن الفوضى تكمن في شخص ترامب الذي أثار الجدل في ربوع البلاد منذ دخوله سباق الانتخابات الرئاسية البشعة، حيث لم تشهد انتخابات مثل عنصرية التصريحات التي أطلقها ترامب. وأجلى رجال الخدمة السرية مرشح الحزب الجمهوري بعيدا عن المنصة خلال تجمع انتخابي في مدينة "رينو" بولاية نيفادا بسبب مخاوف أمنية. وأقدم الحارسان على جذب ترامب من كتفيه ودفعا به خلف المنصة، وبعد دقائق، عادت الأمور إلى طبيعتها وعاد ترامب لإلقاء كلمته أمام الحشد، قائلا "ما من أحد قال إن الأمر سيكون سهلا بالنسبة إلينا، أريد أن أشكر الجهاز الأمني السري". وأظهرت لقطات تليفزيونية رجلا أبيض مشتبها به موضوعا على الأرض وتقوم الشرطة بتفتيشه، قبل اقتياده بعيدا عن مكان التجمع. وتمكنت عناصر الأمن السري من السيطرة على رجل كان يحمل لافتة كُتب عليها "جمهوريون ضد ترامب" بعد ورود مزاعم بأنه كان يحمل بندقية، وتوقف ترامب عن خطابه لفترة وجيزة وسط حالة من الهرج، وذلك قبل أن يعود مجددا ليستكمل كلمته. وأعلن ترامب في وقت سابق أنه سيزور الولايات التي توصف بأنها معاقل للحزب الديمقراطي مثل بنسلفانيا وميشيغان ومينيسوتا التي لم يفز فيها الجمهوريون منذ عام 1972.