سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قصر "بعبدا" يستقبل الرئيس اللبناني المنتخب ب"ملفات ملغومة".. تخوفات دولية وإقليمية من علاقته ب"حزب الله".. "تشكيل الحكومة وتعزيز قدرات الجيش وسوء الأوضاع الاقتصادية" ثلاثي يؤرق عون
بعد أن حسم الأمر، وأصبح العماد ميشال عون هو الرئيس الثالث عشر في تاريخ الجمهورية اللبنانية، لم يتبق أمام "عون" إلا أن يسير في طريق الورد والشوك، فالمطلع على المشهد اللبناني يدرك أن الرجل الذي أصبح رئيسا بعد عامين ونصف العام من شغور المنصب الرئاسي في لبنان، لم يكن وصوله لقصر "بعبدا" يعبر عن حالة إجماع وطني من كل الأطياف السياسية في لبنان، بل على العكس، فقد نجح "عون" بتوافقات وصفقات سياسية سهلها له خصومه الرئيسيون، مثل حزب القوات بزعامة سمير جعجع، وتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، علاوة على دعم الكتلة النيابية التي كانت قد أعلنت مؤخرا له، وهي كتلة وليد جنبلاط. ورغم أن "عون" كان يجاهد من أجل المنصب، الذي ظل يحلم به لقرابة ثلاثين عاما، إلا أن كتلة حزب الله ظلت تمانع ذلك حتى لا يكتمل النصاب اللازم؛ ليصبح "عون" هو الرئيس. وعلى مدى العامين ونصف العام، عقدت 45 جلسة نيابية لانتخاب الرئيس دون أن يتمكن النواب اللبنانيون من اختيار رئيسهم؛ ليأتي الحسم في الجلسة 46، التي انعقدت أمس الاثنين وبناء على صفقة (يدعمها حزب الله) بين "عون" و"الحريري"؛ ليكون الأخير بموجبها رئيس الحكومة المقبلة بعد استقالة حكومة تمام سلام، التي باتت في حكم المستقيلة فعلا؛ إذ ينتظر أن يعلن الرئيس عون عن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري خلال أيام قليلة جدا بعد انتخابه. وبعد هذا التوافق بين الفرقاء السياسيين في لبنان على انتخاب "عون" رئيسا، يبقى أمام الرئيس الجديد عدد من الملفات، التي تمثل تحديا وصعوبات كبيرة أمام "عون" في ظل تخوفات دولية وإقليمية من مجريات الأحداث في لبنان على خلفية العلاقة الوطيدة بين "عون" وحزب الله اللبناني الموالي لإيران، بزعامة حسن نصر الله. ومن اللافت للنظر، أنه من جملة التهاني التي وردت إلى عون بمناسبة فوزه للرئاسة (وهو أمر بروتوكولي متبع)، نجد أن اتصالا ورد من الرئيس الفرنسي هولاند، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلا أن "عون" لم يتلق اتصالا من الرئيس الأمريكي للتهنئة، فقد تم الاكتفاء ببيان، شابه الحيطة والقلق من فترة رئاسة عون للبنان، إذ اكتفت وزارة الخارجية الأمريكية بتهنئة الشعب اللبناني على انتخاب الرئيس ميشال عون، وأضاف البيان أن انتخاب الرئيس الجديد "يشكل فرصة لإعادة العمل بالمؤسسات الحكومية والعمل على بناء مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا لجميع المواطنين اللبنانيين". لكن المتحدث باسم الخارجية الأميريكية، جون كيربي، عبر خلال مؤتمره الصحفي اليومي عن انتقاد شديد للدعم الذي يقدمه حزب الله للرئيس اللبناني الجديد. وقال: "نحن مدركون للدعم الذي تلقاه من حزب الله المنظمة الإرهابية. ليس الأمر كما لو أننا كنا غير مدركين، ونحن نبقى بالطبع قلقين جدا إزاء ما يقوم به حزب الله في المنطقة". وأضاف كيربي "لكننا سنحكم على الرئيس بناء على القرارات والإجراءات التي سيتخذها في تشكيل وتوجيه الحكومة" اللبنانية. وإلى هنا، فقد ألقى الرئيس عون خطابا بعد حلف القسم، كان بمثابة خارطة جديدة للبنان في عهده، حيث تعهد بأن يجنب لبنان أثر الصراعات الخارجية وأن يعمل على تأمينها، في إشارة للأزمة السورية، كما أكد التزامه بميثاق جامعة الدول العربية، وذلك إشارة منه لتجنب الغضب الخليجي من لبنان في الفترة الأخيرة بسبب تصريحات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل (صهر عون)، التي كانت مساندة لحزب الله. كما تعهد "عون" بألا يدخر أي جهد لاستعادة آخر أراضيه المحتلة من العدو الإسرائيلي، وتحدث عن قضية اللاجئين السوريين في لبنان، الذين وصل عددهم إلى مليون ونصف المليون لاجئ، مثلوا عبئا كبيرا على الدولة اللبنانية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يعيشها لبنان.