قال "رياض الأشقر"، الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات، إن سياسة إعادة اعتقال الأسرى لحظة الإفراج عنهم، هي سياسة قديمة استخدمها الاحتلال في السابق، وعاد إلى استخدامها مرة أخرى في الشهور الأخيرة بهدف التأثير على معنويات الاسرى وذويهم. وأوضح الأشقر في بيان للمركز، أن الاحتلال أعاد في الأسابيع الأخيرة اعتقال "خمسة أسرى" بينهم أسيرة بعد الإفراج عنهم فعليًا وإنهاء إجراءات إطلاق سراحهم واستلام أماناتهم، ثم أعاد اعتقالهم مرة أخرى بقرارات إدارية بينهم الأسيرة "صباح محمد فرعون" من العيزرية في مدينة القدس، والتي اعتقلت في يونيو الماضي، وفرض عليها الإداري لمد 4 أشهر، وكانت انتهت في السادس والعشرين من الشهر الجاري، وقام الاحتلال بإبلاغها بإطلاق سراحها وإخراجها من الاقسام، حيث كان ينتظر ذويها وأبنائها الاربعة عودتها، إلا إن الاحتلال أصدر قرارًا بتجديد الاعتقال الإداري لها لمرة ثانية لمدة 4 أشهر جديدة. وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يهدف من خلال تلك السياسة التأثير على نفسيات الأسرى والأسيرات، وأضعاف معنوياتهم، وكذلك كسر فرحة ذويهم الذين ينتظرون إطلاق سراحهم بفارغ الصبر وقد ينتظرون ساعات طويلة على الحواجز ويقيمون مظاهر الفرح، وحين يتأكدوا من عدم اطلق سراحه وتجديد اعتقاله بعد إبلاغه بالتحرر يصابوا بالإحباط والضيق. وبين الأشقر بان الاحتلال أعاد قبل يومين اعتقال الأسير "معتصم محمد اعبيدو"، من مدينة الخليل، حيث جدد له الإداري بعد قرار بالإفراج عنه، وكان قد اعتقل بتاريخ 26/10/2015، بعد مداهمة مكان عمله وجدد له 3 مرات، ولم يبلغ بتجديد رابع وصدر قرار بالإفراج عنه، وكان ذويه ينتظروه على حاجز الظاهرية، وتسلم بالفعل أغراضه لدى إدارة السجن، وعند وصوله إلى بوابة السجن تم ارجاعه وإبلاغه بقرار تجديد الإداري له لمرة جديدة. بينما كرر الاحتلال الأمر مع الأسير "شاهر على الراعي" 47 عامًا من مدينة قلقيلية والذي أمضى 16 شهرًا في الاعتقال الإداري وكان من المفترض أن يتحرر في السابع والعشرين من الشهر الجاري، بعد انتهاء التجديد الثالث له، حيث أبلغته إدارة السجن بإطلاق سراحه، وبالفعل تم إخراجه من القسم تمهيدًا للإفراج عنه وكان ذويه ينتظرونه على الحاجز لاستقباله، إلا إن الاحتلال تراجع واعاده مرة أخرى إلى السجن وجدد له الإداري للمرة الرابعة دون أسباب لمدة 4 شهور. والاسير "الراعي" هو اسير محرر كان اعتقال العديد من المرات في سجون الاحتلال ووصل مجموع ما امضاه في السجون إلى أكثر من 12 عام، جزء كبير منها في الاعتقال الإداري المتجدد، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء، وقد حرموا من زيارته عدة أشهر بعد اعتقاله. بينما كان الاحتلال قد جدد الاعتقال الإداري للأسير "توفيق فيصل نزال" (30 عاما) من بلدة قباطية بجنين، للمرة الثالثة لثلاثة شهور جديدة، وذلك بعد إطلاق سراحه بالفعل ووصوله إلى حاجز الظاهرية، حيث قام بإعادته مرة أخرى إلى السجن، وتم إصدار حكم إداري جديد بحقه بعد أن أمضى 8 شهور في الاعتقال. وقال الأشقر بان اصعب تلك الحالات هو ما جرى مع الأسير "بلال وجيه كايد" 35 عاما من مدينة نابلس والذي أمضى 14 عامًا ونصف في سجون الاحتلال، وبعد انتهاء محكوميته ابلغه الاحتلال بإطلاق سراحه في الثالث عشر من يونيو الماضي، وأخرجه بالفعل من الاقسام التي يقبع بها الاسرى، وبدل أن يطلق سراحه قام بتحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، بحجة أن إطلاق سراحه يشكل خطورة على أمن الاحتلال. وقد خاض الأسير "كايد" إضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة 71 يوما متتالية، توصل بعدها إلى اتفاق مع الاحتلال ينهي بموجبه إضرابه عن الطعام، على أن يتم تحديد فترة الاعتقال الإداري له وعدم تجديدها مرة أخرى، وأن يطلق سراحه في الثاني عشر من شهر ديسمبر من العام الجاري، وقد تعرض خلال الإضراب لخطورة حقيقة على حياته. وطالب الأشقر المؤسسات الدولية بالخروج عن حالة الصمت ازاء ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين من جرائم، تخالف في مجملها نصوص المواثيق الإنسانية، ووقف استنزاف إعمار الأسرى خلف القضبان بدواع واهية وغير قانونية.