أزمة خلافية جديدة بين العراقوأمريكا التي تقود قوات التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، بدأت تخيم على مجريات العمليات العسكرية لتحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي والتي انطلقت في السابع عشر من الشهر الجاري. وتأتي هذه الخلافات بعد أن سمحت الحكومة العراقية لقوات الحشد الشعبي الشيعي (المدعوم من إيران) السماح بالمشاركة في العمليات العسكرية وتقدم الحشد الشعبي لاقتحام تلعفر من المحور الغربي للموصل، حيث تلعفر هي الطريق الحدودي الوحيد بين العراقوسوريا والذي يؤدي إلى بلدة الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا. وتؤكد المعلومات أن إسناد مهمة اقتحام تلعفر لقوات الحشد الشعبي يأتي بهدف قطع الإمدادات التي كانت تصل لداعش في الموصل عن طريق الرقة السورية، كما أنها الطريق الذي يسهل وصول قوات الحشد والمتطوعين من شيعة العراق الموالين لإيران لمحاربة التنظيم الإرهابي في سوريا ومساندة الرئيس السوري بشار الأسد. في ضوء ذلك أعلن الكولونيل جون دوريان، المتحدث باسم قوات التحالف الدولي توقف العمليات العسكرية لمدة يومين بحجة تثبيت النجاحات التي حققها الجيش العراقي، مضيفا أن هذا التوقف كان ضمن الخطة العسكرية وأن العمليات سوف يتم استئنافها خلال يومين. وأشار مراقبون إلى أن هذا التوقف قد تزامن مع بدء تحركات قوات الحشد الشعبي (المدعومة من إيران) لاقتحامها تلعفر غرب الموصل، آخر معقل لتنظيم داعش في الموصل، حيث حققت القوات تقدما ملحوظا في محاور الشرق والجنوب والشمال. وهذا التحرك للحشد الشعبي جاء بناء على تكليفات رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، والذي أعلن في بداية العمليات عن عدم مشاركة "الحشد الشعبي" في العمليات العسكرية أو دخوله الموصل، إنما ينحصر دوره في مهمة الإسناد للقوات العراقية على أطراف المحاور التي تتقدم منها القوات باتجاه الموصل. وجاء الغضب الأمريكي جراء هذا التكتيك الأخير بمشاركة قوات الحشد الشعبي؛ حيث لا تريد أمريكا أي دور أو تواجد لإيران التي تدعم الحشد الشعبي وكذلك تقوم بدعم الرئيس السوري بشار الأسد عن طريق الإمدادات البشرية واللوجيستية لدعم الجيش السوري في مواجهته العنيفة مع تنظيم داعش وخاصة على جبهة حلب. أيضا الخلاف الناشب بين الطرفين العراقي والأمريكي على مشاركة تركيا في عمليات تحرير الموصل، وهو ما اعتبرته العراق انتهاكا لسيادتها وتعديا على ترابها، الأمر الذي دفع وزير الدفاع الأمريكي يقوم بزيارة لتركياوالعراق وكردستان لتسوية التفاهمات حول ضرورة المشاركة التركية التي تؤيدها أمريكا وترفضها العراق. وبمجرد أن تحركت قوات الحشد الشعبي إلى تلعفر لحصار "داعش" والقضاء عليه في آخر حصونه في مدينة الموصل وقد هاجت تركيا معلنة أنها لن تتخلى عن التركمان العرب السنة والتي تشكل أغلبية في تلعفر، في إشارة إلى تخوفات من حدوث عمليات انتقامية ضدهم من قوات الحشد الشعبي، مالتي حدثت من قبل في تكريت والفلوجة في محافظة صلاح الدين. وتعليقا على عمليات تحرير الموصل وتداعيتها على المشهد العراقي والإقليمي يقول الدكتور محمود صالح ، الأستاذ بجامعة الأنبار ل"البوابة نيوز": لو نتأمل الموضوع من البدء ونتعرف على "داعش" ومن أين جاء لعرفنا أن كل ما حدث في العراق عموما والمناطق التي كانت تحت سيطرة داعش ماهي إلا لعبة اشتركت بها أطراف كثيرة منها إيرانوالأمريكان وإسرائيل الغرض منها تدمير هذه المناطق، إذ أدخلوا داعش على أنهم جاءوا لنصرة الدين والعقيدة ونصرة أهل السنة ولكنهم مبطنين بهدف آخر.. والموصل حالها كحال المناطق والمحافظات السنية دخلها "داعش" وسوف يخرج منها مثلما فعل بالمناطق الأخرى ولكن بعد أن يعيث بها الدمار والخراب وتحطيم البنى التحتية. ويضيف "صالح": الآن وبسواعد الرجال من القوات الأمنية والجيش والحشد العشائري سوف يهزم داعش ويولون الدبر وسترجع الحدباء إلى ما كانت عليه حرة أصيلة رغم كيد العابثين والمنافقين، ويؤكد أن العمليات العسكرية الهدف منها هو تحرير الأراضي المغتصبة لدى داعش. وعن الدور التركي في تحرير الموصل قال "صالح": أما الدور التركي فلا نعرف النوايا التي تكمن بدواخلهم هل هي تريد أن تتدخل لغرض حماية حدودها مع العراق أم لمقاصد.. وفيما يخص الحشد الشعبي فإنه أسس لمساندة الجيش بفصائله المختلفة ولا أظن أن له طموح في السلطة؛ لأن هذا الأمر لا يرضي أمريكا سيدة الموقف فهي تعمل ما تراه يخدم مصلحتها قبل كل شيء.