قال رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، إن الأردن يعول كثيرا على الدور الذي يمكن أن تقوم به مملكة بلجيكا للعمل مع الاتحاد الأوروبي لمواصلة دعم الأردن، معربا عن تقديره لها لدعمها بلاده لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تمر بها نتيجة للأوضاع الإقليمية في المنطقة، وبشكل خاص تداعيات اللجوء السوري. وأعرب الملقي - خلال استقباله اليوم الثلاثاء بمقر رئاسة الوزراء بعمان الملكة ماتيلدا ملكة بلجيكا التي تقوم بزيارة للأردن حاليا - عن شكره للدعم الذي قدمته مملكة بلجيكا للأردن خلال مؤتمر لندن للمانحين، وفي التوصل إلى اتفاق بشأن تبسيط قواعد المنشأ للصناعات الأردنية المصدرة لأوروبا. واستعرض رئيس الوزراء الأردني - خلال اللقاء - التحديات الاقتصادية، والاجتماعية التي تواجه الأردن نتيجة لاستقباله نحو 3ر1 مليون لاجىء سوري على أراضيه والذين يشكلون نحو 20 % من عدد السكان..مشيرا إلى أن الأردن لم يعد بمقدوره تحمل هذا العبء الكبير دون مساعدات حقيقية من المجتمع الدولي تسهم في تنمية اقتصاده ليكون قادرا على التعامل مع هذه التحديات ومواصلة تقديم الخدمات الأساسية بالكفاءة المطلوبة. ولفت إلى أن قطاعات التعليم والصحة والمياه هي الأكثر تأثرا باللجوء السوري، وقال "لدينا النية الصادقة لمواصلة تقديم الخدمات الأساسية والضرورية للاجئين السوريين ولكن يبقى السؤال هل لدينا المقدرة على الاستمرار بالقيام بذلك في ظل التحديات الاقتصادية التي نمر بها". من جهتها، أعربت الملكة ماتيلدا ملكة بلجيكا، عن تقديرها للدور الكبير الذي يقوم به العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في التعامل مع قضايا المنطقة وتعزيز الأمن والاستقرار فيها..كما أبدت تقديرها لحجم الأعباء والتحديات التي تواجه الأردن نتيجة استضافة اللاجئين السوريين، مؤكدة أهمية دعم الأردن لمواصلة القيام بهذا الدور الإنساني تجاه اللاجئين. تأتي زيارة الملكة ماتيلدا للأردن في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ولمساعدة الأردن ومواصلة دعمه ليبقى عنوانا للأمن والاستقرار في منطقة مضطربة. وقال نائب رئيس الوزراء وزير التعاون التنموي البلجيكي الكسندر دي كرو، إن هناك الكثير من الفرص والمجالات لزيادة التعاون بين البلدين لاسيما ما يتعلق باستقطاب الاستثمارات للأردن. وتم استعراض منتدى الأعمال الأردني الأوروبي المقرر عقده في بروكسل خلال شهر ديسمبر المقبل لبحث فرص الاستثمار وتخفيف شروط شهادات المنشأ بين الأردن والاتحاد الأوروبي وأثرها في تنشيط الاقتصاد الأردني، والمستجدات على الساحة الإقليمية، حيث أكد الملقي على موقف الأردن الداعي لإيجاد حل سياسي للأزمات الدائرة في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا، فضلا عن تعزيز قدرة الشعوب على محاربة الإرهاب والتطرف من الداخل. وشدد على أن الأردن يعي مخاطر العصابات الإرهابية وعمل على تأمين حدوده وحراستها بشكل دقيق حتى لا يسمح لها بتشكيل خطر على أمن الوطن، وسلامة مواطنيه.