اتهم الدكتور عبدالفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، المشيخة بالفوضوية والسعى إلى بسط نفوذها على دار الإفتاء وضمها إلى كنفها، مؤكدًا أن المشيخة لا يوجد بها شخص جدير بالفتوى وفي مقدمتهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، مشيرًا إلى أن الصمت على فوضى أعضاء هيئة التدريس وفتواهم يجبر "الطيب" على أن يترك موقعه. وقال "إدريس" في تصريحات خاصة ل"البوابة"، إنه "لا يوجد ما يعرف بفوضى الفتاوى، أو أي شيء من هذا القبيل، بل هي فوضي مختلقة ولا وجود لها على أرض الواقع، بل إنها تخرج من شيخ الأزهر نفسه –على حد قوله-"، مستطردً "الشيخ يسعي للظهور الإعلامي ليس إلا". وتابع: "لا يوجد في المشيخة من يقوم على الإفتاء، ولا يوجد أحد بها وكِّلت إليه الفتوى أو عهدت إليه، إضافة إلى أن الأزهر والمشيخة ليس من مهامهما الإفتاء، ولكن الإفتاء وظيفة تتولى التعيين فيها وزارة العدل، فهي من تقوم بتعيين المفتي وليس شيخ الأزهر، أما إذا كان لشيخ الأزهر أمر آخر في تعيين المفتي، بأن يقوم هو بتعيين شخص يكون تحت إمرته، فهذا أمر آخر، لأن الدستور لا يعطي شيخ الأزهر هذه الصلاحية في اختيار المفتي". وأوضح أستاذ الفقه المقارن أن "المفتي أو أي شخص أزهري لا يفتي تحت رقابة الأزهر، لأن المؤسسة الأزهرية ليست لديها رقابة على أي شيء، حتى الأمور المتعلقة بالإسلام ليست لها أي علاقة بها، ودليل ذلك إجازة مصحف للطباعة من إحدى إدارات مجمع البحوث التابعة لشيخ الأزهر، خرج ولا يوجد بداخله لفظ الجلالة -الله- من أوله إلى آخره، وهذه أخص خصوصيات شيخ الأزهر". وهاجم "إدريس" المشيخة لانتقادها مؤتمر الافتاء الأخير والذي حمل علامات استفهام كثيرة من قبل شيخ الأزهر فيما تتجاهل المشيخة فوضى الأزهريين وتضارب أقوالهم دون أن يجدوا من شيخ الأزهر ردًا على ذلك"، لافتًا إلى أن هناك بعضا من علماء الأزهر قاموا بإصدار فتاوى متضاربة ولم يتحرك شيخ الأزهر نحوهم لاتخاذ أي إجراء لمنعهم من تلك الفتاوى المتضاربة". وأشار إلى أن "هناك أستاذة في جامعة الأزهر يعرفها شيخ الأزهر جيدًا أفتت بأن الرجل إن أمسك بامرة غير مسلمة يحق له أن يغتصبها، فيما أباح آخرون الربا، وآخرون أباحوا الرقص وأشياء أخرى، ويعلمهم شيخ الأزهر جيدًا ولم يحرك ساكنًا. وشدد أستاذ الفقه المقارن على أن "شيخ الأزهر عندما يقل ظهوره في وسائل الإعلام يقوم بإخراج مثل هذه التصريحات كي يعرف الناس أن شيخ الأزهر متواجد على الساحة، ولكن في حقيقة الأمر شيخ الأزهر ليس له أي دور"، مشيرًا إلى أن "شيخ الأزهر إن كان حامي حمى الشريعة الإسلامية فما الذي فعله في حق من أفتوا بحل الخمر والربا والرقص، ومن أفتت بجواز اغتصاب غير المسلمة"، لافتًا إلى أن "شيخ الأزهر قال بنفسه إن أهل أوروبا سيدخلون الجنة لأنهم من أهل الفترة، ولكنه ترك قاطني قارتي آسيا وأفريقيا ولم يقل في حقهم شيئا وهذا يعني أنهم سيدخلون النار، إنما أهل الغرب فقد أعطى شيخ الأزهر لهم صكوك الغفران وسيدخلون الجنة".