أجرت «البوابة» زيارة خاصة لقناة السويس بدأت بمبنى إرشاد السفن بالإسماعيلية وكان في استقبالنا طارق حسنين، المتحدث الرسمى لهيئة قناة السويس، الذي استقبلنا داخل مكتبه بقسم الإعلام والعلاقات العامة. رافقتنا خلال الزيارة مروة ماهر، عضو مكتب الإعلام بهيئة قناة السويس. في البداية توجهت «البوابة» لفيلا ديليسبس، في شارع محمد على، لتصوير مقتنيات فرديناند ديليسبس، صاحب فكرة شق قناة السويس، وربط البحرين الأحمر والمتوسط، والذي تم استخدامه فيما بعد ليصبح مقرًا لإدارة هيئة قناة السويس. عقب لقاء رئيس قسم الاستراحات بالهيئة انتقلنا إلى أعلى نقطة في مبنى الإرشاد بالدور ال11 لمشاهدة منظومة مراقبة حركة الملاحة في قناة السويس من خلال أحدث الأجهزة الإلكترونية لمواكبة التطور في تكنولوجيا الإرشاد والمراقبة الإلكترونية. ومن داخل مبنى المحاكاة والتدريب البحرى حضر فريق «البوابة» مناورة حقيقية لإحدى السفن العابرة المجرى الملاحى في قطاع بورسعيد وفى مارينا الإسماعيلية التقينا مع القبطان «عرفان»، قائد المارينا الذي استعرض لنا رحلة المرشد لبدء عملية إرشاد السفن وانتهت الزيارة بجولة بحرية داخل قناة السويس. «البوابة» التقت خلال رحلتها فريد حميدة، رئيس بحرى، الذي أكد أن مهام عمله تتركز في نقل المرشدين من مارينا الإسماعيلية إلى السفن العابرة لقناة السويس والعكس كما يرافق في كثير من الأحيان الزيارات المختلفة لقناة السويس، لافتا إلى أنه بعد افتتاح قناة السويس الجديدة أصبحت فترة العمل صباحًا فقط، وذلك لتغيير نظام القوافل وعبور جميع السفن في وقت واحد من خلال قناتين بدلًا من قناة واحدة كانت تستغرق فترات طويلة وأوقات انتظار أطول. وأضاف أنه تخرج في المدرسة البحرية وتلقى تعليمه عمليًا داخل هيئة قناة السويس، لافتًا إلى أنه من خلال عمله يصبح مسئولا عن حياة المرشدين ومن أصعب الأعمال التي يقوم بها هي مناورة سفن الحاويات، موضحًا أن سرعة اللانش هي 20 عقدة ويساعده في عمله فريق عمل بحرى يضم «ميكانيكيًا وبحرى لانش» من جانبه يقول محمد خالد، فنى ميكانيكى، إن مهمته هي مرافقة اللانش أثناء عبوره المجرى الملاحى، مؤكدا أنه يقوم بالتأكد قبل الرحلة من سلامة اللانش وتزويده بالماء والوقود والزيت والتأكد من عمل الدوائر الكهربائية بشكل تام، وأضاف خالد أنه خريج مدرسة الترسانة البحرية في بورسعيد وكانت فترة دراسته 4 سنوات وفور تخرجه عمل ميكانيكيًا داخل هيئة قناة السويس بعد خضوعه للعديد من الاختبارات. مارينا الإسماعيلية هي نقطة الارتكاز الأساسية للمرشدين يتوافدون عليها خلال فترة مرور القوافل في قناة السويس، ومهمتها تنظيم عمل المرشدين وضمان وصول كل مرشد للسفينة المكلف بها. في تمام الخامسة صباحا يصل المرشد لموقع مارينا الإسماعيلية ليستقل بعدها لانشًا خاصًا بهيئة قناة السويس يعبر به في قناة السويس وصولا إلى السفينة التي يعلم ميعاد وصولها حتى يتسلم مهمته من زميله المرشد الذي انتهت فترة عمله. وصلت «البوابة» لموقع مارينا الإسماعيلية بمنطقة نمرة ستة وبعد إجراءات التفتيش كان اللقاء مع الربان مدحت النجار، رئيس قسم تحركات الإسماعيلية. «النجار» أكد أن مسئولية مارينا الإسماعيلية هي مساعدة تعيين المرشدين على السفن العابرة طبقا لحمولتها بحد أقصى 2 مرشد لكل سفينة. وتقوم إدارة المارينا بإبلاغ المرشدين بمواعيد السفن التي يستقلونها في اتجاه بورسعيد أو السويس كما ترتب الإدارة كل ما يتعلق بالأمور اللوجستية الخاصة بالمرشدين سواء مسكنهم في الاستراحات أو السيارات التي تقوم بنقلهم إلى مسكنهم من الإسماعيلية إلى بورسعيد أو السويس. تبدأ رحلة المرشد من مارينا الإسماعيلية حيث يستقل لانش يسير به نحو إحدى قنوات الاتصال، ليدخل للمجرى الملاحى لقناة السويس ومن خلال أجهزة لاسلكية يتم التواصل بين المرشد وطاقم السفينة ويقترب اللانش إلى جوار السفينة بدقة شديدة حتى يتدلى السلم الخاص بها ويقترب اللانش من السلم بسرعة مساوية لسرعة السفينة التي لا تتعدى 14 كيلو في الساعة، ينزل المرشدان اللذان اصطحبا السفينة من السويس حتى الإسماعيلية من على السلم المرتفع، ويقفزان في نفس المحرك البحرى الذي اصطحبهما من الإسماعيلية ثم يصعد بعد ذلك المرشد ليتسلم مهمة الإرشاد. خلال الزيارة اصطحبنا الربان القبطان محمد عرفان، قائد مارينا الإسماعيلية إلى مكتبه، والذي يضم عددًا من القطع الفريدة التي كانت تستخدم في تقديم المساعدات الملاحية قديمًا خلال عملية الإرشاد ومنها سلاح يدوى لربط السفن ومصباح مصنوع من النحاس يستخدم في الإنارة ليلًا بين السفن. ويقول الربان عرفان إن منطقة نمرة ستة التي تقع فيها مارينا الإسماعيلية هي نفس نقطة استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض أثناء حرب أكتوبر، لافتا إلى أن موقع المارينا قديمًا كان في نادي الشراع التابع لهيئة قناة السويس ثم تم نقلها إلى منطقة نمرة ستة. واستعرض الربان عرفان خلال اللقاء خريطة توضح قناتى السويس وقنوات الاتصال التي يبدأ من خلالها المرشد رحلته نحو السفينة، مؤكدا أن الدور الرئيسى للمارينا هو إبلاغ المرشدين بمواعيد السفن التي يستقلونها في اتجاه بورسعيد أو السويس، كما ترتب الإدارة كل ما يتعلق بالأمور اللوجستية الخاصة بالمرشدين سواء مسكنهم في الاستراحات أو السيارات التي تقوم بنقلهم إلى مسكنهم من الإسماعيلية إلى بورسعيد أو السويس. يقول قائد المارينا نختار قادة الزوارق التي تقل المرشدين بعناية بحيث يتمتعون بحسن التعامل أثناء نقل المرشد إلى السفينة، قائد الpilot لا بد أن تكون لديه حنكة ومهارة في السير بنفس سرعة السفينة والقرب منها لضمان صعود سلم السفينة في سلامة، وضمان استقبال المرشدين الذين انتهت فترة عملهم بسلام وإعادتهم لمارينا الإسماعيلية. انتقلت «البوابة» لمكتب الحركة في مبنى الإرشاد التابع لهيئة قناة السويس للتعرف على نظم المراقبة الحديثة للمجرى الملاحى للقناة من خلال أحدث الأجهزة الإلكترونية لمواكبة التطور في تكنولوجيا الإرشاد والمراقبة الإلكترونية. الربان محمد فوزى، رئيس هيئة مراقبة الملاحة بقناة السويس، أكد أن جميع مرشدى هيئة قناة السويس مصريون، ومعظمهم كانوا يعملون في القوات المسلحة ومن خريجى الأكاديمية العربية للنقل البحرى، ويتطلب العمل حصول أي مرشد قبل عمله في قناة السويس على شهادة الماستر «ربان أعالى البحار» كما يشترط بعد حصوله على الماستر العمل 5 سنوات في البحر، بعدها يتقدم للهيئة ويخضع للعديد من الاختبارات ثم يتدرب مدة لا تقل عن سنتين داخل مبنى المحاكاة التابع لهيئة قناة السويس ليتدرب على الإرشاد عمليًا في 3 قطاعات بقناة السويس على يد المرشدين القدامى لاكتساب خبرة عملية في إرشاد السفن خاصة ذات الطبيعة الخاصة. «فوزى» أكد أن الإبحار داخل قناة السويس يكون في مساحة ضيقة تحتاج إلى مهارات عالية يكتسبها المرشد خلال فترة عمله، ويصنف المرشدين حسب حمولات السفن بداية من 35 ألف طن، يتدرب المرشد لمدة سنة كاملة ويتم امتحانه ثم ترفع الحمولة إلى 45 ألف طن ويمتحن ثم إلى 55 ألف طن وهكذا، ويتدرج المرشد في وظيفته أولًا مرشد تحت الاختبار ثم مرشد مثبت ثم مرشد رئيسى ثم مرشد ممتاز ثم كبير مرشدين وأخيرا كبير مرشدين ممتاز. أكد «فوزى» أن آليات تجهيز حركة الملاحة تتم يوميًا في السابعة مساءً كل يوم استعدادا لليوم التالى، حيث يقوم رئيس الحركة بالتواصل مع كل من مكتب الحركة في السويس وبورسعيد للحصول على العدد المتوقع من السفن التي تريد العبور، وتوفير جميع المعلومات الخاصة بها فيما يتعلق بنوعها وحمولتها ومواصفاتها الشكلية من حيث الطول والعرض، ثم يتم تحديد موعد دخول القافلة والوقت اللازم لها للعبور وفقًا للائحة الملاحة فيتم تنظيم العبور وفقًا لأولوية الدخول لتدخل السفن الحربية في البداية، ثم تليها سفن الركاب، ثم سفن حاملات السيارات فسفن الحاويات وتليها ناقلات الغاز والبترول. وأوضح أن نظام الملاحة في القناة لم يتغير منذ افتتاحها وحتى الآن وهو النظام الملاحى الأمثل لعبور السفن، وحاولنا تغييره أو تحديثه، ولكننا وجدنا أن النظام المعمول به والقائم على تحديد وتثبيت مواعيد دخول القوافل وخروجها مما يسهل معه التحكم في حركة الملاحة فضلًا عن الاستفادة من ضوء النهار. وأكد أن النظام المتبع في حركة الملاحة بقناة السويس، كان يعتمد على وجود قافلتين من الشمال وقافلة واحدة من الجنوب وبعد افتتاح قناة السويس الجديدة تم تغيير النظام المتبع ليشمل قافلتين فقط مما يقلل زمن العبور والانتظار للسفن، ويزيد من عامل الأمن الملاحى وهو الأمر الذي تحرص عليه الهيئة في كل مشاريع تطوير المجرى الملاحى السابقة بالتعميق والتوسيع المستمر الذي تبلور مؤخرًا بحفر قناة السويس الجديدة لزيادة استيعاب القناة للسفن العملاقة في ظل اتجاه ترسانات السفن نحو صناعة السفن العملاقة، الأمر الذي يرفع من تصنيف قناة السويس وبالتالى زيادة دخل القناة والدخل القومى. وأكد الربان محمد فوزى أنه بناءً على تعليمات الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس تم تجهيز المرشدين وإعدادهم للإبحار في القناة الجديدة وأثناء الحفر قمنا بمحاكاة القناة الجديدة لنتمكن من الدخول بالسفن للمجرى الجديد بأمان. وأضاف: تم تجهيز جميع المساعدات الملاحية وشراء أحدث الشمندورات وتجهيز محطات الإرشاد والرادارات لمتابعة السفن أثناء عبورها ويقوم مكتب الحركة بمتابعة القوافل بطول المجرى الملاحى لقناة السويس وتستطيع الأجهزة الحديثة رؤية مواصفات السفينة وموقعها والاتصال المباشر مع طاقم السفينة. وتابع: «تم تحديد سرعات خاصة للسفن العملاقة 16 كيلو/ ساعة أما السفن التي يصل غاطسها 47 قدمًا تحدد سرعتها ب14 كيلو/ ساعة لتتراوح فترة العبور 11 ساعة يوميًا دون أي فواصل للانتظار. الربان عمرو فايز، مراقب حركة، أكد أن مكتب الحركة بالإسماعيلية هو المكتب الرئيسى لمراقبة المجرى الملاحى ومتابعة قوافل الملاحة يوميا، حيث تم تزويده بأحدث الأجهزة والرادارات والأجهزة اللاسلكية والوسائل السمعية والبصرية لسهولة التواصل مع طاقم السفينة، من خلال شاشات عرض يمكن رؤية القافلة كاملة، وتظهر السفن كنقاط لترمز إلى موقعها وتتم متابعة حركة الملاحة بالأساس بالاعتماد على ثلاث وسائل رئيسية وهى جهاز الرادار وجهاز ais المشابه في عمله لجهاز gbs والكاميرات التليفزيونية. ويوضح فايز أن مكتب الحركة تم تجهيزه كبانوراما مكونة من 10 شاشات تعتمد على الرادار لتغطية المجرى الملاحى بالكامل ابتداء من السويس وحتى بورسعيد، ويمكن من خلاله معرفة عدد السفن العابرة وبياناتها كما يمكن رؤية قطاع بعينه بصورة مكبرة. جهاز ais يشبه الرادار في الشكل والوظيفة ويتم تثبيته على السفينة لتحويل الإشارات بعد معالجتها من خلال الحاسب إلى صورة تتضح فيها السفينة كنقطة وتظهر معها كل البيانات المتعلقة بالسفينة. علاوة على ذلك يتم التواصل الدائم بالسفن طوال فترة رحلتها بقناة السويس من خلال أجهزة لاسلكية كما أن هناك أجهزة اتصال خاصة بالمرشدين في حالة حدوث أي طوارئ يتم إبلاغ المركز مباشرة ويمكن أيضا معرفة أي حادث من خلال شاشات المراقبة قبل اتصال طاقم السفينة، حيث يتم إرسال المساعدات اللازمة لها قبل الاستغاثة. يقول الربان عمرو فوزى: نحن نتعامل مع أحدث وسائل التكنولوجيا للاتصال بين المرشدين وكل من مراقبى الملاحة ومحطات الإرشاد ويظهر ذلك من خلال «التيترا» وهى شبكة خاصة بهيئة قناة السويس لا يمكن لأحد اختراقها أو التدخل فيها إضافة إلى جهاز vhf sailor الدولى الذي يتم استخدامه في حالة تعطل جهاز التيترا الخاص بالمرشد أو في حالة الرغبة في التواصل مع السفينة بعد نزول المرشد من السفينة. اكتشاف أعطال السفن قبل الاستغاثات.. ورئيس مراقبة الملاحة: القناة الجديدة قللت زمن العبور داخل فيلا ديليسبس بداية الحكاية كانت من هنا.. حكاية القناة التي دفع المصريون دماءهم في حفرها، حيث بدأ الحفر بأول ضربة فأس بيد المسيو فرديناند ديليسبس. من داخل فيلا «ديليسبس» صاحب فكرة شق قناة السويس، رصدت «البوابة» مقتنيات «صاحب فكرة القناة»، التي كانت شاهدة على حقبة تاريخية مهمة في حياة منطقة إقليم قناة السويس، حيث تعد فيلا ديليسبس تحفة معمارية، ومن أقدم المنشآت التي أقيمت على أرض مدينة الإسماعيلية سنة 1862، وبنيت على طراز منازل الريف الأوروبي تقع في شارع محمد على، بقلب المدينة، لتظل شاهدة على تاريخ المدينة عندما بدأ العمل في شق قناة السويس. محمد عادل الصولى، رئيس قسم الاستراحات بهيئة قناة السويس والمسئول المباشر عن فيلا ديليسبس، أكد أن الفيلا سيتم تحويلها لمتحف تاريخى، خاصة بعد ضمها إلى وزارة الآثار لتخليد دورها العظيم وتوثيق ما بها من مقتنيات تحاكى فترة حفر قناة السويس. وكشف «الصولى» أن الدبلوماسى ديليسبس لم يكن مهندسًا لكنه استعان بالمهندس «نجريلى» في مشروع حفر قناة السويس، وكانت الملكة أوجينى، إمبراطورة فرنسا «عمته»، دفعت به للعمل في القنصلية الفرنسية بالإسكندرية. وعن فيلا ديليسبس قال «الصولى» هي من أول المبانى التي بنيت بمحافظة الإسماعيلية وهى عبارة عن دور أرضى يعلوه طابق آخر تحيط به حديقة محاطة بسور ويوجد بسور الحديقة حوض للغسيل من الرخام يعتبر تحفة معمارية نادرة، فضلا عن غرف الاستراحة المزينة بالزخارف الخشبية والقرميد. ويضم الطابق العلوى للمبنى عدة غرف للنوم وحمامات، لم يتم المساس بها للحفاظ عليها من عوامل الرطوبة، وتم تنفيذ مبنى آخر بعد 15 عامًا من بناء الفيلا لتوسعتها، ويضم 4 غرف للنوم وحمامات واستراحة كانت تستخدم لرئاسة هيئة قناة السويس. مقتنيات «ديليسبس» تضم الفيلا بعض المنقولات الشخصية الخاصة بديليسبس وهى عبارة عن بعض الخرائط والمسودات الخاصة بحفر قناة السويس، وعربة مصنوعة من الخشب والحديد تجرها الأحصنة، كان يستخدمها لتفقد أعمال الحفر بقناة السويس ومكتب معدنى وسرير محاطًا بستائر كان ينام عليه. في مدخل الفيلا تقف عربة ديليسبس الشخصية التي تَجرها الخيول على نصب تذكارى، بعدما كان يستخدمها المُهندس الشهير للمرور على مواقع العمل أثناء عمليات الحفر، ثم ترى ترمومتر لقياس حرارة الجو وضع في مكانه منذ 120 عامًا وما زال يعمل بكامل كفاءته حتى الآن. ومن داخل غرفة ديليسبس وضع ورق حائط صمم خصيصًا في فرنسا ولم تصبه عوامل الجو حتى الآن سوى جزء بسيط منه وعوض عن ذلك بتصميم جزء آخر مقلد وتم لصقه، لكن من الطريف أننا نجد أن الورق الأصلى أكثر جمالا وبريقا من المقلد. على حائط الغرفة وضعت الكثير من اللوحات التي تضم صورته مع زوجته والمهندس نجريلى وصورة لمنزل ديليسبس في فرنسا، وأخرى له مع أصدقائه بالزى العربى، وصورة للملكة أوجينى وضعت فوق المكتب، وصليب كبير، ودعوة حفل افتتاح قناة السويس. وتضم الغرفة سريرًا معدنيًا تعلوه «ناموسية» وأسفل السرير يوجد «طشت» كان يستخدم في الاستحمام وإبريق كان يملؤه بالمياه للاستحمام أو غسيل الأيدى. بجانب السرير توجد طاولة صغيرة يعلوها بعض القوارير الزجاجية الزرقاء تخص زوجة ديليسبس حيث كانت تملؤها بمختلف العطور، ومكتبه وضع عليه نسخة عتيقة من الإنجيل مكتوبة باللغة اللاتينية وقلمان ريشة. داخل دولاب ديليسبس وضعت بعض الأوانى الخاصة ومرآة ومسن ل«موسى الحلاقة» وفرشاة الحلاقة ومجموعة من كروت «التاروه» وقطع الدومينو والشطرنج. وبالخروج إلى الصالون رقم 1 تجد «صينية» طعام كبيرة مصنوعة من النحاس ومطعمة بالأحجار النادرة ومدفأة كلاسيكية، أما الصالون رقم 2 فيضم العديد من المقاعد القديمة وصورًا خاصة بعمليات حفر قناة السويس، وآثارًا ل«شظية» على حائط الصالون من جراء الحرب العالمية الثانية. رحل «ديليسبس» عن مصر بعدما حقق حلمه تاركا وراءه مشروعًا غيّر وجه الأرض وخلف وراءه آثارًا شاهدة على عصره ومقتنيات لتعبر عن وجوده على أرض القناة. مشهد من داخل فيللا ديليسبس من هنا تبدأ شارة العبور داخل محافظة الإسماعيلية، أنشئ ثانى مبنى للإرشاد الملاحى، وهو المقر الرئيسى لإدارة هيئة قناة السويس. افتتحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في 26 يوليو 1966 للعمل على إرشاد السفن وذلك عقب قرار تأميم القناة. المبنى الضخم تم بناؤه على مساحة 3000 متر مربع، ويتكون من 13 طابقًا وبداخله أكثر من 400 غرفة و8 قاعات رئيسية للاجتماعات. تم إخلاء المبنى تماما بعد تدمير جزء منه في يونيو 1967، وقام الرئيس السادات بإعادة افتتاحه للعمل مرة أخرى في 5 يونيو 1975، في ذكرى إعادة افتتاح المجرى الملاحى للعمل مرة أخرى عقب حرب أكتوبر. يتولى المبنى إرشاد عشرات السفن التي تمر بالمجرى الملاحى يوميًا من الاتجاهين الشمالى والجنوبى، وتم تزويده بأحدث الأجهزة التكنولوجية الحديثة في مجال الملاحة الدولية. محمد فوزى: جميع مرشدى هيئة قناة السويس مصريون، ومعظمهم كانوا يعملون في القوات المسلحة ومن خريجى الأكاديمية العربية للنقل البحري.