أجمعت كل الدراسات والمراجع التي تناولت مسيرة جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1928 في مدينة الإسماعيلية، وبالخلية الأولى: «الإخوان الستة»، والتي كانت نواة الجماعة، حيث كانت البدايات ذات طابع تربوي تهذيبي أخلاقي، وإلى ذلك يشير مؤرخ الإخوان، جمعة أمين عبدالعزيز، في موسوعته الضخمة «أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين».. يقول «وكان الإمام البنا حريصًا على أن يضع منهجًا دراسيًّا للمجموعة التي يلتقي بها في مدرسة التهذيب، فاشترى لهم مجموعات من الكتب الدينية، بالإضافة إلى المصاحف، وزعها على كل من التزم المواظبة على تلقي الدروس، وحفظ القرآن الكريم». وعلى ذلك.. يمكن اعتبار فترة الإسماعيلية (1928- 1932) بمثابة الطور التأسيسي لجماعة الإخوان المسلمين، اختبر فيه حسن البنا بشكل ملموس فاعليته القيادية، وتمكنت الجمعية خلال هذه الفترة من تكوين عدة شعب على طول الجنب الشرقي للدلتا (الإسماعيلية – بورسعيد – السويس)، وعلى الجانب الغربي (المحمودية – شبراخيت). ومن هنا تعتبر هذه الفترة بمثابة الطور الأول في مسيرة الجماعة التنظيمية والحركية. وللاقتراب أكثر من طبيعة البناء التنظيمي لجماعة الإخوان في الفترة (28 - 1932)، ورغم وجود شعب منتشرة في محافظاتالإسماعيلية وبورسعيد والسويس والبحيرة -ويمكن إضافة مجموعة القاهرة، التي ارتبطت بحسن البنا أثناء فترة دراسته في دار العلوم، ومع وجود مسئول لكل شعبة وتحديد مسئوليات للعضوية- فإنها كانت مجرد بدايات (الطور الأول)، ويمكن اعتبار العام 1933، الذي شهد انعقاد المؤتمر الأول للإخوان المسلمين بالإسماعيلية وما صدر عنه من قرار مجلس الشورى العام، بمثابة الطور الثاني في رحلة الجماعة التنظيمية وإطارها الحركي. قبل ذلك لم يكن للجماعة تركيب بنائي بالمعنى الاصطلاحي المعروف مذ كانت بعض الشعب المتناثرة في الأقاليم تتلقى تعلمياتها من المركز العام بالقاهرة، وكان يخص نفسه بأساليب معينة في التربية، مثل نظام الكتائب، لا يطلب من الشُعب القيام بمثلها، وعلى هذا كان النظام السائد في الجماعة في ذلك الوقت أقرب إلى النظام المركزي. وقد تكونت هيئة مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين لأول مرة بناء على قرار مجلس الشورى العام الذي انعقد بالإسماعيلية في شكل المؤتمر الأول للإخوان المسلمين بالقطر المصري يوم الخميس 22 صفر 1352ه الموافق 1933، وكان هذا المؤتمر يمثل 15 فرعًا، وتكون مكتب الإرشاد من 11 عضوًا، ويلاحظ على هذا التشكيل أنه ضم واحدًا من خريجي دار العلوم (المرشد العام حسن البنا)، وأربعة من خريجي الأزهر، وواحدًا من الأعيان من ملاك الأراضي بالدقهلية، وخمسة من صغار الموظفين، وليس فيهم أحد له نشاط أو فكر سياسي معروف. ومع تنامي الجماعة وزيادة عضويتها ونشاطها، يمكن رصد الطور الثالث في تاريخ البناء التنظيمي الحركي للجماعة، حيث اتخذ شكلاً هرميًّا على قمته المرشد العام، ثم مكتب الإرشاد العام – المكاتب الإدارية – المناطق – الأقسام – الشُعب، وتقسم الشعب إلى أسر، والأسرة إلى مجموعة أفراد لهم نقيب. وقد كان انعقاد المؤتمر الثالث في 1935 تجسيدًا لهذه الأطر التنظيمية، وساهم في استكمال التشكيلات التنظيمية على النحو التالي: 1. فضيلة الأستاذ المرشد. 2. مكتب الإرشاد. 3. مجلس الشورى العام الذي يتكون من نواب المناطق. 4. نواب المناطق والأقسام. 5. نواب الفروع. 6. مجالس الشورى المركزية. 7. مؤتمرات المناطق. 8. مندوبو المكتب. 9. فرق الرحلات. 10. فرق الأخوات. وقد ترك المجتمعون لفضيلة المرشد العام تحديد مهمة كل هيئة من هذه الهيئات. يتبع