سياسيون عن ورقة الدكتور محمد غنيم.. قلاش: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد.. النقاش: تحتاج حياة سياسية حقيقية.. وحزب العدل: نتمنى من الحكومة الجديدة تنفيذها في أقرب وقت    المقاولون العرب تنتهي من طريق وكوبري ساكا لإنقاذ سكان أوغندا من الفيضانات    أسعار الذهب صباح اليوم السبت 27 أبريل 2024    بمشاركة 3 آلاف فرع ومنفذ، استمرار فعاليات مبادرة "كلنا واحد" لتوفير السلع بأسعار مخفضة    الكهرباء تحدد 3 أسباب لرفض كارت العدادات مسبقة الدفع الشحن من ماكينات الدفع الإلكتروني    أوكرانيا تعلن تصديها لصواريخ روسية، وموسكو: أسقطنا 66 مسيرة    جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن 25 غارة جوية على غزة خلال اليوم الماضي    10 معلومات عن أهمية الزيارة التاريخية المرتقبة للرئيس السيسي إلى تركيا    مواصلة الاحتجاجات في جامعة كولومبيا للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة|شاهد    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    مسئول أمريكي كبير يزور لبنان.. تفاصيل    موعد مباراة بلدية المحلة وزد في الدوري المصري والقناة الناقلة    موقف محمد صلاح، تشكيل ليفربول المتوقع أمام وست هام في الدوري الإنجليزي    خروج جميع مصابي حادث حريق سوء الأحوال الجوية في الأقصر    تجديد حبس تشكيل عصابى تخصص في سرقة أجزاء من السيارات بالعجوزة    الإنترنت المظلم| كارثة اسمها "دارك ويب" بعد جريمة شبرا الخيمة البشعة.. ماذا حدث؟    تنطلق الليلة.. تفاصيل الدورة 39 من مهرجان المسرح العالمي    «شيخ أزهري اتهمها بالزنا».. انهيار ميار الببلاوي في بث مباشر    علي جمعة: الشكر يوجب على المسلم حسن السلوك مع الله    هتنام بسرعة| 4 آيات حل رباني لمن لا يستطيع النوم ليلاً.. داوم عليها    انخفاض أسعار الدواجن اليوم 27 أبريل    بعد قليل.. الحكم في اتهام مرتضى منصور بسب عمرو أديب    المتهم خان العهد وغدر، تفاصيل مجزرة جلسة الصلح في القوصية بأسيوط والتي راح ضحيتها 4 من أسرة واحدة    اليوم.. الجنايات تنظر محاكمة متهمي "خليه المرج"    بورصة الذهب تنهي تعاملاتها الأسبوعية بخسائر تتجاوز 50 دولارًا | تقرير    تشكيل ليفربول المتوقع أمام وست هام.. صلاح ونونيز يقودان الهجوم    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. السبت 27 أبريل    إسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت ومركبات مدرعة ودبابات "ليوبارد" إلى كييف    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    دينا فؤاد: مسلسل "الإختيار" الأقرب إلى قلبي.. وتكريم الرئيس السيسي "أجمل لحظات حياتي"    محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. السبت 27 أبريل 2024    حكم الشرع في الإسراع أثناء أداء الصلاة.. دار الإفتاء تجيب    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    للحماية من حرارة الصيف.. 5 نصائح مهمة من وزارة الصحة    تحذير دولي من خطورة الإصابة بالملاريا.. بلغت أعلى مستوياتها    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    «المركزية الأمريكية»: الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر    د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج    "اتهاجمت أكثر مما أخفى الكرات ضد الزمالك".. خالد بيبو يرد على الانتقادات    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    قبل مواجهة دريمز.. إداراة الزمالك تطمئن على اللاعبين في غانا    محمد هلب: السيارات الكهربائية بمثابة مشروع قومى لمصر    شعبة البن تفجر مفاجأة مدوية عن أسعاره المثيرة للجدل    يسرا اللوزي تكشف سبب بكائها في آخر حلقة بمسلسل صلة رحم.. فيديو    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    تحرير 17 ألف مخالفة مرورية متنوعة على الطرق السريعة خلال 24 ساعة    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    أرقام مميزة للأهلي بعد تأهله لنهائي دوري أبطال أفريقيا    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التصحيح في آلام السيد المسيح
نشر في البوابة يوم 04 - 10 - 2016

إعداد: القس عيد صلاح راعى الكنيسة الإنجيلية الثالثة بالمنيا
القس الصعيدى اعتمد «تأويل النص الدينى» فى القرن ال13 الميلادى مقابل اكتفاء «ابن تيمية» بالتفسير الظاهري
تحتل قضية النص الدينى مكانةً كبيرةً فى التفكير المعاصر وهى من القضايا الهامة التى تشغل بال الكثيرين فى شرقنا العربى، وخصوصًا بعد ما سُميَ بالربيع العربى والذى كان لنا نصيب فيه من خلال ثورة 25 يناير 2011م، والتى كشفت عن حجم التيار الدينى الذى يحتمى بالنصوص الدينية، وهذه القضية ليست جديدة، ولكن لها جذورها، فالحضارة العربية مبنية على النص الدينى إسلاميًا كان أو مسيحيًا.
ولكننا فى احتياج شديد إلى فهم النص، فالفهم الواعى للنص الدينى، يقود إلى تغيير الحياة من خلال خطاب دينى مستنير قادرٌ على أن يُحرر الإنسان من التشدد ويقوده إلى الانفتاح على الآخر.
ومن الحاضر للماضى نقف عند نقطة هامة ومحورية فى تاريخ تناول النص الدينى المسيحى وتفسيره، أسميتها فى ورقتى هذه «فى سبيل نظرية عربية مسيحية للتفسير.. بطرس السدمنتى نموذجًا» والزمان، فى القرن الثالث عشر، والمكان هنا فى مصر، والإنسان هو بُطرس السدمنتى وهو يُعتبر من النماذج الفكرية المشرِفة التى ساهمت فى فَهَم النص الدينى فى العمل الذى قام به، والذى يعتبر الأول فى الكتابة عن التفسير، وهو «التصحيح فى آلام السيد المسيح» وهو الكتاب الأشهر له، والذى عُرفَ من خلاله، ويشمل قصة آلام المسيح حسب رواية إنجيل البشير متى.
وفى هذا الكتاب وقبل أنْ يتحدث بُطرس السدمنتى عن قصة آلام المسيح، وَضَعَ فى القِسم الأول ما يُسمَى بالمُقَدِمة فى التفسير، والتى وُضِعت بعد ذلك كمقدمة لكتاب «كتاب تحفة الأمجاد فى تفسير فصول الآحاد والأعياد طبقًا لترتيب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية» طبعه فيلثاؤوس المقارى ويوسف بك منقريوس وذلك عام 1914م، وقد اشتغل على نص هذه المقدمة بُطرس ڤن دن آكر فى رسالة دكتوراه نشرها تحت عنوان «بُطرس السدمنتى المُقَدِمة فى التفسير»، ونشرتها دار المشرق ببيروت عام 1972م واعتمد بُطرس ڤن دن آكر على 5 مخطوطات لهذا العمل وقد ذكرها فى مقدمة العمل المحقَق: مخطوط المكتبة الوطنية فى باريس برقم عربى 90 وهذا المخطوط هو الأساس الذى اشتغل عليه فى عمله، مخطوط البطركية القبطية الأرثوذكسية فى القاهرة برقم لاهوت 33، مخطوط البطركية القبطية الأرثوذكسية فى القاهرة برقم لاهوت 163، مخطوط مدرسة القديسين بُطرس وبولس فى عشقوت بلبنان برقم 55، مخطوط دير مار مينا فى القاهرة برقم لاهوت 5.
والجدير بالذكر أنَ هذا العمل وهو «المُقَدِمة فى التفسير» والتى حقَقها وقدَم لها وترجمها إلى الفرنسية بُطرس ڤن دن آكر هى التى نعتمد عليها فى دراستنا هذه، والهدف منها هو إبراز قيمة هذا العمل، والتعرف على محتواه من زاوية قضية النص والتفسير، وكيف تعامل بُطرس السدمنتى معها؟ وكيف أسَس لنظرية عربية فى التفسير؟ وما هو صداها لنا اليوم؟ وسنتناول هذا بعد أنْ نعرض بعض اللمحات عن سيرة وكتابات بُطرس السدمنتى.
أولاً: بُطرس السدمنتى، مَن هو؟
يذكر جورج قنواتى عن كاتبنا الآتى «بُطرس السدمنتى راهب قبطى من أصل أرمنى، عاش فى دير مار جرجس فى سدمنت فى الفيوم معاصر لبولس البوشى، إحدى مقالاته مؤرخة 1260م»، وفى نفس السياق يقول وديع أبوالليف «من المعاصرين لبُطرس السدمنتى والمتعاملين معه فى حقل الأدب الأنبا يوساب أسقف أخميم».
وحول أصله والتاريخ الذى عاش فيه اختلفت المصادر فلقد أجمعت مصادر عديدة على أنَ بُطرس السدمنتى عَاشَ فى القرن الثالث عشر الميلادى وهو عصر النهضة العلمية والثقافية إسلاميًا ومسيحيًا.
بينما يشير عزيز سوريال عطية فى مقالة قصيرة، فى دائرة المعارف القبطية، عن بُطرس السدمنتى إنَ أصله مصرى من صعيد مصر، ويرى أنَه ربما من آباء القرن الحادى عشر الميلادى بينما يذكر جراف فى هذا الصدد «كان بُطرس من أصل أرمنى ولهذا يُلَقب بالأرمنى لكنه كرَسَ حياته وكتاباته لخدمة الكنيسة القبطية، وقد سَكَنَ دير مار جرجس بالفيوم وهناك كتب مؤلفاته».
ويذكر كامل صالح نخلة أنَ «القس بُطرس السدمنتى من آباء القرن الثالث عشر الميلادى، وكان من كبار علماء اللاهوت القليلين فى ذلك العصر».
كما ذكرت سابقًا فإنَ المصادر قد أجمعت على أنَ بُطرس السدمنتى عاش فى القرن الثالث عشر الميلادى، وقد دللت مصادر كثيرة على كونه أنَه عاش فى القرن الثالث عشر الميلادى من بينها: فقد كتب «مقالة فى الاعتقاد» يوم الأربعاء السابع العشر من شهر بشنس عام تسعمائة وسبعين للشهداء (1254م)» هذا التاريخ حسب ما ورد فى مخطوط فى دير أنبا مقار، بينما يذكر جراف أنَ هذه المقالة المُسمَاة «مقالة فى الاعتقاد» كُتِبَت فى عام 1260م.
وهو مِن المفكرين المصريين المتميزين الذين أغنوا الفكر العربى المسيحى بإبداعات متميزة، ساهمت فى الحفاظ على الهُوَيَة والإيمان المسيحى فى مصر والشرق الأوسط فى ظل القرينة العربية الإسلامية.
وهو قد تميز بأنَه «عَالِمٌ كتابي» حسب وصف عزيز سوريال عطية فى الموسوعة القبطية. ويذكر أثناسيوس المقارى إلى أنَه «قد وَضَعَ قلمه الخصيب فى خدمة التَعليم والتَهذيب».
ثانيًا: کتاباته وإنتاجه الفکري
هناك عبارة تقول «مَن كتب لم يمت». وهذا دليل على أهمية الكتابة فى كل جيل وعصر، فهى تحفظ الفكر، وتسجل حقائق التاريخ وخبرات الأجيال.
عاش بُطرس السدمنتى فى عصر اهتم بالكتابة، ويشير وديع أبوالليف عن هذا العصر بالقول: «يمثل القرن الثالث عشر العصر الذهبى للأدب العربى المسيحى للأقباط، فقد ظهر فى هذا القرن عدد من الكُتاب يفوق العدد الذى ظهر فى القرون السابقة والقرنين اللاحقين» ويقول جراف حول إنتاجه الفكرى «لقد جُمعت معظم مؤلفات بُطرس السدمنتى (إلى جانب مؤلفات أخرى كثيرة) فى مخطوط الفاتيكان 126 (عام 1687)، وعنوان المجموعة كلها هو: «مؤلفات الأب القديس والفيلسوف الخبير، القس أنبا بُطرس، الراهب الأرمنى بسدمنت».
أما عن كتاباته فيعددها جورج جراف فى موسوعته وهو - أى جراف - عميد الدراسات العربية المسيحية، ومنها استقى الأب جورج قنواتى فى كتابه، وكذلك مجلة مرقس - تصدر عن دير أبومقار - فى سياق نشرها لبعض من كتابات السدمنتى وقد بدأت فى فبراير 2012م «سيرة إشعياء» وقد أوردت فى مقدمة النشر - لمخطوط رقم س 21 (ورقة 133 وجه إلى 176 ظهر) بمكتبة دير القديس أنبا مقار ببرية شهيت - قائمة بكتابات السدمنتى، وكذا أثناسيوس المقارى فى فهرسه، أما الأب وديع أبوالليف فقد صنفها بصورة طيبة نذكرها له على النحو التالى، معتمدًا على رسالة دكتوراه قد أشار إليها: «وازدهر فى النصف الثانى من القرن الثالث عشر الراهب بُطرس السدمنتى، الأرمنى الأصل، وقد ترك عدة مؤلفات فى مجالات مختلفة، وقد حظيت حياته وكتاباته بعدة دراسات آخرها رسالة دكتوراه للأب كامل وليم (حاليًا الأنبا كيرلس وليم أسقف أسيوط للأقباط الكاثوليك) دافع عنها فى الجامعة الجريجوريانية سنة 1983، وعليه نعتمد هنا.
وقد حظى كثير من مؤلَفات السدمنتى بالطباعة. وأهم مصنفات بُطرس السدمنتى كتاب «القول الصحيح فى آلام السيد المسيح»، وهو الكتاب الوحيد الذى يذكر له أبوالبركات (ص 319)، ويدعوه «تصحيح الاعتقاد فى آلام المسيح وبيان الحق فى آلام المسيح وبيان الحق على الوجه الصحيح»، وقد طُبع الكتاب فى القاهرة سنة 1872، وسنة 1926، وطبعات أخرى مصورة، وأخرى جزئية.
ولبُطرس «مقالة فى الاعتقاد» نشرت فى القاهرة سنة 1895، وفى مجلة «الكرمة» 12 (1926)، ص 226 - 232، 282 - 286، والمقالة ذات طابع عقائدى. ولكاتبنا «أرجوزة فى الاعتقاد» نُشرَت فى القاهرة سنة 1884 وسنة 1927.
وفى مجال العقيدة كذلك وضع بُطرس السدمنتى «كتاب الإشراق»، وهو غير منشور، ومخطوطاته قليلة. ولبُطرس أيضًا كتابات دفاعية منها «مقالة للدفاع عن التوحيد المسيحي»، نشرها سمير خليل فى مجلة «صديق الكاهن» 19 (1979)، ص 44 - 58، وكتاب «حل الشكوك» وهو غير منشور، «ورد على جمال الدين المصري».
وفى مجال الأخلاق لدينا كتاب «مختصر تهذيب النفس فى العمليات» طُبِعَ فى مجلة صهيون 32 (1932)، ص 65 - 72، 81 - 92، 113 - 119، 129 - 137.
وثمة مقالة أخلاقية أخرى حول «الفضائل»، لم تطبع بعد. وفى حقل الروحانيات وضع بُطرس السدمنتى كتاب «مطلع النجاة فى المناجاة» ويشمل مجموعة من الصلوات والتأملات، وقد طبع مرتين فى القاهرة، سنة 1890، وسنة 1976. ووضع بُطرس أخيرًا سير القديسين: اشعيا، وايسيذوروس الإسكندرانى، وببنودة المطردى».
من خلال العرض السابق لكتابات بُطرس السدمنتى والتى صنفها جراف فى أربعة عشر كتابًا، نلاحظ أنها قد تميزت بالتنوع والعمق، وقد غطت مجالات كثيرة فى الفكر المسيحى، وصيغت فى قوالب أدبية متنوعة مثل: الدراسة، التفسير، الشعر مثل الأرجوزة الذى تميز بها فى بعض كتاباته وهى «جُمل قصيرة مقفاة على وزن رَجَزَ، وهو بحر من بحور الشعر. وقد استخدم هذا القالب الأدبى مؤلفون كثيرون من أجل التعليم الكنسى»، ثم القصة، وسير القديسين.
وتناولت كتاباته موضوعات شتى مثل: تفسير الكتاب، اللاهوت والعقيدة، الكتابات الروحية، الدفاع عن المسيحية، البعد الأخلاقى.
وترجع قيمة هذه الكتابات أنَها كتابات مصرية شرقية عربية مسيحية من صلب البيئة المصرية التى احتوت اللغة العربية كوعاء للتفكير اللاهوتى التى أصبحت جسرًا للتواصل بين أبناء المجتمع المصرى فى تلك الفترة من تاريخ مصر ومنطقة الشرق الأوسط، واستوعبت هذه الكتابات التاريخ والثقافة فى تصالح مع الواقع.
وقد عالجت هذه الكتابات بكل تأكيد قضايا حقبتها الخاصة وأدت رسالتها للكنيسة والمجتمع. ويأتى كلام جابر عصفور فى سياق البحث عن كنوز التراث العربى، ويقول: «إنَ الجانب الإبداعى الأصيل من التراث هو الجانب الذى يغوص فى أعمق أعماق زمنه الخاص، فيصل الجذر الإنسانى الذى يجعله قادرًا على إثارة كل الأزمنة الإنسانية فى كل مكان».
ويواصل جابر عصفور كلامه المهم والقيم بالقول «وهنا يأتى دور التقييم الجديد للتراث بمنظور المكان وعلى سنة الزمان، كما يقول الكندى الفيلسوف. وتكون وسائل هذا الدفاع بمحو الغبار الذى تراكم والنسيان عبر العصور، وإعادة الاعتبار لما يستحق التقدير المعاصر ويلتقى وإياه فى الذوق الجمالي» وسنحاول القيام بما ذكره جابر عصفور فى أطروحته.
وهذا هو دورنا كباحثين ومهتمين فى مجال التراث العربى المسيحى، ندرك «أنَ فى تراثنا بكل مجالاته من الكنوز ما يظل فى حاجة إلى الكشف» وبالتالى تكون رسالتنا هى إبراز القيمة الفكرية والثقافية متحررين من فكرة الدفاع عن التراث أو الاحتماء به إلى تقديم جديد له بإبراز قيمته على أساس أنَه كان رؤية فكرية فى حدود مكانها وزمانها وأطرها الفكرية، يقول عصفور «وإذن فما يحتاج إليه التراث الأدبى للدفاع عنه، ليس المحاججة النظرية، وإنما الممارسة العملية بالتقديم الجديد له، وتقديمه بما تسيغه الأذواق المعاصرة» وتعاملنا فى هذه الورقة هو تقديم لما أنتجه فكر السدمنتى فى قضية النص والتفسير، وخصوصًا المقدمة فى التفسير.
ثالثًا: المُقَدِمة فى التفسير
جاءت «المُقَدِمة فى التفسير» واحدة من ضمن المُقَدِمات الثلاث الواردة فى كتاب «القول الصحيح فى آلام السيد المسيح» الذى يقول عنه جراف: «إنَه من أهم مؤلفاته مضمونًا واتساعًا وهو تفسير لما جاء فى الأناجيل عن آلام السيد المسيح وحياته العلنية». ويشملُ كتاب «القول الصحيح فى آلام السيد المسيح» على ثلاث مُقدِمات وهى: المُقَدِمة فى التفسير، أعمال السيد المسيح، تفسير الآلام. أما عن المُقَدِمة فى التفسير فيدعوها جراف أنَها: «مختصر لعلم التفسير وقد كُتِبَ عام 1231م، وإنْ كان قد رُتِبَ فيما بعد. وأهم القضايا المشروحة وجملتها سبع قضايا هى طريقة وفن الشرح حيث تثبت المعنى المجازى والحرفى والسرى الروحى ثم المعنى التطبيقى».
فى هذه المُقَدِمة نجد بلاغة كبيرة من حيث اللغة العربية وجمال فى المعنى، وعمق فى التعبير، وغنى فى المفردات والمعانى، والجدير بالذكر أنَ بُطرس السدمنتى استخدم مفردات وتعبيرات إسلامية كثيرة دون حرج، مما بين قدرته الكبيرة فى التواصل والتصالح مع الثقافة العربية الإسلامية فى ذلك الوقت. كما بينت المُقَدِمة معرفة السدمنتى بالقوانين الكنسية. وبينت أيضًا هضم بُطرس السدمنتى لكافة المدارس الفكرية فى التفسير التى كانت سائدة قبله أو معاصرة له، وخَطَ لنفسه نهجًا تفسيريًا عربيًا مسيحيًا خالصًا. وهو يعتبر من الرواد المؤسسين لما سماه مارتان عقاد «فى سبيل نظرية شرقية معاصرة لتفسير الكتاب المقدس» وهو ما نحاول جاهدين أن نبرز ونؤسِس لهذه المدرسة الفكرية التفسيرية فى تراثنا العربى المسيحى فى هذه الورقة البحثية.
تتكون المُقَدِمة فى التفسير من سبعة فصول وهى: ما هو التفسير؟ وما هى حقيقته؟ وعلى ماذا تدل هذه اللفظة؟، ولِمَ اتخذ وما هو سبب اتخاذه؟ وكيف هو؟ وكم هى أقسامه؟ وما هى البراهين الدالة عليه؟ وأية ضرورة قادت إليه؟» وقد حملت المؤلفات العربية الإسلامية عناوين مشابهة أذكر منها على سبيل المثال، «مقدمة فى أصول التفسير» لابن تيمية تقى الدين أحمد بن عبدالحليم (621 - 728ه). وهذا يبين أن قضية التفسير شغلت المهتمين بالنص الدينى فى منطقة الشرق الأوسط قديمًا وحديثًا. وقد ظهرت اتجاهات متباينة فحين اتجه ابن تيمية إلى اتجاه عدم التأويل، أخذ السدمنتى التأويل منهجًا.
رابعًا: مفهوم النص ومعنى التفسير
نعرض لما قاله بُطرس السدمنتى عن النص فهو يُقر بحقيقة الفرق بين النص والتفسير فيقول: «والفرق بين النصوص والتفاسير، أنَ النصوص كالكنوز المخفية والتفاسير كالجواهر المرئية. والكنوز لا يصل إليها إلا أعظم الناس قدرًا، وهى كالأمور السرية المكنونة فى الكتب الإلهية» وفى هذا السياق يذكر السدمنتى عن النص «كتب النصوص الإلهية خفية المقاصد والأغراض، فقد اختصت بألفاظ مفردة ومعان مجملة، لا يفهمها الكافة، [لذلك] اُحتيج إلى التفاسير، ليتوصل بها الجاهل والعالم إلى إدراك ما هو معتاص».
هناك حقيقة لولاها ما كان التفسير وهى غموض النص، فالمفسر لا يفسر الأمور الواضحة، إنَ مهمة المفسِر هى ألا يفسر ما هو واضح ولكن ما هو غامض. ومن خلال النص الخفى المقاصد والأغراض، ومن خلال ألفاظ ومعانى مجملة لا يفهمها الكافة أو عامة الناس تكون الحاجة ماسة إلى تفسير هذه النصوص لكى نستخرج الكنوز المخفية لكى تصبح جواهر علنية. فالتفسير فى فكر السدمنتى هو الذى «يعلن من باطن النصوص المعنى المستور».
وبذلك يكون معنى التفسير متسقًا مع مفهوم بُطرس السدمنتى للنص الدينى الإلهى الغامض، ويفصح عن معنيين للتفسير المعنى الاصطلاحى والمعنى اللغوى، ففى المعنى الاصطلاحى، فيقول عن التفسير :»قال، أما قولنا فى التفسير، فنقول: معنى التفسير هو الإيضاح والكشف، لأنَ به تصير المعانى التى كانت فى النص كامنة، ظاهرة علانية.» ثم يؤصل لمعنى التفسير لغويًا بالقول: «والتفسير فى اللغة العربية لفظ يدل على معنى مفيد، وإفادته الإيضاح والبيان، لأن معنى قول القائل: فسر لى أى بين لى»
وهو نفس الاتجاه الذى تبناه مؤتمن الدولة أبى اسحق بن أبى الفضل بن العسال فى مصنفه «أبلغ الوسائل فى علم الرسائل» وهو يبن الغرض من التفسير فى تفسيره لرسائل بولس بالقول: «الغرض بهذا القسم، ويشمل على على شرح معانى الرسائل الغامضة وفتح أبواب [معانيها الدقيقة] المستغفلة، وحل عقد شكوكها، وإظهار خفاياها، وإعلان أسرارها».
ونرى فى نفس السياق للمعنى اللغوى للتفسير عن بُطرس السدمنتى يماثله تمامًا ما ورد فى قواميس ومعاجم اللغة العربية معنى واصطلاحًا، يقول محمد كمال «اتفق أصحاب المعاجم اللغوية من المتقدمين والمتأخِرين على أنَ كلمة فسَر تدلُ فى اللغة على معنى البيان والكشف والإظهار». ويجمع محمد كمال عدة معان للتفسير فى السياق العربى عندما يذكر: «قال الخليل الفراهيدى فى العين: التفسير من الفسر بمعنى البيان، وقال ابن فارس فى المقاييس: الفاء والسين والراء كلمة واحدة تدل على بيان شيء وإيضاحه. وجاء فى اللسان الفسر بمعنى كشف المغطى، والتفسير كشف المراد عن اللفظ. والفسر أيضًا: الإبانة وكشف المغطى كما فى قاموس المحيط. والتفسير هو المبالغة فى إظهار المعنى المعقول كما قال الراغب فى المفردات». ثم يصل محمد كمال إلى تعريفه للتفسير من خلال ما سبق من تعريفات إلى أنَه «هكذا يتبين أنَ كلمة تفسير تدل على الإبانة والكشف وفسَر الشيء أى أظهره وكشف عن المراد منه، كما أنَ تأويل الشيء يرجع به إلى أصله والغاية المرادة منه، والرجوع بالشيء إلى أصله يعنى الكشف عن المعنى المراد من ظاهر الشيء». ويصل إلى أنَ «التفسير عبارة عن تأويل ظاهر، والتفسير عبارة عن تأويل باطن».
ويعود بُطرس ويؤكِد على معنى التفسير بالقول: «ولما كان معنى التفسير يدل دلالة حقيقية على الإيضاح والبيان، وجب ضرورة أن يكون لفظ الإيضاح أكثر من لفظ الموضوع». ويوضح نفس الفكرة بصورة أخرى بالقول: «والسؤال فى أكثر الأمر يكون مركَبًا مجمَلًا، والأشياء المجملة لا تتبين إلا مفصَلة، والتفصيل أبدًا يوجب إكثار اللفظ والعبارة: وعلى سبيل المثال صارت كتب التفسير تعادل كتب النصوص أضعافًا شتى».
يضع السدمنتى الفرق بين النص والتفاسير فيشير إلى أنَ فضيلة القراءة واحدة للنص والتفسير، وما هو مدهش أنْ يقول عن القراءة أنها فضيلة، ولكن الفائدة والمنفعة مختلفة، فيقول: «والفرق بين فضيلة قراءة النصوص والتفاسير معروفًا.
وذلك أنَ قراءة كتب النصوص لا يستفيد منها إلا العلماء أنفسهم، وقراءة كتب التفاسير يستفيد منها العلماء وغيرهم. ففائدة التفاسير إذن أعم من فائدة النصوص.
وذلك أنَ التفسير يفيد العلم والمنفعة والهداية للخاصة والعامة. وما يكون منفعة أعم، فهو أتم فضيلة من غيره. فلهذا القياس يجب التمسك بكتب التفاسير».
خَاتمة
برغم أنَ هذه القطعة الفريدة فى تاريخ التفسير العربى للكتاب المقدس - المقدمة فى التفسير لبطرس السدمنتي - لم يلتجئ إليها أحد وقد اطلعت على معظم كتب التفسير باللغة العربية لم أجد اقتباسًا أو إشارة واحدة لهذا العمل الفريد والمتميز، وهذا يعتبر عوارًا وخللًا فى التفكير العربى المسيحى المعاصر الذى يتجاهل مثل هذه الإبداعات وغيرها.
فى الوقت الذى غرقت فيه الكنيسة فى أوروبا فى العصور الوسطى فى بحر الجهل - الذى سُميَ بعصور الظلام والذى بمقتضاه بعدت فيه الكنيسة عن نور كلمة الله - كان النور يضيء فى جنبات الشرق، ولا سيما مصر، بقيادة بُطرس السدمنتى حول عودة الكنيسة إلى الكتاب بمنهج تفسيرى واضح يُمَكِن الجميع من الفهم والتطبيق والعيش بمقتضى الكلمة المقدسة.
وقد أرسى بُطرس السدمنتى منهج التفكير العلمى فى التفسير حتى داخل التفكير الدينى، بالعودة للكتاب المقدس، والتحرر من فكرة الإغراق فى المعجزات، واعتقد أنَها رسالة قوية لنا اليوم ونحن فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين أن نتمسك بالأسباب وإعمال العقل فى النص بترك الخرافات وتنقية الفكر الدينى من أوهام الخرافة.
فى سبيل نظرية عربية مسيحية للتفسير ناقشنا قضايا كثيرة فى المُقَدِمة للتفسير للسدمنتى وكان الغرض منها هو عرض لموضوع المُقَدِمة ثم التعرف عليها وعلى القضايا المثارة فيها، وكيف أظهرت اهتمام الفكر العربى المسيحى بالنص الدينى فى الكتاب المقدس. ميزة هذا العمل الذى قدمنا له وهو «المُقَدِمة فى التفسير» أنَه نبت فى البيئة الشرقيَة التى تفاعلت مع كلمة الله، وحاولت تفسيرها وفق الزمان والمكان والمعرفة والأدوات المتاحة، وجاءت المقدَمة نتيجة لتمركز الكنيسة حول الكتاب المقدس كمصدرٍ رئيسى للتعليم.
كما يبرهن هذا العمل على أنَ الحاجة إلى التفسير والتأويل حاجة ماسة فى كل عصر عندما يصعب فهم واستيعاب النصوص، وعندما تتلبس الأمور، وعندما يصطدم النص مع الواقع، أو عندما نحتاج إلى تطبيق النصوص فلا بد من التفسير أو التأويل لربط النص الدينى بالواقع المعاش، ويكون التفسير كما فعل السدمنتى فى ضوء المعايير والقيم العلمية فكرًا وسلوكًا. وأعتقد أنَ هذه الرسالة ما زالت ماثلة أمامنا اليوم وغدًا.
وفى الختام أود أنْ أقول: يبقى هذا الرجل - الأب القديس، والفيلسوف الخبير، والمفسِر البارع، بُطرس السدمنتي - فى سجل العرفان والتقدير، ونموذجًا مشرفًا لما قدَمه من قواعد ومبادئ لتفسير النصوص الدينية. وعلى ما قدَمه للمكتبة العربية على وجه العموم والفكر المسيحى على وجه الخصوص، من إسهامات متميزة تحتاج إلى أنْ ترى النور بتبنى مشروع لتحقيق ونشر كتاباته ليستفيد منها الجميع، كعلامة هامة فى تاريخ العطاء الفكرى المصرى العربى المسيحى، وأعيد المقولة التى ذكرتها من قبل، إنَ مَنْ كَتَبَ لم يمت. فسيبقى بيننا منارةً من منارات العطاء العربى المسيحى.
وستبقى الحاجة ماسة إلى أن نؤسِس لنظرية عربية مسيحية للتفسير تقرأ النص الدينى بفهم ووعى للقرينة العربية والثقافة الإسلامية، وتستوعب المتغيرات الحياتية والزمنية، وتقرأ علامات الأزمنة، وفى نفس الوقت تعبر عن القيم الإيمانية المسيحية، وسيظل التفسير هو فن الفهم.
مراجع الدراسة
■ بُطرس السدمنتي، المُقَدِمة فى التفسير، تحقيق وتقديم بُطرس ڤن دن آكر (بيروت: دار المشرق، 1986م).
■ جورج شحاتة قنواتى، المسيحية والحضارة العربية (القاهرة: دار الثقافة، 1992م).
■ وديع أبوالليف، مقدمة فى الأدب العربي المسيحي للأقباط، (أوراق، السنة الثالثة. القاهرة: كلية اللاهوت الإنجيلية، إبريل 1999م).
■ جورج جراف، تاريخ الأدب العربي المسيحي: الأقباط، ترجمة الأب الدكتور كامل وليم، نسخة بخط اليد.
■ كامل صالح نخلة، سلسلة تاريخ البابوات بطاركة الكرسى السكندري، الحلقة الأولى، البابا كيرلس الثالث (2001م).
■ بُطرس السدمنتي، خَبَر الشاب إشعياء وتعليمه (1)، مجلة مرقس (رسالة الفكر المسيحي للشباب والخدام)، سير تعليمية، من مخطوطات الدير (برية شهيت: دير القديس أنبا مقار، فبراير 2012).
■ أثناسيوس المقارى، فهرس كتابات آباء الإسكندرية الكتابات العربية، ج 1 سلسلة مصادر طقوس الكنيسة 8/1. (القاهرة، 2011م).
■ وديع الفرنسيسكاني، مقدمة فى الأدب العربي المسيحي للأقباط، مجلة أوراق (القاهرة: كلية اللاهوت الإنجيلية، 1999م).
■ جراف جورج، تاريخ الأدب العربي المسيحي: الأقباط. نسخة ورقية بخط اليد مترجمة بواسطة الأب الدكتور كامل وليم، بدون تاريخ. يسرد جراف فى موسوعته الشهيرة كتابات بُطرس السدمنتي وهى: 1- القول الصحيح فى آلام السيد المسيح. 2- مقالة فى الاعتقاد 3- مقالة فى العمليات. 4- تعاليم روحانية وألفاظ فلسفية. 5- الدفاع عن التثليث. 6- أرجوزة فى الاعتقاد. 7- كتاب الإشراق. 8- كتاب حل الشكوك.
- الطلبات (مطلع النجاة فى المناجاة).
10- قصص بناءة.
11- سيرة القديس ايسيذوروس.
12- سيرة الأنبا ببنودة.
13- أرجوزة.
14- مؤلفات أخرى غير معروفة. وما يميز جراف أنه يسرد ويسجل بدقة كافة المخطوطات والدراسات التى صدرت فى هذه المخطوطات حتى تاريخ كتابته لموسوعته.
■ جورج شحاتة قنواتى، مرجع سبق ذكره، 270. يذكر الأب جورج شحاتة قنواتى بناء على ما أورده جراف، المؤلفات الآتية: 1- رسالة فى تفسير الإنجيل ما هو، وكيف هو وأقسامه، والبراهين الدالة عليه، وأية ضرورة أدت إليه.
2- مقالة فى تفسير تدابير المسيح من حين حبل به إلى حين صعوده إلى السماء قسَمه إلى سبعة أقسام: أ- الأقتداري (آيات المسيح)، ب- الطبيعي (موته) ج- الناموسي (ختانته)، د- السياسي (نزوله إلى مصر)، ثم من التدبير الخامس للسابع- التدبيري التعليمي والنسخي.
3- مقالات لاهوتية كُتبت سنة 976 للشهداء (1260م)
4- كتاب تصحيح الاعتقاد فى آلام سيدنا يسوع المسيح وبيان الحق فيه على الوجه الصحيح.
5- مقالات فى تراجم القديسين والدفاع عن الدين.
6- مختصر تهذيب النفس.
7- أرجوزة فى الاعتقاد طبعت فى ملحق لكتاب البرهان السديد فى التثليث والتوحيد، القاهرة 1884، فى كتاب القوانين، لمرقس جرجس، القاهرة 1927م، ويعتمد قنواتى فيما قدمه على دراسة باللغة الفرنسية وهى:traité sur l'Herméneutique، in Bible. Or. T. 35. No 1-2 (1978) Pp. 21-25. A. Sidarous، Un exegete du VII-XII siécle، Butrus al-Sadamanti et son
■ أثناسيوس المقارى، فهرس كتابات آباء الإسكندرية الكتابات العربية. تم الإشارة إلى القائمة التى أوردتها مجلة مرقس.
■ بُطرس السدمنتي، خبر الشاب إشعياء وتعليمه نُشِرَ فى مجلة مرقس مارس 2012م.
■ بطرس السدمنتي، خبر إيسيذوروس الإسكندري، نُشِرَ فى مجلة مرقس فى خمسة أجزاء: يونيو 2012م، عدد سبتمبر 2012م، عدد أكتوبر 2012م، عدد نوفمبر 2012م، عدد ديسمبر 2012م.
■ بطرس السدمنتي، خبر ببنودة المطردى، نُشِرَ فى مجلة مرقس فى جزءين: إبريل 2012م، ومايو 2012م.
■ وديع أبوالليف، مقدمة فى الأدب العربي المسيحي للأقباط، أوراق (القاهرة: كلية اللاهوت الإنجيلية، 1999).
■ جابر عصفور، الدفاع عن التراث، «العربي» العدد 639 (الكويت: وزارة الإعلام، فبراير 2012).
■ مرتان عقاد، تفسير الأناجيل فى الإسلام والمسيحية من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر: فى سبيل نظرية شرقية معاصرة لتفسير الكتاب المقدس، أطروحة دكتوراه قام بها مرتان عقاد وقدم ملخصًا بهذا العنوان باللغة العربية فى كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، 2005م.
■ بُطرس السدمنتي، المُقَدِمة فى التفسير، حقَقها وقدم لها وترجمها إلى الفرنسية الدكتور فان دن أكر (بيروت: دار المشرق، سلسلة بحوث ودراسات، 1986م).
■ يمكن الرجوع إلى: ابن تيمية تقى الدين أحمد بن عبدالحليم، المقدمة فى أصول التفسير، تحقيق د. عدنان زرزور (دمشق، 1972م).
■ فى قضية التأويل أحيل القارئ إلى بعض الدراسات القيمة فى هذا المجال على سبيل المثال وليس الحصر: نصر حامد أبوزيد، إشكاليات القراءة وآليات التأويل، كتابات نقدية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، أغسطس 1991م. «النص الديني ووظيفته فى الحياة الروحية والشخصية والجماعية فى المسيحية والإسلام» مجموعة من الباحثين، دار المشرق-بيروت، 2006م. فهيم عزيز، علم التفسير، القاهرة: دار الثقافة. على عبد الفتاح المغربى.
التأويل بين الأشعرية وابن رشد. الفيلسوف ابن رشد مفكرًا عربيًا ورائدًا للاتجاه العقلي. إشراف الدكتور عاطف العراقى. المجلس الأعلى للثقافة لجنة الفلسفة والاجتماع. 1993م.
■ مؤتمن الدولة أبى إسحق بن أبى الفضل ابن العسال، أبلغ الوسائل فى علم الرسائل، تحقيق الآباء بدير الشهيد مار مينا العجائبى بمريوط، من مخطوطات سلسلة مخطوطات الكتاب المقدس (1990م).
■ محمد كمال، التأويل العرفاني المفهوم النظرية الأوضاع، المنهاج إسلامية - فكرية - فصلية، العدد 61 (بيروت: الغدير للنشر والتوزيع، 2011).
■ يمكن الرجوع إلى الكتب العربية التى تحدثت وتناولت قضية التفسير على سبيل المثال: «سمات التفسير الأرثوذكسي» للراهب القس مرقريوس الأنبا بيشوى، 1995.
والكتاب المرجعي فى التفسير «علم التفسير» للدكتور القس فهيم عزيز، دار الثقافة، القاهرة، 1986م.
كتاب التسهيل والتيسير فى علمي الوعظ والتفسير لرياض غبريال السنورسى 1927م.
ومجلدى «علم الوعظ بين عالم النص الكتابي ومتغيرات المجتمع المعاصر» للدكتور القس مكرم نجيب، المجلد الأول 2001م، والمجلد الثانى 2001م، صدرا عن دار الثقافة القاهرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.