سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"البيئة": الاستعانة بخبراء أجانب لتقييم وضع التماسيح النيلية.. صيد الزريعة سبب نقص الثروة السمكية.. ظهور القروش والحيتان خارج بيئتها الطبيعية بسبب ندرة الأسماك
انتشرت مؤخرا العديد من الظواهر التي أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي مثل ظهور القرش والحيتان بالقرب من الشواطئ التي تمتلئ بالمصطفىن. وقد وجه المواطنون مؤخرا اهتمامهم إلى كثرة التماسيح النيلية، كما قام النائب البرلماني عن محافظة أسوان عامر حناوي، بتقديم طلب إحاطة لوزارة البيئة بسبب نقص إنتاج الأسماك بنسبة 80% بسبب الإهمال وانتشار التماسيح في بحيرة ناصر. والتقت "البوابة نيوز" مع الدكتور جمال جمعة، مدير عام ورئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، والمسئول عن كل المحميات الطبيعية البرية والبحرية بالبلاد. وقال الدكتور جمال جمعة:" إن البيئة تدرس كيفية استغلال التماسيح النيلية، والاستثمار فيها، مشيرا إلى أن تعاون الوزارة مع كل الجهات الأخرى المعنية بالأمر والخدمة الوطنية لدراسة وضع التماسيح بالبلاد ؛ وذلك حتى نستطيع أن نحصل على دراسة موسعة ودقيقة ومفصلة بهذه الجزئية. وكشف جمعة أن وزارة البيئة سوف تستعين في الفترة القادمة بخبراء دوليين، لدراسة وتقييم وضع التماسيح النيلية بالبلاد، مشيرا إلى أن إتمام جزء من هذه الدراسات، واستكمالها سيكون بواسطة الخبراء الاجانب. وأوضح جمعة، أن الدراسة سوف تشمل أعداد وكميات التماسيح النيلية بمصر، والمقدار المسموح للبلاد باصطيادها والاستثمار فيها، والشروط الدولية لذلك. مؤكدا، أن كل ما أعلنت عنه وزارة البيئة والمحميات الطبيعية، بخصوص التماسيح ومزارعها والاستثمار فيها يعد بمرحلة دراسة ولم يتم تطبيق أي منها حتى هذه اللحظة. لافتا إلى أن الأمر باستغلال التماسيح النيلية لكثرتها أو الاستثمار فيها، أمر مهم جدا ولكنه لم يتعلق بمصر وحدها ولكنه متعلق كذلك بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها البلاد مع الدول الآخرى. وأكد جمعة، أن التمساح النيلي والموجود ببحيرة ناصر، وكافة التماسيح بصفة عامة على سطح الكرة الأرضية، يتم حمايتها من خلال اتفاقية "سايتس"، اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المعرضة للانقراض. لافتا إلى أن جمهورية مصر العربية موقعه على اتفاقية "سايتس"، وتحترم كل تعاقداتها مع كل الاتفاقيات العالمية، ولم تعزم يوما على اختراقها، مشيرا إلى أنه فور توقيع أي دولة على اتفاقية عالميه، فان ذلك يمثل قانون تسير عليه الدولة. وكشف رئيس قطاع حماية الطبيعة بالبيئة، أن مؤتمر الاطراف السابق الذي تم انعقاده بدولة قطر، قامت مصر بأخذ موافقة دولية، على أن يتم وضع التمساح النيلي بملحق رقم "2"، بدلا من ملحق "1" بدون كوته، أي بدون حصة للبلاد، إلى أن يتم عمل دراسات شامله وكامله وتقييم بوضع التماسيح بمصر. وأوضح جمعة أن هناك خلط كبير من المواطنين تجاه طريقة آكل التماسيح، والحيتان والقروش، حيث أن التمساح النيلي لم يتناول الاكل كما يعتقد البعض بالاطنان وبالشراهه التي يعتقدونها قد تؤثر على النظام الطبيعي وتحدث خلل بالبلاد. مؤكدا أن التماسيح النيلية لا تؤثر مطلقا على الثروة السمكية، قائلا:" أن قول البعض أن التماسيح وجودها خطر على الاسماك، ويدمر الثروة السمكية قول خاطئ تماما، وكلام مبالغ فيه". لافتا أن التماسيح تتغذى فعلا على الأسماك، ولكنها ليس السبب الرئيسي في ندرة الأسماك، حيث إن التمساح يتغذى على الأسماك الكبيرة والمفترسة والتي ليس لها قيمة اقتصادية، وأن المتوسط اليومي لغذاء تمساح طوله من 3سم، هو نصف كيلو من الأسماك في اليوم، لأن التمثيل الغذائي للتمساح بطيء جدا. وأوضح جمعة، أنه قد تكون التغيرات المناخية والصيد الجائر، وصيد الزريعة بمواسم التكاثر والتزواج يؤثران بقوة على الثروة السمكية بالبلاد مؤكدا حرص وزارة البيئة على تنبيه الصيادين بعدم اصطياد الاسماك بموسم معين في العام الذي يتم فيه التكاثر، ونتفاجئ باصطياد الاسماك الصغيرة، لافتا إلى وجود مواعيد معين ومواسم للصيد. وأوضح..أن اصطياد الأسماك بكافة المناطق أسفر عن ظهور وخروج الحيوانات المفترسة من أماكنها وتغيير بيئتها بحثا عن الطعام؛ لذلك لاحظنا مؤخرا ظهور القروش والحيتان من بيئتها الطبيعية بحثا عن الطعام والأسماك. مؤكدا.. أن هذه الطبيعة خلقها"الله" سبحانه وتعالي""، بنظام معين لابد من عدم التدخل فيه وعدم قطع السلسلة الغذائية وعدم جعل مورد يجور على مورد وشيء آخر. لافتا أنه إذا تم اصطياد السمك الصغير، سنلاحظ اختفاء الأسماك بفترة من الفترات، وإذا تم اصطياد كميات كبيرة من الأسماك، سنلاحظ هجرة كل الكائنات التي كانت تتغذى عليها، بحثا عن الطعام وستصبح أكثر توحشا. منوها أن البلاد في مرحلة الدراسة البحتة لتناول الأماكن المناسبة لعمل مزرعة للتماسيح..مشيرا إلى أن مكان مزرعة التماسيح سيكون بمنطقة ناصر حتى يكون قريب من بحيرة ناصر الذي سيتم اصطياد التماسيح بها ووضعها بالمزرعة. وكشف رئيس قطاع حماية الطبيعة، عن وجود تعاون كبير بين وزارة البيئة وهيئة قناة السويس من أجل توريد لانشات ومراكب إلى وزارة البيئة..مشيرا أن المراكب ستصل إلى البيئة بواسطة أحد المصانع التابعة لهيئة قناة السويس، هو الذي سيتولي توريدها لقطاع حماية الطبيعة وأوضح أن توريد تلك المراكب واللنشات، يأتي من أجل الحفاظ على كل المحميات البحرية الطبيعية بالبلاد، مثل وادي الجمال وبحيرة قارون والبحر الأحمر وبمنطقة سيناء كذلك. وأضاف أن ترقب ورصد عمليات الصيد الجائر بالبحرين المتوسط والأحمر، والتمكن بواسطة الادوات الحديثة من رصد المخالفين والمتعدين على البيئة والنظام الطبيعي للبيئة البحرية والمحميات الطبيعية. جدير بالذكر أن الاعداد المقدرة عالميا من التماسيح ما بين ربع مليون ونصف مليون تمساح، ومتوسط أعداد التماسيح في بحيرة ناصر نحو 30 ألف تمساح، وان التماسيح تعيش في نهر النيل منذ أكثر من 240 سنة، وان التمساح النيلي لا يوجد في غير القارة الأفريقية، وأنه موجود في 41 دولة أفريقية.