بالصور.. ريحان يرصد معالم أول مسجد بني في الإسلام ومقابر الصحابة بالبقيع

يرصد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، في ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، معالم مسجد قباء أول مسجد بنى في الإسلام بعد الهجرة من مكة إلى المدينة، وقد سجل على لوحة على جدران المسجد حديث شريف عن فضل الصلاة بمسجد قباء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة"، وقد بنى المسجد في الأيام الأولى بعد الهجرة ويقع على بعد 3.5كم من المسجد النبوى الشريف.
ويوضح د. ريحان في تصريح خاص ل"البوابة نيوز" اليوم السبت، أن قباء هو اسم بئر عرفت القرية المتواجد بها باسمه، وهى مساكن بنى عمرو بن عوف وقد أقام النبى في ديارهم عند الشيخ كلثوم شيخ بنى عمرو وقباء ضاحية جنوب غرب المدينة المنورة على طريق الهجرة الذي سلكها النبى وصحابته من مكة إلى المدينة وقد وضع النبى بنفسه أساس المسجد وفيه عدة روايات منها أنه كان موقع لتجفيف التمور وهناك رواية عن جابر بن سمرة قال: لما سأل أهل قباء النبى أن يبنى لهم مسجدًا قال الرسول: ليقم بعضكم فيركب الناقة التي هاجر عليها فقام أبوبكر الصديق فركبها فحركها فلم تنبعث فرجع فقام عمر بن الخطاب فركبها فلم تنبعث فرجع فقال رسول الله لأصحابه ليقم بعضكم فيركب الناقة فقام على بن أبى طالب فلما وضع رجله في غرز الركاب وثبت به فقال رسول الله: أرخ زمامها وابنوا على مدها فإنها مأمورة.
ويضيف د. ريحان بأن المسجد جدد في عهد الخليفة عثمان بن عفان مع تجديداته للحرم النبوى ثم جدده الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك 87 – 93 ه وأضاف له مئذنة وأروقة حول الصحن كما جدد عام 435ه بواسطة الشريف أبو يعلى أحمد بن الحسن وسجل ذلك على لوحة بالخط الكوفى فوق المحراب وجدد في العصر المملوكى بواسطة السلطان قايتباى حيث أضاف محرابًا من الرخام وجدد في العصر العثمانى وأضيفت له مئذنة وجددت جدران المسجد الخارجية في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1388ه وأضيف له رواق من الناحية الشمالية ومدخل خاص بالنساء وأدخلت المئذنة في نطاق المسجد وتم تعميره وتجديده وفرشه في عهد الملك فهد بن العزيز ليستوعب 20 ألف مصلى والمسجد حاليًا يضم 4 مآذن 62 قبة على مساحة 5860 مترا مربعا وله سبعة مداخل رئيسية و12 مدخلا فرعيا.
وعن البقيع يوضح الدكتور ريحان أنها مقابر أهل المدينة منذ الهجرة وحتى الآن وتقع في الجزء الجنوبى الشرقى من الحرم المدنى وتبلغ مساحته 180 ألف متر مربع ويضم رفات الآلاف المؤلفة من أهل المدينة ومن توفى فيها من المجاورين والزائرين وفى مقدمتهم الصحابة الكرام ويروى أن عشرة آلاف صحابى دفنوا فيه منهم ذو النورين عثمان بن عفان وأمهات المؤمنين زوجات النبى السيدة خديجة والسيدة عائشة والسيدة ميمونة وبنات النبى السيدة فاطمة الزهراء وابنه إبراهيم وعمه العباس وعمته صفية وحفيده الحسن بن على وكذلك على بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وتفوح من مقابرهم رائحة المسك يستنشقها ضيوف الرحمن ويستمتعون بعبير رائحة رفات الصديقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.