غضب إسرائيلى من «ضحكة عباس» فى الجنازة و«البيت الأبيض» ينكس علم أمريكا «أوباما»: حضور الرئيس الفلسطينى مبادرة لاستكمال السلام.. ونواب «الكنيست» العرب: لن نحضر جنازة السفاح شيعت إسرائيل أمس، الجمعة، فى مدينة القدسالمحتلة، جثمان «شيمون بيريز»، رئيس دولة الاحتلال السابق، ورئيس وزرائها الأسبق، الذى توفى فجر الأربعاء الماضى عن عمر 93 عامًا، وأقيمت الجنازة بمشاركة نحو 90 وفدًا من 70 دولة، بينهم عرب. وحضر الجنازة كل من الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، وولى العهد البريطانى، الأمير تشارلز، والرئيس الفرنسى، فرانسوا أولاند، ونظيره الألمانى يواكيم غازك، وملك إسبانيا فيليب السادس، والرئيس المكسيكى إنريكى بينيه نيتو. وعربيًا حضر الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، ومن مصر شارك وزير الخارجية سامح شكري، فيما أرسل الملك عبدالله الثانى برقية تعزية وامتنع عن الحضور. وانطلق الموكب الجنائزى من باحة «الكنيست» باتجاه مقبرة تسمى ب«عظماء الأمة» على جبل «هرتزل» فى القدس، حيث يدفن عدد من كبار قادة دولة الاحتلال. وتخللت الجنازة عدة مشاهد أهمها مصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» للرئيس الفلسطينى «محمود عباس»، فيما رصدت الكاميرات الإسرائيلية دخول الرئيس الفلسطينى فى نوبة ضحك هيستيرية، خلال حضوره مراسم تشييع الجنازة. ووفق العادات اليهودية، وضع الرئيس «بيريز»، أمس الأول الخميس، لأكثر من 12 ساعة، أمام مقر «الكنيست» فى القدس، ليتاح للإسرائيليين إلقاء النظرة الأخيرة عليه ووداعه. وأعلنت إسرائيل الحداد، وتم تنكيس الإعلام فى كل المبانى الرسمية فى الدولة العبرية، وفى البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية فى الخارج. وأعلنت الرئاسة الأمريكية أن «أوباما» أمر ب «تنكيس العلم الأمريكي» فى «البيت الأبيض»، وسائر المبانى الرسمية والعسكرية الأمريكية داخل الولاياتالمتحدة وخارجها. ونشر أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، على صفحته الخاصة بموقع «فيس بوك» صورة استقبال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى فى «تل أبيب»، وعلق بقوله: «وزير الخارجية المصرى سامح شكرى وصل إلى إسرائيل للمشاركة فى مراسم تشييع الرئيس التاسع لدولة إسرائيل شيمون بيريز، التى ستقام صباح اليوم فى مقبرة عظماء الدولة بجبل هرتزل بأورشليم». وخلال كلمته فى جنازة «بيريز» أكد الرئيس الأمريكى «باراك أوباما»، أن حضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس الجنازة يذكر أن العمل من أجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن يستمر، وقال متحدثًا عن «أبومازن»: «حضوره هنا مبادرة وتذكير بأن العمل من أجل السلام لم ينته بعد». وأضاف عن «بيريز»: «كان يصر على النظر إلى الفلسطينيين بصفتهم بشرًا بنفس القدر من الكرامة كاليهود، ولذلك يجب أن يحصلوا على تقرير المصير بالمثل»، على حسب تعبيره. فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، «بيريز» بقوله: «كان شريكًا كبيرًا فى نشأة الحركة الصهيونية»، وأكد «نتنياهو» فى كلمته خلال مراسم الجنازة، إنه كان يعرف أنه «إذا أردنا أن نحقق الأحلام فيجب ألا نكون منعزلين عن السياسة.. كان يعرف أن الإقلاع هو فى حقل السياسة». وأقر «نتنياهو» بخلافه مع «بيريز» بقوله: «قلت أيهما أهم الأمن أم السلام؟، فقال إن الأمن يؤدى إلى السلام، فقلت له فى الشرق الأوسط فإن الأمن هو شرط أساسى لتحقيق السلام»، وتابع: «فى الشرق الأوسط يتحقق السلام من منطلق القوة، ولكن القوة هى وسيلة والهدف هو سلام لنا والفلسطينيين». فيما أشار الرئيس الأمريكى السابق «بيل كلينتون» فى كلمته إلى الصداقة التى جمعته ب«بيريز» وقال إنه بذل جهدًا إلى جانب رئيس وزراء الاحتلال الأسبق «إسحاق رابين» لتحقيق السلام العادل مع الفلسطينيين. وأعلنت النائبة العربية فى «الكنيست»، عايدة توما، أن النواب العرب من «القائمة العربية المشتركة» لن يشاركوا فى مراسم وداع وجنازة «بيريز»، مؤكدة أنه كان راعى الاستيطان اليهودى فى الأراضى المحتلة، وصاحب فكرة مفاعل ديمونا والتسلح النووي، وهو أيضًا من ارتكب مجزرة قانا عام 1996 فى جنوبلبنان. وأضافت متحدثة عن «بيريز»: «حتى لو تحدث عن السلام وقدم مشروع أوسلو فتاريخه ممتلئ بالجرائم ضد العرب»، وهو نفس الموقف الذى أعلنت عنه حركة «حماس»، داعية الجميع إلى عدم حضور الجنازة. واتخذت السلطات الإسرائيلية مجموعة من الإجراءات الأمنية الاستثنائية، وحشدت الشرطة الإسرائيلية 8 آلاف شرطى لتأمين الجنازة، كما تم إغلاق كل الطرق المحيطة ب«الكنيست» لمدة 27 ساعة تقريبا، كما أغلقت جميع الشوارع المؤدية إلى جبل «هرتزل»، والطريق رقم واحد بين مطار «بن جوريون» الدولى والقدس، بسبب وصول العديد من زعماء العالم للمشاركة فى الجنازة. وقال مسئولون أمنيون، إن الأمن وضع غلافًا استخباراتيًا وتكنولوجيًا يشمل استخدام آليات وقدرات تكنولوجية متقدمة حيث تعتبر جميع السيناريوهات مطروحة على الطاولة، ومنها تنفيذ عملية إرهابية كبيرة أثناء مراسم الجنازة، أو محاولة اغتيال واحد من زعماء العالم، وهو ما دفع الشرطة الإسرائيلية للقيام بحملة اعتقالات ضد طلاب عرب وإسرائيليين ممن تشتبه فى تورطهم فى أعمل شغب وعنف.