قال الشيخ أحمد عوض منصور أحد ائمة أوقاف بورسعيد في خطبة اليوم، الجمعة:"إن الهجرة حدث نبوي عظيم ارتبط به مسار هذا الدين يتجدد ذكراها كل عام فتبعث في النفوس الأمل والتوكل والاعتماد على الله والثقة في سنن الله الكونية، حدث له شقان أما شقه الحسي المؤقت فيقول فيه عليه الصلاة والسلام: (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية)، لما أنه لا يمكن أن يحظى المتخلفون المتقاعسون بما حظي به السابقون الأولون الذين ناصروا رسول الله وكوّنوا معه صرح أول دولة تعلي راية الحق". وأضاف الشيخ "منصور":" وبقي شق آخر من الهجرة أخبرنا به رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وفتحه لنا فلا يغلق إلى يوم الدين، فعن معاوية أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"، وعن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الهجرة خصلتان إحداهما أن يهجر السيئات، وأن يهاجر إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفي الناس العمل". وتابع:" وفي حديث آخر أن فديك خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر هلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت تكن مهاجرا "، ويضع لنا النبي صلوات ربي وتسليماته عليه ضابط الهجرة في قوله (والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه). وقيل: يا رسول الله فما أفضل الهجرة؟ فقال: "من هجر ما حرم الله عليه"، فلنهاجر الضعف إلى القوة، والجهل إلى العلم والدعة والكسل إلى الجد والعمل والتفرق والتشرذم إلى التوحد والاعتصام ومساوئ الأخلاق إلى محاسنها ومكارمها.